• لبنان
  • الجمعة, أيلول 05, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 1:38:03 ص
inner-page-banner
من صفحات التاريخ

رصاصة في قلب الدبلوماسية.. بيروت تقتل سفيرًا: اغتيال لويس دولامار

بوابة صيدا 

في بيروت التي كانت تتنفس الحرب من كل شارع، وتكتب فصولها بالدم والنار، سقط رجلٌ لم يكن يحمل بندقية، بل رسالة. لويس دولامار، السفير الفرنسي، جاء إلى لبنان حاملاً لغة الحوار وسط هدير المدافع، ومظلة دبلوماسية في سماءٍ تمطر رصاصًا. لكن في صباح الرابع من أيلول عام 1981، تحوّلت مهمته من تمثيل دولة إلى تمثيل ضحية.

ثلاث رصاصات أطلقتها يد مجهولة، أو ربما معروفة جدًا، أنهت حياة رجلٍ كان يحاول أن يبني جسورًا بين الأطراف المتنازعة. لم يكن اغتياله مجرد جريمة، بل كان إعلانًا صامتًا بأن الدبلوماسية لم تعد تجد مكانًا في بيروت، وأن لغة الرصاص باتت أبلغ من لغة السياسة.

هذه الحادثة لم تهزّ فرنسا فقط، بل هزّت مفهوم الحياد، وأعادت رسم حدود النفوذ في لبنان، حيث لم يعد أحد بمنأى عن الاستهداف، حتى من جاء يحمل السلام.

في هذه السطور، نغوص في تفاصيل اللحظة التي اخترقت فيها الرصاصة قلب الدبلوماسية، ونحاول أن نفهم: من أراد إسكات صوت باريس في بيروت؟ ولماذا؟

في 4 أيلول / سبتمبر 1981م (6 ذو القعدة 1401 هـ) تم اغتيال السفير الفرنسي في لبنان "لويس دولامار" بالرصاص في بيروت أثناء وجوده في سيارته، في طريقه من السفارة إلى مقر إقامته.. على يد ثلاثة مسلحين كانوا يحاولون على الأرجح اختطافه..

وقع الاغتيال في ذروة الحرب الأهلية اللبنانية، وسط تصاعد التوترات بين القوى المحلية والإقليمية.

اتهمت مصادر استخباراتية فرنسية النظام السوري بالوقوف وراء العملية، مشيرة إلى أن المنفذين ينتمون إلى ميليشيا تُعرف باسم "الفرسان الحمر"، وهي مجموعة يُقال إنها كانت مقربة من رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد.

ذكر الكاتب "آلان مينارغ" أن السبب المباشر للاغتيال كان رفض اللواء "دو لامار" سياسة التقريب الطائفي التي كان يحاول تنفيذها النظام السوري، وأن منفذي الاغتيال قُتلوا لاحقًا بواسطة الاستخبارات الفرنسية".

بعد الاغتيال، تدهورت العلاقات الفرنسية–السورية. وردًّا على ما جرى، قادت فرنسا عمليات انتقامية على الأراضي السورية، شهدت تفجير منطقة الأزبكية في دمشق بتاريخ 29 نوفمبر / تشرين الثاني 1981م (3 صفر 1402هـ) وأسفرت عن مقتل نحو 175 شخصًا. 

ورد النظام السوري بتفجير مقر مجلة «الوطن العربي» المعادية للنظام السوري في باريس في عام 1982 .

اغتيال دولامار لم يكن مجرد حادث فردي، بل حمل رسائل سياسية ضمن صراع النفوذ في لبنان بين فرنسا وسوريا.

أثار الحادث توترًا دبلوماسيًا بين باريس ودمشق، وفتح ملفًا حساسًا حول أمن البعثات الأجنبية في لبنان خلال الحرب.

 

ــــــــــــ

إقرأ ايضاً

سوريا تسحب آخر جنودها في لبنان... بعد 29 عامًا من الاحتلال العسكري

سعد حداد يعلن قيام دولة لبنان الحر

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة