• لبنان
  • الخميس, أيار 22, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 12:45:24 ص
inner-page-banner
إسلاميات

لو كان موسى عليه السلام في زمن "رفع العقوبات"

د. إياد قنيبي ـ بوابة صيدا

لما جاء موسى لفرعون قال له فرعون: {ألم نُربِّك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين}

"بيحمله جميلة" على عدم قتله كسائر أولاد بني إسرائيل الذين كان فرعون يقتلهم، وعلى اختصاصه بالإنعام والإكرام في القصر الفرعوني!

فكان من رد موسى عليه: {وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل}؟! (سورة الشعراء).

يعني: وما الذي أوصلني إلى قصرك يا فرعون إلا أنك استعبدت أهلي وناسي بني إسرائيل حتى اضطرت أمي لقذفي في البحر؟! تَمُنُّ عليَّ بوضعٍ أليم أنت سببه! وظلمٍ أنت نشرته! ثم لما استثنيتني من ظلمك هذا لسائر قومي تمن علي؟! تريدني أن أنسى أهلي وناسي وأكون أنانيا لا أفكر إلا في نفسي؟ تريد أن تغطي على قبح ظلمك لشعب بأكمله بالإحسان إلى فردٍ منهم؟!

كأنه يقول له: "جميلتك على حالك"!

الظَّلَمة يسومون الشعوب سوء العذاب بامتهان كرامتهم ونهب ثرواتهم وطمس هويتهم وتظليم مستقبل أولادهم. ثم بعد ذلك يختارون أفرادا من شعب، أو شعباً من بين الشعوب المسحوقة لـ"يُنعموا" عليه بشيء مما هو حقه أصلاً !

وكما وصف الله فرعون: {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيَعا يستضعف طائفة منهم}

قال ابن عاشور: "جعل أهل المملكة شيعاً وفرّقهم أقساماً وجعل منهم شيعاً مقربين منه ويفهم منه أنه جعل بعضهم بضد ذلك وذلك فساد في الأمة لأنه يثير بينها التحاسد والتباغض، ويجعل بعضها يتربص الدوائر ببعض"

كان لدى موسى عليه السلام ولاء وانتماء..

ولاءٌ لشعب مسحوق ضائع دُمِّر حاضره ويراد سرقة مستقبله!

وانتماء لأهله وناسه وأبناء دينه، بألا ينساهم وينسى معاناتهم مهما "أحسن" إليه فرعون الذين نهب ما لديهم ليمتن بعد ذلك بالفتات على أفراد منهم!

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة