بوابة صيدا
نيرون أو نيرو كان آخر ملوك الإمبراطورية الرومانية، وُلد نيرون عام 37م، بأنتيوم، والدته هي أجربينا الصغرى حفيدة الإمبراطور أوغسطس، تُوفي والده في صغره فتزوجت والدته من الإمبراطور كلوديوس عام 49م، وبعد زواج أجربينا وكلوديوس قام الأخير بتبني نيرون فجعله كابن له وأطلق عليه اسم نيرون كلوديوس دوق جرمانكوس، وتزوج نيرون من أوكتافيا ابنة كلوديوس.
صعد نيرون إلى عرش روما وهو في الخامسة عشر من عمره، بعدما وضعت والدته السم لزوجها تحقيقًا لأملها في وصوله للحكم، اتسمت السنوات الأولى له بالاستقرار النسبي، ولكن مع تحوله واتخاذه من الظلم والقهر منهجًا لسياسته، بدأت معاناة الشعب، ولم يقف عند هذا الحد فقط، بل وصل به الأمر لقتل أمه وأخيه ومعلمه وزوجته!
وأسباب قتله لهم كانت غير مُقنعة، فزوجته قتلها لاعتراضها على مستوى أدائه التمثيلي بأحد العروض المسرحية، ومُعلمه لكونه أكثر من وبخهُ، محاولًا عدله عن سياسته الظالمة، وعندما ضاق من نصائحه له قرر قتله، وعندما علم المعلم ذلك فضل أن يقتل نفسه على أن يتم قتله على يد هذا الطاغية.
أما حريق روما، الذي نفذه في (18 تموز / يوليو) عام 64م، (في السنة العاشرة من حكم نيرون) حيث راوده خياله في أن يعيد بناء روما، وبدأت النيران من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير، حيث شبت فيها النيران وانتشرت بشدة لمدة أسبوع في أنحاء روما، والتهمت النيران عشرة أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشر.
يقول بعض المؤرخين إلى أن المشاعل كانت تُلقى داخل منازل المدينة بواسطة رجال مجهولين كانوا يقولون أنهم ينفذون الأوامر الصادرة إليهم. و ما أن هدأت النيران حتى اشتعلت مرة أخرى في حديقة تيجلينس قائد الحرس و استمرت ثلاثة أيام. و بانتهاء الحريق كان ثُلثي مدينة روما قد تحوّل إلى كتلة من الأنقاض.
في اليوم الثالث من اشتعال الحريق ذهب نيرون إلى روما ليعاين المشهد، وكانت سعادته بالغة أثناء مشاهدة ألسنة اللّهب الصاعدة من المدينة وسط صراخ الضحايا، و يقال إن نيرون كان جالسا في برج مرتفع يتمتع بمنظر الحريق و بيده آلة عزف و يغنى أشعار هوميروس التى يصف فيها حريق طروادة.
بسبب هذا الموقف، سرى اعتقاد أنه هو الذي أمر بإشعال الحريق، أو على الأقل عمل على منع إخمادها. و انتشر هذا الاعتقاد بسرعة، و تهامس أهل روما بالأقاويل عليه وتعالت كلماتهم وتزايدت كراهية الشعب لنيرون، وأصبح يحتاج إلى كبش فداء يضعه مُتَهَماً أمام الشعب، و كان أمامه اختيار إما اليهود أو المسيحية الحديثة في روما، ولكن كان اليهود تحت حماية بوبياسبينا إحدى زوجات نيرون، فألصق التهمة بالمسيحيين، وبدأ يلهي الشعب في القبض على المسيحيين واضطهادهم وسفك دمائهم بتقديمهم للوحوش الكاسرة أو حرقهم بالنيران أمام أهل روما في الستاديوم وفي جميع أنحاء الإمبراطورية، حتى أن مؤهلات الولاة الذين كانوا يتولون الأقاليم هو مدى قسوتهم في قتل المسيحيين، وسيق أفواج من المسيحيين لإشباع رغبة الجماهير في رؤية الدماء، وعاش المسيحيون في سراديب تحت الأرض و في الكهوف .
استمر الاضطهاد الدموى أربع سنوات ذاق فيه المسيحيون كل مايتبادر إلى الذهن من أصناف التعذيب الوحشي، وكان من ضحاياه بولس و بطرس تلميذا المسيح عليه السلام اللذان قتلا عام 68 م.
و لما سادت الإمبراطورية الرومانية الفوضى والجريمة، أعلنه مجلس الشيوخ السناتو أنه أصبح "عدو الشعب" فمات منتحراً في عام 68 م مخلفاً وراءه حالة من الإفلاس نتيجة بذخه الشديد و الفوضى من كثرة الحروب الأهلية .
ــــــــــــ
إقرأ أيضاً
قانون فرنسي بتغريم كل يهودي لا يضع الشعار الأصفر على ثيابه لتفريقه عن المسيحي
الروس يرتكبون مذبحة ضد اليهود في مدينة "بياليستوك" شمال وارسو..
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..