بوابة صيدا
في عام 1820م ثارت الكثير من مدن اليونان ضد الحكم العثماني، فأرسل السلطان محمود الثاني لليونان عام 1822م جيشاً بقيادة خورشيد باشا لقمع التمرد ولكن جيش خورشيد هُزم وفشل في قمع التمرد، فلجأ السلطان العثماني إلى أقوى ولاته محمد علي باشا ليستعين بجيشه الذي أثبت كفاءته ليقوم بمحاربة العصيان بمدن اليونان الثائرة.
في عام 1823م جهز محمد علي حملة عسكرية وعين إبنه إبراهيم باشا قائداً عليها ونجح إبراهيم باشا في إخماد ثورة جزيرة كريت، وفي عام 1824م تحرك الأسطول المصري من الإسكندرية إلى كريت ومنها إلى جزيرة رودس حيث تقابل الأسطولان المصري والعثماني وتوجها إلى المورة وهناك نجح إبراهيم في القضاء على المتمردين، وفي 1827م إقتحم إبراهيم باشا أثينا ونجح في إخضاع كافة المدن اليونانية المتمردة.
تدخلت الدول الأوروبية لمساعدة المتمردين اليونانيين، وقد قامت معركة نافارين في 19 تشرين الأول / أكتوبر 1827م (29 ربيع الأول 1243هـ) بين الأسطول المصري وأساطيل الدول الأوروبية وتحطم الأسطول المصري في تلك المعركة.
طلب محمد علي من السلطان العثماني أن يمنحه حكم الشام لتعويض خسائر تحطم أسطوله ولكن السلطان رفض، وكان هذا دافعاً لمحمد علي في تخطيطه لإرسال حملة عسكرية للإستيلاء على أراضي الشام، فتحرك الجيش المصرى في 31 تشرين الأول / أكتوبر عام 1831م (25 جمادى الأولى 1247هـ) بقيادة كوجوك إبراهيم (ابن اخت محمد علي) وكان مؤلفاً من 30 الف جندى مزودين بكثير من مدافع الميدان والحصار وبدأ بالإستيلاء على غزة ثم يافا.
في 2 تشرين الثاني / نوفمبر عام 1831م (27 جمادى الأولى 1247هـ) تحرك إبراهيم باشا وأركان حربه وسليمان باشا الفرنسي بالأسطول المصرى حاملاً جزءاً من الجيش وكميات كبيرة من المؤن والذخائر الحربية إلى يافا.
في 8 تشرين الثاني / نوفمبر عام 1831م (3 جمادى الآخرة 1247هـ) دخل المصريون يافا، وفي 13 تشرين الثاني / نوفمبر (8 جمادى الآخرة 1247هـ) احتلوا حيفا، وفيها وفد اليهم زعماء قبائل عرب نابلس وطبرية والقدس وقدموا فروض الطاعة.
تحرك إبراهيم باشا إلى عكا وحاصرها ونجح في الإستيلاء عليها عام 1831م ثم إستولى على دمشق ثم إتجه إلى حمص وهناك دارت موقعة حمص في 8 تموز / يوليو 1832م (10 صفر 1248هـ) وانتصر فيها ثم إستولى على حلب واسر حاميتها البالغ عددها الف جندى في 14 تموز / يوليو عام 1832م، (16 صفر 1248هـ) ثم إتجه شرقاً إلى بيلان وقامت هناك معركة بيلان في 30 تموز / يوليو عام 1832م (3 ربيع الأول 1248هـ) وانتصر على القوات العثمانية ليفتح أمامه الطريق إلى الأناضول.
تقدم إبراهيم باشا بعد معركة بيلان وإستولى على ولاية أدنه ثم طرسوس ثم أرسل جزءاً من قواته فاحتلت أورفه وعنتاب ومرعش وقيصرية.
في 18 كانون الأول / ديسمبر عام 1832م (24 جمادى الأولى 1248هـ) وصلت طلائع الجيش العثماني بقيادة رؤوف باشا إلى شمال قونية وكانت مؤلفة في الغالب من الجنود غير النظامية، فناوشهم إبراهيم باشا ليكتشف مدى قوتهم، ولما اكتشف منهم ضعفا أراد أن يجبرهم على القتال لكن رؤوف باشا تجنب الدخول في معركة، فأنقضى يوما 18 و 19 كانون الأول / ديسمبر في مناوشات حربية حتى استولى المصريون على كثير من الأسرى وغنموا بعض المدافع وفي صبيحة يوم 20 كانون الأول / ديسمبر (26 جمادى الأولى 1248هـ) تقدمت جيوش رشيد باشا إلى قونية، وأخذ كل من القائدين يرتب موقع جنوده.
وفي اليوم التالي، يوم الواقعة 21 كانون الأول / ديسمبر (27 جمادى الأولى 1248هـ) بدأت المدافع العثمانية تطلق القنابل على الجيش المصري، وكان إبراهيم باشا استطاع اكتشاف ثغرة في الجيش العثماني جعلت ميسرة الجيش في شبه عزلة عن بقية الجيش، وأدرك إبراهيم باشا بعبقريته العسكرية نقطة الضعف التي يصيب منها الهدف، وهي الهجوم على الميسرة (قوة الفرسان العثمانية) فانتهز إبراهيم باشا هذه الفرصة، وأعطى الأمر بهجوم قواته من الحرس والفرسان من هذه الثغرة ليخترق صفوف العثمانيين، فزحفت قوات الجيش المصري، وبدأت المدفعية المصرية تقصف مواقع العثمانيين، مما أجبر العثمانيين على الإنسحاب، والتقهقر، وقد وقع الصدر الأعظم قائد الجيش العثماني في الأسر بعد أن ضل الطريق أثناء محاولته استجماع قوات جيشه..
انتهت المعركة التي استمرت سبع ساعات بهزيمة الجيش العثماني، وكانت معركة قونيه نصراً مبينا للجيش المصري، وقد فتحت أمام إبراهيم باشا الطريق إلى عاصمة الخلافة العثمانية، إذ أصبح على مسيرة ستة أيام من البسفور، وكان الطريق إليها يخلو من أي قوات تعترض زحفه.
لم تزد خسارة المصريين عن 262 قتيلاً و 530 جريحاً، أما الجيش العثماني فقد أسر قائده ونحو خمسة اّلاف إلى ستة اّلاف من رجاله، من بينهم عدد كبير من الضباط والقادة، وقتل من جنوده نحو ثلاثة اّلاف، وغنم المصريون منه نحو 46 مدفعاً وعدداً كبيراً من الرايات.
ــــــــــــ
إقرأ أيضاً
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..