• لبنان
  • الأربعاء, أيلول 03, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 3:56:13 ص
inner-page-banner
من صفحات التاريخ

صوتٌ خنقته المخابرات.. سليم اللوزي في مواجهة النار

بوابة صيدا

في زمنٍ كانت فيه الكلمة تُحسب كالرصاصة، وكان القلم يُعامل كخطرٍ أمني، وقف سليم اللوزي كمنارةٍ في بحرٍ من الظلام. لم يكن مجرد صحفي، بل كان صوتًا صارخًا في وجه الاستبداد، يكتب من بيروت ولندن ما لا يُقال في العواصم الخائفة.

لكن الصوت الذي أزعج الأنظمة، وأربك المخابرات، لم يُترك ليعلو طويلًا. في شباط / فبراير 1980، عاد اللوزي إلى بيروت لوداع والدته، فكان الوداع له. اختُطف، عُذّب، وأُطلقت عليه رصاصة في الرأس، لكن الرسالة كانت في يده: أُحرقت بالأسيد... لأنها كانت تكتب الحقيقة.

اغتياله لم يكن جريمة ضد فرد، بل ضد الصحافة، ضد الحرية، ضد لبنان الذي كان يتنفس بالكلمة. في هذه السطور، نروي كيف خُنق الصوت الذي لم يرضَ أن يصمت، وكيف تحوّلت يد الصحفي إلى شاهدٍ أبدي على ثمن الحقيقة في زمن المخابرات.

بدأ شهيد الصحافة اللبنانية سليم اللوزي حياته المهنية في فلسطين، ثم انتقل إلى مصر حيث كتب في روز اليوسف، قبل أن يعود إلى بيروت ويؤسس مجلة الحوادث عام 1957م.

عُرف بأسلوبه الجريء، وتحقيقاته العميقة، وانتقاداته اللاذعة للأنظمة العربية، خصوصًا النظام السوري.

بعد دخول القوات السورية إلى لبنان عام 1976م، اشتدت انتقاداته، فاضطر إلى مغادرة البلاد وإصدار المجلة من لندن.

كان اللوزي من أبرز الأصوات المعارضة للتدخل السوري في لبنان، وكتب مقالات نارية ضد المخابرات السورية وضباطها.

تلقى تهديدات متكررة، لكنه تجاهلها، خاصة حين قرر العودة إلى بيروت لحضور جنازة والدته في شباط / فبراير 1980.

رغم تحذيرات أصدقائه، قال عبارته الشهيرة: "ألا يحترمون حرمة الموت؟ إنني ذاهب لأدفن والدتي."

في 25 شباط 1980م (9 ربيع الثاني 1400هـ)، اختُطف في طريقه إلى مطار بيروت للعودة إلى لندن، و بعد أيام، وُجدت جثته في أحراج عرمون قرب مواقع للقوات السورية.

أُطلقت عليه رصاصة في الرأس، يده اليمنى كانت محروقة بالأسيد، في رسالة رمزية تقول: "هذه يدك التي تكتب بها ضدنا"

لم تعلن أي جهة مسؤوليتها، لكن معظم الاتهامات وجّهت إلى المخابرات السورية، خاصة أن شقيقه مصطفى اللوزي كان قد اغتيل قبلها بستة أشهر في طرابلس.

يُعتبر سليم اللوزي رمزًا للصحافة الحرة والمستقلة، وصاحب موقف لا يُساوم، ترك خلفه إرثًا مهنيًا وأخلاقيًا، وأصبح اسمه مرادفًا لثمن الكلمة في وجه الاستبداد، وهو مؤسس ورئيس تحرير مجلة الحوادث الأسبوعية، التي أصبحت من أبرز المنابر السياسية في العالم العربي..

 

ــــــــــــ

إقرأ ايضاً

اغتيال رئيس وزراء لبنان رشيد كرامي بتفجير مروحيته

إعلان قيام الجمهورية اللبنانية بعد إقرار مجلس الممثلين للدستور

 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة