• لبنان
  • السبت, تشرين الثاني 22, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 11:26:01 ص
inner-page-banner
من صفحات التاريخ

رسالة الدم: اغتيال رينيه معوض والصفعة لاتفاق الطائف

بوابة صيدا

في 22 تشرين الثاني 1989م (24 ربيع الثاني 1410هـ) كان الجميع ينتظر بداية جديدة للبنان بعد توقيع "اتفاق الطائف" الذي أنهى خمسة عشر عاماً من الحرب، وانتخاب رينيه معوض كرئيس يمثل الأمل والسلام، بدا المستقبل مشرقاً، لكن في ظهر ذلك اليوم، انقلب الحلم إلى مأساة.

السيارة المفخخة في شارع الرملة البيضاء ببيروت لم تكن مجرد وسيلة لاغتيال رئيس. كانت قنبلة موجهة للمشروع الوطني بأكمله. الانفجار المدمر الذي أودى بحياة معوض وثمانية من مرافقيه لم يُنهِ حياة رجل فقط، بل دمر حلم السلام والوحدة. جريمة مدروسة بعناية، أرسلت رسالة واضحة: طريق بناء الدولة والقانون لن يكون سهلاً، وأي محاولة لسحب السلطة من أيدي الميليشيات والقوى المعارضة لـ"اتفاق الطائف" ستكلف ثمناً باهظاً.

بهذا الانفجار، تعرض "اتفاق الطائف" لأولى الضربات القاسية، وبدأ لبنان رحلة جديدة من الصراعات، حاملة معها سؤالاً ما زال يلاحق الجميع: من يقف وراء هذه اليد التي قتلت السلام؟

كان لبنان يعاني من حرب أهلية طاحنة منذ عام 1975، مزقته بين فصائل وميليشيات متعددة بدعم خارجي.

في 22 تشرين الأول / أكتوبر 1989م (23 ربيع الأول 1410هـ) تم التوقيع على "اتفاق الطائف" في السعودية، والذي كان بمثابة خطة سلام لإنهاء الحرب الأهلية. نص الاتفاق على إعادة توزيع السلطة بين الطوائف وإلغاء الطائفية السياسية تدريجياً، ونزع سلاح الميليشيات.

في 5 تشرين الثاني / نوفمبر 1989م (7 ربيع الثاني 1410هـ) تم انتخاب النائب رينيه معوض، وهو سياسي ماروني من زغرتا، رئيساً للجمهورية من قبل البرلمان اللبناني في مدينة القليعات شمال لبنان، تحت حماية الجيش السوري. كان انتخابه يمثل رمزاً للأمل ببدء عهد جديد وعودة السلام والاستقرار إلى لبنان.

بعد 17 يوماً فقط من انتخابه، في 22 تشرين الثاني 1989م (24 ربيع الثاني 1410هـ) في الساعة 1:30 بعد الظهر، في شارع "الرملة البيضا" في وسط بيروت، تم تفجير سيارة مفخخة ضخمة (يقال أنها حملت حوالي 250 كغ من مادة TNT) كانت مركونة على جانب الطريق.

كان الانفجار هائلاً لدرجة أنه: دمر موكب الرئيس بالكامل المكون من سيارات مصفحة، و أحدث فجوة عميقة في الأرض، وحطم نوافذ المباني في محيط واسع.

سُمع دوي الانفجار في جميع أنحاء العاصمة بيروت.

لقي الرئيس رينيه معوض مصرعه فوراً هو وثمانية من مرافقيه وحرسه. لم يتم العثور على جثته إلا بعد ساعات من البحث بين الحطام.

لم يُعرف القاتل أو الجهة التي نفذت الاغتيال، و لم تتبنى أي جهة أو جماعة الهجوم علناً.

و تُرجح معظم التحليلات أن الاغتيال كان رسالة لضرب اتفاق الطائف ومنع قيام دولة لبنانية قوية ومستقلة.

كان الاغتيال صفعة قوية للعملية السلمية وأظهر مدى قوة الأطراف الرافضة للاتفاق.

في نفس يوم الاغتيال، اجتمع البرلمان اللبناني وانتخب الياس الهراوي خلفاً لمعوض، لضمان استمرارية الدولة وعدم انهيار اتفاق الطائف.

 

ــــــــــــ

إقرأ أيضاً

رصاصة في قلب الدبلوماسية.. بيروت تقتل سفيرًا: اغتيال لويس دولامار

صوتٌ خنقته المخابرات.. سليم اللوزي في مواجهة النار

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة