• لبنان
  • الجمعة, تشرين الأول 03, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 8:00:38 ص
inner-page-banner
إسلاميات

حذار من مداخل التأويل الباطني لكتاب الله تعالى والقول عن العلماء بلا تحقيق.

د. محمد عياش الكبيسي 

تستند كل مناهج التفسير المنضبطة بضوابط الشرع إلى منهجين اثنين:

1- التفسير بالمأثور، وأعلاها تفسير القرآن بالقرآن، ثم تفسير القرآن بالسنّة الصحيحة، ثم تفسير القرآن بأخبار الصحابة، ومن ذلك أيضا البحث في أسباب النزول.

2- التفسير بقواعد العربية، لأن القرآن نزل باللغة العربية، ويدخل في ذلك الصرف والنحو والبلاغة ..الخ

أما المناهج الفرعية مثل (التفسير الفقهي) و (التفسير التربوي) و (التفسير الإعجازي) ...الخ فكل هذه مناهج مشروعة بشرط أن لا تنقض مأثورا صحيحا، ولا لغة فصيحة.

استمعت لأحد المشايخ الأفاضل وهو ينسب إلى أحد المفسرين أنه استنبط من آيات القرآن الكريم تاريخ فتح القدس على يد صلاح الدين الأيوبي، وأضاف في تسجيل آخر أن هناك من استنبط من آيات القرآن الكريم استشهاد أحمد ياسين على يد المجرم شارون، وأن المفسر قد ذكرهما بالوصف فقال: (الأزهر يقتل الكسيح).

الحقيقة أن هذا التفسير لا يستند إلى مأثور صحيح، ولا إلى لغة فصيحة، بل هو نوع من (التنجيم) الباطل، وربطه بالقرآن الكريم خطأ منهجي فادح وفتح لباب التأويل الباطني على مصراعيه.

وعلى طالب العلم أن لا يثق بكل كلام يجده الآن في كل كتاب مطبوع، حتى وإن نسب الناشر هذا الكتاب إلى إمام من أئمة المسلمين، وقد عثرت بنفسي على كثير من الكتب التي لا يمكن الوثوق بها أو بكل ما ورد فيها، بل جزمت أن بعضها كان تلفيقا من الناشر، ولذلك لابد من التحقق بمراجعة المخطوطات الأصيلة، ومقابلة بعضها ببعض.

ومما وقع لي في هذا المجال:

1- اطلعت على نسختين مختلفتين لكتاب (التمهيد) للإمام الباقلاني، وقد عرضتهما على أستاذنا العلامة محمد رمضان عبد الله، وهو المختص في هذا الشأن فصدم بذلك وقال؛ هذا تناقض واضح.

2- اطلعت على كتاب (الفرق بين الحق والباطل) المنسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية، طبعة بيروت، وهو كتاب مزيّف ولا يمكن نسبته لابن تيمية.

3- اطلعت على كتاب (الإبانة) للإمام إبي الحسن الأشعري وقد صدمتني عبارته عن الإمام الأعظم إبي حنيفة أنه مات على الشرك، وأنه استتيب فتاب (تقية)، وهذا دس مفضوح،

4- اطلعت على كتاب (الطبقات الكبرى) للشعراني، وهو كتاب مليء بما هو مناقض للأخلاق وللحياء، ولا يمكن نسبته إلى أي مسلم، بل هو دس واضح.

5- نشر أحد الدعاة المعرفين على صفحته مقالا بعنوان (من روائع الإمام الغزالي) وقد نقلته عنه صفحات كثيرة، وهو مقال مكذوب، وفيه تأسيس واضح للباطنية الحديثة،

6- انتشرت (نبوءة داعش) وهي قصيدة منسوبة لأبي السعود الموصلي المتوفي قبل 700 سنة، وهي كلها كذب في كذب.

7- هنالك كتب كثيرة توقفت فيها، لأنها صدرت من دون تحقيق، ومن ذلك كتاب (المجموع) لابن تيمية وهو أكثر من 30 مجلدا، وهو يضم كتبا ورسائل موثوقة عن مؤلفها، لكنه يضم أيضا مئات الفتاوى المتناثرة التي تبدأ هكذا (سئل شيخ الإسلام فأجاب) من دون ذكر مصدر ولا سند ولا نعرف السائل ولا الناقل، خاصة بعدما وجدت فيها من تعارض واضح.

 

ــــــــــــ

إقرأ ايضاً

لو كان موسى عليه السلام في زمن "رفع العقوبات"

قيمة الرأي المخالف (مسألة أصولية)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة