• لبنان
  • الأربعاء, أيلول 24, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 11:20:57 م
inner-page-banner
إسلاميات

ما فتئ أعداء الإسلام ومن وافقهم يثيرون الشبهات حول الإسلام الواحدة تلو الأخرى، وقد حظي نظام تعدد الزوجات بنصيب وافر منها قاصدين بذلك تقويض هذا النظام واجتثاثه من قواعده، أو التشكيك حول مقاصد من يقول به ويمارسه، مستدلين في ذلك بما يرونه من أدلة تؤيد وتقوي ما ذهبوا إليه، لكنها في الحقيقة لا تعدو أن تكون شبهات وأوهاما لا يصح التقوي بها أو الاعتماد عليها، وسنعرض هذه الشبهات وتناقشها إظهاراً للحق وإبطالاً للباطل.

الشبهة الأولى:

استدلوا بقوله تعالى : {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}  

فقالوا : لقد قررت الآية عدم استطاعة الرجال العدل بين نسائهم، ونفي استطاعة العدل يفهم منه نفي جواز تعدد النساء، لأن الله تعالى يقول: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}

ويُرد على استدلالهم بأن الآية الكريمة أكدت معنى العدل من خلال إخراج مبدأ العدل المأمور به من حيز التشريع والتقنين إلى حيز التطبيق الواقعي حيث لاحظت البعد الإنساني العاطفي الذي لا يملك المكلف التحكم فيه بشكل كامل فالمسلم مع خضوعه لأمر ربه، وحرصه على إقامة العدل قد لا يملك التحكم بعواطفه وميل قلبه إلى زوجة دون أخرى وهو مع هذا مأمور بالحرص على إقامة العدل في هذه القضية فإن عجز مع حرصه، فلا يجوز له أن يترك العنان لعواطفه تميل به كل الميل .

يؤكد هذا ما ختمت به الآية الكريمة { وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا} أي سددوا وقاربوا واحرصوا على العدل في كل شئ فإن حصل خلل لا إرادي فإن الله يتجاوز عنه فإن الله كان غفورا رحيما . .

فالذي دلت عليه الآية الكريمة أنه لا يكون عدم القدرة على العدل بين الزوجات في الحب والجماع خاصة مانعا لكم من التعدد، ولكن عليكم بالحرص على إقامة العدل في كل شيء، فإن حصل خلل في الحب وميل القلب حرم التمادي فيه .

يقول الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله: (ليس بين الآيتين تعارض، وليس هناك نسخ لإحداهما بالأخرى، وإنما المأمور هو المستطاع وهو العدل في القسمة والنفقة، أما العدل في الحب و توابعه من الجماع ونحوه فهذا غير مستطاع وهو المراد بقوله: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ}

وقال صاحب منار السبيل في شرح الدليل: ويجب عليه التسوية بين زوجاته في المبيت، ولا يجب أن يسوي بينهن في الوطء ودواعيه ؛ لأن الداعي إليه الشهوة والمحبة، ولا سبيل إلى التسوية في ذلك. قال الله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} قال ابن عباس: في الحب والجماع.

وقد كان الرسول وهو أعدل الخلق يحب عائشة رضي الله عنها أكثر من غيرها من نسائه لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء لذا كان النبي يقول بعد أن يقسم بين نسائه فيعدل، اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ..

(المصدر: كيف تزوج عانساً / تأليف خالد الجريسي)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة