• لبنان
  • الجمعة, كانون الأول 26, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 7:18:34 م
inner-page-banner
الأخبار

غارات سعودية استهدفت مواقع لقوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي.. والأخير يصدر بياناً يرد فيه على السعودية

أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بياناً رسمياً، اليوم الجمعة، ردّ فيه على البيان الصادر عن المملكة العربية السعودية بخصوص التطورات الأخيرة في محافظتَي حضرموت والمهرة، مؤكداً أن تحركات قواته جاءت استجابة لـ"دعوات أبناء شعبنا الجنوبي" لمواجهة التهديدات الأمنية وقطع خطوط التهريب التي تستخدمها جماعة الحوثي، وفق ما ورد في البيان. قال المجلس الانتقالي الجنوبي (المطالب بانفصال جنوب اليمن)، إنه يتابع البيان الصادر عن المملكة العربية السعودية بشأن التطوّرات في المحافظات الشرقية لليمن، مؤكداً أن تحركات قواته في حضرموت والمهرة جاءت، بحسب تعبيره، استجابة لدعوات محلية لمواجهة التهديدات الأمنية وقطع خطوط تهريب تتهم جماعة الحوثيين باستخدامها في وادي وصحراء حضرموت.

وأوضح المجلس، في بيان، الجمعة، أنّ هذه التحركات تهدف إلى "ترسيخ الأمن والاستقرار، وحماية مؤسسات الدولة، ومعالجة الاختلالات التي أثرت على الخدمات العامة وحياة المواطنين"، مؤكداً في الوقت نفسه انفتاحه على أي تنسيق أو ترتيبات مع السعودية تقوم على ضمان أمن وسلامة المحافظات الجنوبية ومنع عودة التهديدات الأمنية. وفي البيان نفسه، عبّر المجلس الانتقالي عن استغرابه من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع لقوات "النخبة الحضرمية"، والتي قال إنها جاءت بعد تعرض تلك القوات لكمين مسلح في المنطقة نفسها، متهماً مسلحين تابعين لقيادي قبلي مطلوب أمنياً بالوقوف خلف الهجوم، واعتبر المجلس أن هذه التطورات "لن تخدم مسار التفاهم"، مؤكداً مضيه في ما وصفه باستعادة حقوق الجنوبيين.

ميدانياً، أفادت مصادر محلية باندلاع اشتباكات عنيفة، اليوم، في مديرية غيل بن يمين بمحافظة حضرموت، بين قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي ومسلحين مرتبطين بحلف قبائل حضرموت، بالتزامن مع تداول مقاطع مصورة تظهر لحظات بدء هجوم مسلح على قوة تابعة للانتقالي. وأكدت مصادر ميدانية أن المواجهات استمرت حتّى ساعات الفجر، وتخللتها كمائن مسلحة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وأضافت أن مستشفيَي الشحر والحامي استقبلا عدداً من المصابين، فيما جرى الاستيلاء على مدرعتَين وعدد من الأطقم العسكرية خلال المواجهات.

في السياق، أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الثانية، الجمعة، تعرض أحد معسكراتها في وادي نحب بمحافظة حضرموت، شمال شرقي اليمن، لغارة جوية، قالت إن طيراناً تابعاً للمملكة العربية السعودية نفذها، معربة عن استغرابها من استهداف قواتها في ظل ما وصفته باستمرار معاركها ضد “عناصر متمردة وإرهابية”. وقالت القيادة، في بيان صادر عن مركزها الإعلامي في مدينة المكلا، إن الغارة استهدفت أحد معسكرات المنطقة العسكرية الثانية، في وقت تخوض فيه قواتها “معارك ضارية” ضد جماعات وصفتها بالمتمردة، مدعومة بعناصر قالت إنها تنتمي إلى تنظيمي القاعدة والحوثيين، متهمة تلك الجماعات بتنفيذ عمليات استهدفت مواقع نفطية ونقاطًا عسكرية، إضافة إلى “التقطع للمصالح العامة”.

واعتبرت قيادة المنطقة العسكرية الثانية أن الضربة الجوية تمثل “استهدافاً مستغرباً” لقوات نظامية، تقول إنها تشارك في مواجهة الإرهاب وحماية الأمن والاستقرار في المحافظة، مشيرة إلى أن الجماعات التي تقاتلها نفذت، بحسب البيان، عدة عمليات وصفتها بالإرهابية وألحقت أضراراً بالمصالح العامة. وأكدت القيادة تمسكها بحقها في الدفاع عن النفس، ومواصلة ما وصفته بـ"مقاومة الإرهاب"، معربة في الوقت ذاته عن استنكارها الشديد لتدخل الطيران السعودي في استهداف قواتها، وداعية المملكة إلى توجيه ضرباتها نحو “العناصر المتمردة والإرهابية”، وفق تعبير البيان.

وكانت مصادر إعلامية وميدانية قالت إنّ طيران التحالف الذي تقوده السعودية نفذ، الجمعة، غارات جوية استهدفت مواقع لقوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت، شمال شرقي اليمن، في تطور لافت يعكس حجم التوتر المتصاعد في المحافظة الغنية بالنفط. وأفادت قناة "عدن المستقلة" التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المطالب بانفصال جنوب اليمن، بأن سلاح الجو السعودي شنّ غارات على مواقع لقوات "النخبة الحضرمية" في وادي نحب بمحافظة حضرموت. وفي السياق ذاته، تحدثت مصادر في المجلس الانتقالي لوكالة فرانس برس عن تنفيذ ثلاث غارات جوية استهدفت مواقع تابعة له.

وقال عمرو البيض، الممثل الخاص للشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي، في تصريح لوكالة أسوشييتد برس، إن مقاتلي المجلس كانوا ينشطون في مناطق بشرق حضرموت بعد تعرضهم لـ"كمائن متعددة" نفذتها مجموعات مسلحة، مشيراً إلى مقتل اثنين من عناصر المجلس وإصابة 12 آخرين، قبل أن تعقب ذلك الغارات الجوية السعودية.

في المقابل، اعتبر فايز بن عمر، القيادي في تحالف قبائل حضرموت، في تصريح لوكالة أسوشييتد برس، أن الضربات الجوية تمثل "رسالة تحذير واضحة" للمجلس الانتقالي لسحب قواته من المحافظة، التي تشهد حساسية أمنية وقبلية عالية، وترفض قطاعات واسعة من مكوناتها أي وجود مسلح خارج إطار السلطة المحلية.

وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من هجوم مسلح استهدف رتلاً عسكرياً لقوات الدعم الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في منطقة خرد الجبلية بوادي حضرموت، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأكدت مصادر ميدانية متطابقة لـ"العربي الجديد" أن الرتل، الذي ضم نحو 20 طقماً عسكرياً وثلاث مدرعات، تعرض لكمين محكم أثناء مروره في منطقة جبلية وعرة، ما أدى إلى تدمير وإحراق عدد من المدرعات والأطقم العسكرية، والاستيلاء على مركبات وأسلحة وذخائر، في حين تمكّنت ثلاثة أطقم فقط من الفرار.

وبحسب مصادر محلية، استقبل مستشفى الشحر أعداداً من القتلى والجرحى من عناصر قوات المجلس الانتقالي، ووصفت ما جرى بأنه "عملية ردع نوعية" نُفذت بعد استدراج القوة إلى موقع الهجوم، في مؤشر على حجم الخسائر البشرية والمادية. وتأتي هذه الأحداث في سياق صراع متصاعد في حضرموت، إذ تسعى أطراف محلية وقبلية للحفاظ على خصوصية المحافظة ورفض عسكرة المشهد أو فرض أمر واقع بقوة السلاح، في مقابل محاولات المجلس الانتقالي توسيع نفوذه باتجاه المحافظات الشرقية، بعد تثبيت حضوره في عدن وأجزاء من محافظات جنوبية أخرى.

ودعت السعودية، الخميس، المجلس الانتقالي الجنوبي إلى سحب قواته من محافظات حضرموت والمهرة وشبوة، مؤكّدة دعمها لوحدة اليمن واستقرار محافظاته، وهو موقف لقي تأييداً من قطر والكويت والبحرين، إضافة إلى جامعة الدول العربية، التي شدّدت في بيان على ضرورة تجنّب التصعيد والحفاظ على السلم الاجتماعي ووحدة الأراضي اليمنية.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه حضرموت توتراً متزايداً على خلفية تحركات عسكرية متقابلة، وسط مخاوف من انزلاق المحافظة، التي ظلت لفترة طويلة بعيدة نسبياً عن الصراع المباشر، إلى مواجهة مفتوحة ذات أبعاد قبلية وسياسية، في ظل تباين المواقف المحلية والإقليمية حيال مستقبل الترتيبات الأمنية في المحافظات الشرقية.

(المصدر: العربي الجديد)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة