بوابة صيدا
في 18 حزيران / يونيو عام 1812م (8 جمادى الآخرة 1227هـ) أعلنت الولايات المتحدة الحرب على بريطانيا.
بدأت حرب 1812 نتيجة خلافات بين الولايات المتحدة وبريطانيا حول القيود التجارية التي فرضتها بريطانيا على أمريكا أثناء حروبها مع فرنسا النابليونية، إضافة إلى تجنيد البحرية البريطانية للبحارة الأمريكيين بالقوة، و اعتراض البحرية البريطانية للسفن التجارية الأمريكية..
في نيسان / أبريل 1813، استولى الأمريكيون على يورك (تورنتو حاليًا)، عاصمة كندا لفترة قصيرة. وقامت القوات الأمريكية بنهب واحراق وهدم المدينة وتدمير المباني، ومباني مهمة مثل مبنى برلمان كندا العليا، كما ارتكبت المجازر بحق السكان الأصليين، مما أثار غضب البريطانيين.
كسب الأمريكيون معركة بحرية في بحيرة إيري في 10 أيلول / سبتمبر عام 1813 عندما هزمت السفن التسع لـ "أوليفر هازارد بيري"، ست سفنٍ بريطانية.
بحلول عام 1814، كان نابليون قد انهزم في أوروبا، واستطاعت بريطانيا أن ترسل ما يزيد على 15000 جندي للدفاع عن كندا.
في 24 آب / أغسطس 1814م، (10 رمضان 1229هـ) وصلت قوة بريطانية قوامها نحو 4000 جندي بقيادة الجنرال "روبرت روس" والأسطول بقيادة الأدميرال "جورج كوكبرن" إلى منطقة تشيسابيك.
واجهتهم القوات الأمريكية في معركة "بلادينسبرغ" (Bladensburg)، لكن الجيش الأمريكي كان ضعيف التنظيم، فانهزم بسرعة، وفتح ذلك الطريق أمام البريطانيين للتقدم نحو واشنطن.
دخل البريطانيون العاصمة واشنطن دون مقاومة تُذكر، واتجهوا مباشرة إلى رموز السلطة الأمريكية.
فقاموا بإحراق وتدمير، البيت الأبيض (وكان يُسمى حينها القصر الرئاسي) حيث أُحرقت معظم غرفه الداخلية، كما نهب البريطانيون بعض الممتلكات القيمة من البيت الأبيض، بما في ذلك لوحات للملك جورج الثالث وساعة أثرية ووثائق رسمية. كما تناولوا وجبة طعام كانت معدة للرئيس ماديسون في البيت الأبيض باستخدام أطباقه الفضية.
و أحرقوا مبنى الكابيتول (الكونغرس) بما فيه من مكتبة الكونغرس الأصلية، و مباني حكومية أخرى، مثل وزارة الخزانة ووزارة الحرب.
فرّ الرئيس "جيمس ماديسون" من المدينة، وفرّت السيدة الأولى "دوللي ماديسون" في اللحظات الأخيرة، لكنها تمكنت من إنقاذ بعض الأغراض الثمينة، ومنها لوحة شهيرة لجورج واشنطن.
اللافت أن البريطانيين لم يمسّوا الممتلكات الخاصة أو بيوت المدنيين إلا نادرًا، بل ركزوا على المباني الحكومية لإرسال رسالة سياسية.
بعد يوم واحد فقط من الإحراق، ضربت واشنطن عاصفة رعدية قوية (وصفها البعض بأنها إعصار صغير)، فأطفأت النيران جزئيًا وأجبرت البريطانيين على الانسحاب.
عاد الرئيس "ماديسون" إلى واشنطن بعد ثلاثة أيام من انسحاب البريطانيين ووصف الهجوم بأنه "تجاهل لمبادئ الإنسانية وقواعد الحرب المتحضرة".
انتهت الحرب بين الطرفين بتوقيع معاهدة "غنت" في عام 1815، والتي لم تحل أيًا من القضايا الأصلية التي تسببت في الحرب، لكنها أدت إلى استقرار العلاقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا، بدأ الأمريكيون في إعادة بناء المباني الحكومية. وتم طلاء البيت الأبيض باللون الأبيض لإخفاء آثار الحريق، ومن هنا جاء اسمه.
حصيلة هذه الحرب من الجانب البريطاني هي وفاة 1600 جندي، ومن الجانب الأمريكي وفاة 2260 جندي.
ــــــــــــ
إقرأ ايضاً
الجريمة الأكثر بشاعة في التاريخ.. عار أمريكا في الهنود الحمر
913 جثة.. بينهم أكثر من 200 طفل.. في إنتحار جماعي في الولايات المتحدة
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..