• لبنان
  • السبت, آب 16, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 6:44:22 ص
inner-page-banner
من صفحات التاريخ

الصين بمساعدة الروس تحتل تركستان الشرقية وترتكب المجازر بالمسلمين

بوابة صيدا 

في 15 آب / أغسطس 1937م / (6 من جمادى الآخرة 1356هـ) الصينيون يحتلون تركستان الشرقية المسلمة بمساعدة الروس، بعد هزيمتهم للمسلمين بقيادة "عبد النياز بك" وجيشه البالغ (80) ألف جندي.

استمر التقدم الإسلامي نحو الشرق فعبر وسط آسيا ووصل القائد قتيبة بن مسلم إلى كاشغر غربي تركستان الشرقية مع نهاية القرن الأول الهجري واستمر انتشار الإسلام بتركستان في عهد الأمويين والعباسيين، وفي العصر العباسي أسلم الخاقان ستوف بوغرا في سنة 232هـ، وتلى ذلك إسلام أبنائه الخواقين موسى وهارون، وهكذا أخد الإسلام يعم المنطقة، وسرت اللغة العربية خلف الإسلام، واستخدمت في ميادين عديدة من الكتابة، وانجبت تركستان الشرقية علماء قدموا للإسلام الشيء الكثير، وشهدت هذه المرحلة توسعاً إسلامياً في غربي الصين وحمل لواء الدعوة أبناء تركستان، وأصبح الإسلام الدين الرسمي. ونعِم المسلمون بفترة من الاستقرار وخاصة بعد إسلام المغول، وظلت تركستان الشرقية دولة إسلامية مستقلة.

يبلغ عدد سكان إقليم تركستان الشرقية بحسب أرقام الحكومة الصينية حوالي 21 مليون نسمة، منهم 11 مليونا من المسلمين ينتمون أساسا إلى عرق الإيغور، وبعض العرقيات الأخرى مثل الكازاخ والقيرغيز والتتر والأوزبك والطاجيك المسلمين.

في عام 1949 كان الإيغوريون يمثلون %80 من سكان إقليم تركستان الشرقية الذي كان يضم إلى جانب قومية الإيغور قوميات متعددة مثل الطاجيك، والمغول، والأوزبك، والقرغيز، والتتار، ولم تكن في ذلك الوقت قومية الهان الصينية تمثل أكثر من 6%. وقد عمدت الحكومة الصينية لاستقدام أشخاص من الهان وتوطينهم في تركستان وتهجير المسلمين من هناك.

بدأت معاناة المسلمين في تركستان الشرقية منذ 1644م إذ بدأت فيها أسرة “مانشو” الحاكمة في حملة من الاضطهاد والعذاب للمسلمين في تركستان، اضطر معها المسلمون إلى رفع السلاح وعانوا من مذابح غير آدمية وإبادات جماعية وكل هذا يحدث خلف أسوار الصين أثناء غفلة العالم الإسلامي.

احتلت الصين تركستان الشرقية عام 1760م بعد ضعف أهلها وقتلت الصين وقتها ما يقارب المليون مسلم. وألغت الصين نظام البكوات الذي كان قائما آنذاك وقامت بتوحيد ولايات تركستان في ولاية واحدة، ثم بدأت بنقل أعداد كبيرة من الصين إلى تركستان فيما يعرف سياسيا باسم “تصيين تركستان الشرقية” محاولة منها في إلغاء الكيان التركستاني والقضاء على الإيجور، وقامت تركستان بالعديد من الثورات ضد الصين منها:

في عام 1855 اندلعت ثورة استمرت عشرين سنه بقيادة “يعقوب بك” تمكن التركتستانيون من الحصول على الاستقلال عام 1865م ولم تلبث فرحتهم طويلا حيث استطاعت الصين احتلالهم مرة أخرى سنة 1875م فى صمت تام من العالم الإسلامي.

في عام 1931م اندلعت ثورة، وذلك حينما أبدى المسلمون الاعتراض على تقسيم المنطقة التي يحكمها “شاكر بيك” إلى وحدات إدارية وقام رئيس الشرطة الصينية بالاعتداء على امرأة مسلمة فاستشاط المسلمون غضبا وتظاهروا بإقامة حفل على شرف رئيس الشرطة وقتلوه هو وحراسه وقد كانت ثورة عارمة؛ إذ استطاع المسلمون أن يستولوا على  مدينة “شانشان ” وسيطروا على “طرفان” وعندما أرادت الصين تهدئة الأوضاع قامت بعزل الحاكم العام بعدما سيطر المسلمون على “اورمتشى” قاعدة تركستان الشرقية وقاموا بعزل الحاكم بأنفسهم ووزعوا المناصب على أنفسهم فما كان للصين إلا أن تعترف بسلطتهم على المراكز التي تسلموها.

واشتعل فتيل الثورة في جميع نواحي تركستان حيث أعلن العديد من زعماء الحركة الثورية تمردهم واستولوا على مدنهم وذهبوا إلى “كاشغر” حيث كان “ثابت داملا” وأراد أن يعلن قيام حكومة كاشغر الإسلامية.

أما “خوجانياز” فقد جاء إلى ثائري كاشغر ليفاوضهم وينهى ثورتهم فأقنعوه بعدالتها وانضم إليهم وأعلن قيام حكومة “جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية” في 12 تشرين الثاني / نوفمبر 1933م (24 رجب 1352هـ) خوجانياز رئيسا لها وثابت داملا رئيسًا لمجلس الوزراء. ولكن، كعادة الصين لم تترك تركستان تنعم بحريتها كثيرا حيث أسقط التحالف الصيني الروسي هذه الجمهورية وقام بإعدام جميع أعضاء الحكومة مع عشرة آلاف مسلم، وحصل الروس مقابل مساعدتهم للصين على حق التنقيب عن الثروات المعدنية، والحصول على الثروات الحيوانية، واستخدام عدد من الروس في الخدمات الإدارية في تركستان الشرقية وكان هذا في آب / أغسطس 1937م.

حصلت تركستان الشرقية على الاستقلال الذاتي عام 1946م واستطاعت أن تمسك زمام أمرها خلال الحرب العالمية الثانية حيث أُنشئت المطابع والمدارس. ولكن، بعد انتهاء الحرب العالمية تعرضت تركستان لهجمة القوات الصينيه الشيوعيه عام 1949م ومن هنا بدأت تركستان في معاناة جديدة!.

في يوم 1 تشرين الأول / أكتوبر 1949م (9 ذو الحجة 1368هـ) أعلن زعيم الحزب الشيوعي الصيني ماو تسي تونغ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وضم منطقة تركستان الشرقية للجمهورية الوليدة بالقوة وأطلق عليها الاسم الصيني " شنغيانغ ."

ارتكبت القوات الصينية عدة مجازر ضد المسلمين المتواجدين في الصين، ابتدأت تلك المجاز عام 1949 مع وصول الشيوعيين للحكم في الصين.

في عام 1949 قامت الحكومة الشيوعية بارتكاب مجزرة ضد المسلمين الأويغور راح ضحيتها مليون مسلم. بعد تمكن التحالف الصيني الروسي من إسقاط جمهورية تركستان الشرقية الأولى قامت الحكومة الصينية بإعدام كامل أعضائها مع عشرة آلاف مسلم.

من عام 1949 وحتى عام 1979م تم هدم 29 ألف مسجد في تركستان الشرقية، وتم إرسال 54 ألف موظَّف ديني للعمل في معسكرات الأشغال الشاقة، وتم إضرام النيران في 370 ألف مركز لتعليم القرآن الكريم في العاصمة (أورموتشي) وحدها.

في عام 1952 تم إعدام 120 ألف شخص في تركستان الشرقية، معظمهم من علماء الدين الإسلامي؛ ذلك ما قاله (برهان شهيدي) - والي تركستان الشرقية في ذلك الوقت.

في عام 1966 أثناء استقبال المسلمين لشهر رمضان المبارك، ارتكبت القوات الصينية مجزرة كاشغر قُتل فيها أكثر من خمس وسبعين ألف شهيد من المسلمين. 

في نيسان 1990 ارتكبت القوات الصينية مجزرة بارين راح ضحيتها آلاف من المدنيين المسلمين حسب الناشطين و 60 مسلما حسب الحكومة الصينية.

في ليلة 27 رمضان 1417هـ /1997م (ليلة القدر) وقف رجال المباحث والاستخبارات والشرطة الصينية أمام أبواب المساجد يمنعون الشباب والنساء من دخول المساجد لأداء صلاة التراويح والتهجد، فاشتبك المسلمون معهم، واندلعت ثورة عارمة في “غولجة” التي تقع في شمال البلاد، وتدخل الجيش الصيني لضرب هؤلاء المسلمين العُزَّل، فقتل منهم أكثر من 300، واعتقل نحو 10 آلاف مسلم.

ومنذ عام 1997 حتى الآن تم إغلاق 1200 مسجد، وتحويلهم إلى مقرات للحزب الشيوعي أو مكاتب، أو حتى مجازر للحوم في منطقة (هوتن) وحدها، وتم منع خطبة الجمعة في (هوتن) مثلما تمَّ مَنعُها في بعض المناطق الأخرى.

في 28 حزيران / يونيو 2013م (19 شعبان 1434هـ) ارتكبت القوات الصينية مذبحة مسجد خان أريق بمدينة خوتان بتاريخ سقط خلالها 200 مسلم.

وفي عام 1914م ارتكبت القوات الصينية مجزرة خوتن ناحية وقتل فيها أكثر من 5500 مسلم.

وتتهم منظمات دولية الحكومة الصينية بإجراء أكثر من أربعين تجربة نووية شمال الإقليم مما أدى إلى إصابة العديد من سكانه المسلمين بالإشعاعات النووية وانتشار الأمراض وتلوث التربة والهواء.

قامت الصين بمنع صلاة الجماعة، وإغلاق مراكز تدريس القرآن الكريم، وتسريح عشرات الآلاف من الأئمة الإيغوريين. وحظر استخدام الحروف العربية في الخطابات الرسمية، وإخضاع المؤسسات التعليمية للمناهج الصينية دون أدنى اعتبار لخصوصية الإقليم الدينية والعرقية..

وقد اعتقلت الحكومة الصينية بعض النساء الملتزمات بالحجاب الشرعي في تركستان الشرقية. ففي صيف 2013 في منطقة (قشغر) امتنعت سيدات إحدى العائلات المرموقة والمعروفة بتمسُّكها بالدين الإسلامي عن خلع حجابهن، فتم حرقهنَّ أحياء عن طريق إضرام النيران في منزلهن وهنَّ بالداخل، بزعم أنهنَّ إرهابيات انفصاليات، وفي أعقاب هذه الحادثة قام النظام الصيني بقتل مجموعة من الشباب الإيغوري الأعزل في منطقة (قاريليك) عن طريق إطلاق الرصاص عليهم من طائرات بدون طيار، وكان الحادث مروِّعًا للغاية، لدرجة أنهم لم يستطيعوا التثبُّت من هوية هؤلاء الشباب الشهداء إلا عن طريق تحليل DNA لأشلائهم الممزَّقة.

كما يمنع الحزب الشيوعي الصيني الصوم في المؤسسات الحكومية وكذلك يمنع الطلاب من الصيام منذ فترة طويلة.

وقال الأويغوريون في إقليم تركستان إن الحكومة الصينية منعت كامل المسلمين من الصوم بعكس ما يشاع في الإعلام بأن المنع مختص بالموظفين والطلاب فقد كانت قوات الأمن الصينية تتفقد البيوت المضاءة في وقت السحور. وكان يتم الاعتداء على الأسر الفقيرة الصائمة التي لا تملك أصلا وظائف.

وتعرض المسلمون في الإقليم لحملات عدائية عرقية وأحداث عنف مرات عديدة خلفت عددا كبيرا من القتلى والجرحى، منها اضطرابات أورومتشي في تموز / يوليو 2009.

وقام الشيوعيون بتسهيل سفر واستقرار غير المسلمين في المناطق الإسلامية، فانخفضت نسبة المسلمين إلى 60%، وهاجر العديد منهم إلى تركيا وإيران والمملكة العربية السعودية وبعض الدول الإسلامية في جنوب شرقي قارة آسيا.

وحاليا طبقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، يعيش اليوم أكثر من مليون من الأويغور داخل جدران معتقلات يسميها النظام الصيني “مراكز إعادة التأهيل”، ويراها الأويغور استنساخاً لمعسكرات الاعتقال النازية.

وفي محصلة نهائية فقد حتى الآن 60 مليون تركيٍّ مسلم حياته في تركستان الشرقية على يد الاحتلال الصيني، ذلك العدد الذي يمثل عشرة أضعاف الشهداء في البوسنة والعراق وأفغانستان والشيشان وفلسطين.

 (المصدر: بوابة صيدا + ويكابيديا + مواقع اخبارية + مواقع التواصل الاجتماعي)

 

ـــــــــــــ

إقرأ ايضاً

استسلام الثائرين في ثورة القاهرة الثانية بعد إحراق المدينة.. ومجازر ارتكبها الجيش الفرنسي

العصابات الأرمنية ترتكب مجزرة مروعة بحق المسلمين.. وتقتل الآلاف منهم

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة