• لبنان
  • الاثنين, كانون الأول 29, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 7:26:20 ص
inner-page-banner
من صفحات التاريخ

الركبة الجريحة: دم اللاكوتا الذي لطّخ تاريخ الفوج السابع الأمريكي

بوابة صيدا

في عام 1890م، وعلى أطراف غدير الركبة الجريحة في داكوتا الجنوبية، دوّى الرصاص الأمريكي فوق رؤوس رجال ونساء وأطفال من قبيلة لاكوتا، في مشهدٍ دموي سيظل محفورًا في ذاكرة السكان الأصليين إلى الأبد. 

تحت راية الولايات المتحدة، وباسم النظام، نفّذ الفوج السابع من سلاح الفرسان مذبحة مروعة، راح ضحيتها أكثر من 150 من أبناء لاكوتا، معظمهم من المدنيين العزّل، في لحظة اختلط فيها الخوف بالعنصرية، والدين بالسياسة، والرصاص بالرقص.

كانت "رقصة الأشباح" التي مارسها اللاكوتا تعبيرًا عن الأمل في عودة الأرض والكرامة، لكن السلطات الأمريكية رأت فيها تهديدًا وجوديًا، فردّت بـ"الرد النهائي". 

وهكذا، في الركبة الجريحة، لم تُكسر فقط أجساد اللاكوتا، بل كُسرت آخر مقاومة روحية للسكان الأصليين، في مذبحة تُجسّد ذروة الإبادة الثقافية تحت راية النجوم.

في الأشهر التي سبقت المذبحة، انتشرت حركة دينية تُعرف بـ"رقصة الأشباح" بين قبائل السيوكس، تدعو إلى عودة أرواح الأجداد لطرد المستعمرين البيض، ما أثار ذعر السلطات الأمريكية.

فسر المسؤولون الأمريكيون البيض والجيش هذه الرقصة على أنها تحضير للحرب، خاصة مع انتشارها السريع بين شعب لاكوتا الجائع والمحبط.

في 15 كانون الأول / ديسمبر 1890م (4 جمادى الأولى 1308هـ) قُتل "الزعيم الهندي "سيتينغ بول" الذي كان يُنظر إليه على أنه داعم للحركة، وتوجهت أصابع الاتهام إلى الجيش الأمريكي.. 

بعد مقتل "سيتينغ بول"، هربت مجموعة من اللاكوتا بقيادة الزعيم "بيج فوت" الذي كان مريضاً بالالتهاب الرئوي - من محميتهم و اللجوء إلى محمية "باين ريدج" آملاً في تحقيق السلام.

بدأت وقائع المذبحة في 28 كانون الأول / ديسمبر 1890م، (17 جمادى الأولى 1308هـ) إذ اعترضت فرقة من الفوج السابع لسلاح الفرسان الأمريكي بقيادة اللواء صموئيل ويتسايد، قافلة "سي تانكا" زعيم قبيلة مينيكينجو المنحذرة من قبائل سايوكس، و38 شخصًا آخرين من قبيلة "هنكبابا" بالقرب من جبل بركيوباين بوت واصطحبوهم خمسة أميال غربًا (أي 8 كم) إلى نهر الركبة الجريحة حيث أقاموا معسكرًا هناك.

 

ثم وصل باقي الفوج السابع لسلاح الفرسان بقيادة الكولونيل جيمس فورسيث وحاصروا المعسكر مدعمين بأربعة مدافع هوتشكيس.

وفي صباح 29 كانون الأول / ديسمبر 1890م (18 جمادى الأولى 1308هـ)  اجتاحت القوات الأمريكية المعسكر الذي يضم حوالي 350 من شعب لاكوتا (منهم حوالي 230 امرأة وطفلاً) بهدف نزع سلاح أفراد لاكوتا. وتذكر إحدى الروايات أنه خلال عملية نزع السلاح، رفض أحد رجال القبيلة ويدعى "بلاك كويت" وكان أصمًا، أن يسلم بندقيته، بحجة أنه قد دفع الكثير في مقابلها.

تصاعدت حدة الشجار حول بندقية بلاك كويت، ثم انطلقت إحدى الرصاصات مما دفع أحد جنود فوج سلاح الفرسان السابع بفتح النار العشوائي على جميع الاتجاهات، ليتساقط القتلى من الرجال، والنساء، والأطفال، فضلاً عن سقوط عدد من جنود الفوج بنيران صديقة.

وفي ردة فعل على ذلك، بدأ عدد من محاربي لاكوتا الذين كانوا ما يزالون يحتفظون بأسلحتهم بإطلاق النار مهاجمين الجنود، الذين سرعان ما تمكنوا من السيطرة على النيران القادمة من جانب لاكوتا. أما الناجون منهم، فقد لاذوا بالفرار وطاردهم جنود سلاح الفرسان الأمريكي وقتلوا العديد منهم على الرغم من أنهم كانوا عزلاً.

وبانتهاء المعركة، كان هناك ما لا يقل عن 150 قتيلاً من الرجال والنساء والأطفال من بين سكان لاكوتا سيوكس، كما سقط 51 مصابًا (4 رجال، 47 امرأة وطفلاً، توفي بعضهم في وقت لاحق متأثرًا بجراحه).

وقد ذكرت بعض التقديرات أن عدد القتلى قد بلغ 300، فضلاً عن 25 جنديًا. في حين أن عدد المصابين وصل 39 (توفي 6 منهم متأثرين بجراحهم في وقت لاحق).

على الرغم من طبيعة المجزرة، مُنح 20 جندياً من الفوج السابع "وسام الشرف" لأفعالهم البطولية في ذلك اليوم، وهو أمر يطالب الكثيرون، بما في ذلك أحفاد الضحايا وأعضاء في الكونغرس الأمريكي، بسحبه باعتباره وصمة عار في التاريخ العسكري.

(المصدر: بوابة صيدا + ويكابيديا + مواقع التواصل) 

ــــــــــــ

إقرأ أيضاً

البلوغ المستحيل.. حين أنجبت طفلة طفلًا

أنثى بلا رحمة: جوانا بورمان وحكاية الألم

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة