• لبنان
  • الثلاثاء, كانون الأول 23, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 2:11:32 م
inner-page-banner
من صفحات التاريخ

قمة دكار 1991: حين سقط الجهاد من أجندة الأمة..

بوابة صيدا

في لحظة فارقة من التاريخ السياسي الإسلامي، اجتمع قادة الدول الإسلامية في العاصمة السنغالية دكار في كانون الأول / ديسمبر 1991م، تحت شعار "القدس الشريف والوئام والوحدة"، لكن ما غاب عن جدول الأعمال كان أكثر وقعًا من كل ما حضر.

فقد شهدت القمة إسقاط بند "الجهاد لتحرير فلسطين" من أجندتها الرسمية، في خطوة مثّلت تحولًا جذريًا في خطاب منظمة المؤتمر الإسلامي تجاه القضية الفلسطينية.

لم يكن القرار مجرد تعديل بروتوكولي، بل كان إشارة إلى نهاية مرحلة وبداية أخرى، حيث انتقل الخطاب من المقاومة إلى التفاوض، ومن التعبئة إلى الحذر السياسي، في ظل مناخ دولي متغير بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانعقاد مؤتمر مدريد للسلام.

هكذا، وفي قمة يفترض أنها تُجدد العهد مع القدس، سقط الجهاد من أجندة الأمة، وبدأ العد التنازلي لتراجع مركزية فلسطين في السياسات الإسلامية الرسمية.

منظمة التعاون الإسلامي (وكانت تعرف سابقاً باسم منظمة المؤتمر الإسلامي) هي منظمة دولية تجمع سبعا وخمسين دولة، وتصف المنظمة نفسها بأنها "الصوت الجماعي للعالم الإسلامي" وان كانت لا تضم كل الدول الاسلامية وأنها تهدف ل "حماية المصالح الحيوية للمسلمين" البالغ عددهم نحو 1,6 مليار نسمة. وللمنظمة عضوية دائمة في الأمم المتحدة.

الدول السبع والخمسون هي دول ذات غالبية مسلمة من منطقة الوطن العربي وإفريقيا وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية والبلقان (البوسنة وألبانيا).

تأسست المنظمة في الرباط في 25 أيلول / سبتمبر 1969م (14 رجب 1389هـ) إذ عقد أول اجتماع بين زعماء العالم الإسلامي، بعد حريق الأقصى في 21 آب / آغسطس 1969م (8 جمادى الآخرة 1389هـ) حيث طرح وقتها مبادئ الدفاع عن شرف وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس وقبة الصخرة، وذلك كمحاولة لايجاد قاسم مشترك بين جميع فئات المسلمين.

بعد ستة أشهر من الاجتماع الأول، تبنى المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء الخارجية المنعقد في جدة في آذار / مارس 1970 إنشاء أمانة عامة للمنظمة، كي يضمن الاتصال بين الدول الأعضاء وتنسيق العمل. عين وقتها أمين عام واختيرت جدة مقرا مؤقتا للمنظمة، بانتظار تحرير القدس، حيث سيكون المقر الدائم.

 عقد المؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية جلسته الثالثة، في شباط / فبراير 1972، وتم وقتها تبنى دستور المنظمة، الذي يفترض به تقوية التضامن والتعاون بين الدول الإسلامية في الحقول الاجتماعية والعلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية.

في أعقاب انعقاد الدورة السادسة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في 23 كانون الأول / ديسمبر 1991م (17 جمادى الآخرة 1412هـ) في دكار عاصمة السنغال وهي بعنوان "دورة القدس الشريف والوئام والوحدة" بحضور 45 رئيس دولة إسلامية، وبحضور منظمات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية و"الوحدة الافريقية" و"حركة عدم الانحياز"، صدر تقرير عن "لجنة الشؤون السياسية والمسائل التنظيمية والأساسية والعامة" التابع للمنظمة، يؤكد على ما نصه "استمرار تعزيز التضامن الإسلامي مع الشعب الفلسطيني والتزام الدول الإسلامية الثابت بتنفيذ جميع القرارات الصادرة بشأن مدينة القدس وخاصة إعلان الجهاد لتحريرها وتخليص المسجد الأقصى من نير الاحتلال".

إلا أن البيان الختامي للمنظمة اختلف كلياً عن بيان اللجنة، الذي يتم اعتماده عادة في البيانات الختامية، حيث تم إسقاط " الجهاد لتحرير القدس" من البيان.

وجاء في البيان الختامي، أن القضية الفلسطينية هي قضية المسلمين الأولى، مع تأييد " الجهود المبذولة لإحلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط". والتزام زعماء العالم الإسلامي في البيان الختامي بـ"تحرير المسجد الأقصى المبارك"، وتجديد الالتزام بـ"تعزيز التضامن الإسلامي من أجل ضمان عودتها إلى السيادة الفلسطينية والحفاظ على طابعها العربي الإسلامي".

 

ـــــــــــــ

إقرأ أيضاً

فتح جزيرة قبرص 

بلنسية بين السيف والحصار: سقوط مدينة الحضارة وتحويل مساجدها إلى كنائس

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة