بوابة صيدا
ارتكب نظام حافظ أسد عدداً من المجازر الجماعية في طول البلاد وعرضها نذكر فيما يلي أهمها:
1 ـ مجزرة جسر الشغور :
قامت القوات الطائفية المسماة بالوحدات الخاصة التي يرأسها العميد الطائفي علي حيدر بتطويق مدينة جسر الشغور - وقصفها بمدافع الهاون - ثم اجتاحها في العاشر من آذار 1980، وأخرج من دورها سبعة وتسعين مواطناً بريئاً من الرجال والنساء والأطفال، وأمر عناصره بإطلاق النار عليهم. وقد شهد هذه المجزرة وشارك فيها المجرم توفيق صالحة عضو القيادة القطرية لحزب أسد. كما أمر حيدر وصالحة بتدمير البيوت و إحراقها، فدمروا ثلاثين منزلاً، وأمرا بالتمثيل ببعض الجثث أمام الناس الذين حشروهم حشراً. وممن مثلوا بجثته طفل أمرا بقتله أمام أمه والتمثيل بجثته وشقها نصفين، فمانت أمه على الفور من شناعة الحادث.
2 ـ مجزرة قرية كنصفرة:
تقع هذه القرية الوادعة في جبل الزاوية بمحافظة إدلب. وقد قدر لها أن تشهد جانباً من ظلم حافظ أسد وأعوانه في آذار (ماي) عام 1980 يوم أن قدم إليها أمين سر فرع الحزب في محافظة إدلب. ومديرا التربية والتموين فيها، إضافة إلى مسؤولين آخرين. وقد اجتمعوا في القرية ببعض الحزبيين فيها. وفي نهاية الاجتماع حاول الأهالي البسطاء اغتنام الفرصة فعرضوا بعض مطالبهم الضرورية كالماء والكهرباء والمدارس، ولكن الزائرين المتغطرسين سخروا من المواطنين واستثاروهم. ثم أمروا عناصرهم المسلحة بإطلاق النار عليهم. فقتلوا مواطناً وجرحوا عشرة آخرين، ثلاثة منهم جراح خطيرة. وما لبثوا بعد أيام أن أمروا بجملة اعتقالات واسعة بين المواطنين.
3 ـ مجزرة سجن تدمر:
الجرائم التي ترتكبها السلطة الغاشمة في المعتقلات الأسدية عامة. وفي سجن تدمر الصحراوي خاصة . أكثر وأكبر من أن تتخيل وتدرك وتحصى. والتعتيم على ما يجري فيها - وطمس تلك الجرائم . جعلا نظام أسد يفضل قتل من فيها صبرا وتعذيباً وشنقاً ورمياً بالرصاص، على الإفراج عن معتقل واحد، يخرج ليروي للناس مالقي هو وسائر المعتقلين من ألوان البلاء والأفراد النوادر الذين نجاهم الله من ظلم أسد رووا من الوقائع الرهيبة ما يفوق كل تصور.
ولسنا الآن بصدد الحديث عن سجن تدمر تفصيلاً ، ولكننا نريد التحدث عن المجزرة الكبرى التي اقترفها الطائفيون الأئمون يوم 27 / 6 / 1980 عندما أمر السفاح رفعت أسد - شفيق الطاغية حافظ أسد - عناصره من سرايا الدفاع بتنفيذها.. لقد كلف رفعت صهره الرائد الطائفي معين ناصيف باقتحام سجن تدمر وقتل من فيه من المعتقلين.. ونفذ الطائفيون جريمتهم الشنيعة، فقتلوا أكثر من سبعمئة معتقل في زنزاناتهم .
4 ـ مجزرة سوق الأحد بحلب:
بتاريخ 13 / 7 / 1980 هاجمت عشرون سيارة عسكرية محملة بالعناصر الطائفية (سوق الأحد) المزدحم بالناس الفقراء البسطاء من عمال وفلاحين ونساء وأطفال. يؤمون هذا السوق الشعبي الواقع في منطقة شعبية في مدينة حلب. من أجل ابتياع ما يحتاجون إليه من الباعة المتجولين على عرباتهم وبسطاتهم.. وأخذت تلك العناصر المسلحة تطلق النار عشوائياً على الناس، فسقط منهم 192 مواطناً، وحاول الناس إسعاف الجرحى الذين مات الكثيرون منهم بعد ساعات أو أيام.
5 ـ مجزرة سرمدا:
كانت هذه القرية الأثرية المشهورة بعواميدها الأثرية تعيش حياة آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من الأرض التي يكدح أهلها الفلاحون بحراثتها وزرعها، وفي يوم 25 / 7 / 1980 طوقتها قوات العميد الطائفي علي حيدر الوحدات الخاصة. ثم داهمتها وفتكت بنسائها ورجالها الذين جمعت ثلاثين منهم في ساحة القرية، ثم أطلقت نيران الرشاشات على 15 ثم ربطت بعض شباب القرية بالسيارات والدبابات، وسحلتهم أمام الناس وتركت الجثث الأخرى في القرية .
6 ـ مجزرة حي المشارقة بحلب:
في صبيحة عيد الفطر يوم 11 / 8 / 1980 وفيما كان الناس يتزاورون مهنئين بعضهم بعضا بالعيد . إذا المقدم الطائفي هاشم معلا يأمر رجاله بتطويق حي المشارقة الشعبي. ويأمر بإخراج الرجال من بيوتهم، ثم يأمر بإطلاق النار عليهم. فقتل منهم 86 مواطناً أكثرهم من الأطفال .
7 ـ مجزرة بستان القصر في حلب:
في اليوم الثاني لعيد الفطر وللمجزرة التي ارتكبها المجرم هاشم معلا في حي المشارفة . أي في 12 / 8 / 1980 جمعت قوة من العناصر الطائفية في الفرقة المدرعة الثالثة التي احتلت حلب. جمعت 35 مواطناً أخرجتهم من بيوتهم. وأطلقت عليهم النار فقتلتهم جميعا .
8 ـ مجزرة تدمر النسائية:
هذه المجزرة فريدة بين المجازر التي ارتكبها الطغاة عبر التاريخ. ففي 19 / 12 / 1980 حفرت (بلدوزرات) نظام أسد أخدوداً كبيرا . استاقت اليه 120 امرأة. كانت سلطات أسد اعتقلتهن كرهائن من أمهات الملاحقين وأخواتهم، وأودعتهن في سجن تدمر الصحراوي. ثم أطلقت عليهن النار وهن على حافة الأخدود، فوقعن فيه مضرجات بدمائهن - ثم أهال المجرمون التراب عليهن . وبعضهن يعلو أنينهن - إذ لا يفارقن الحياة بعد.
9 ـ مجازر مدينة حماة:
كانت مدينة حماة - وماتزال - بحكم التكوين النفسي والديني والوطني والتاريخي لسكانها - الهاجس الذي أقلق رأسي النظام الأسدي : حافظ ورفعت. حتى بلغ الأمر بالسفاح رفعت أن يصرح أكثر من مرة، أنه سيجعل المؤرخين يكتبون: أنه كان في سورية مدينة اسمها حماة.. وأنه سيبيد أهلها، لتكون عبرة لغيرها من المدن السورية ومن هنا، من رأسي النظام كان مصدر البلاء. وكانت الكوارث التي صبها الطائفيون على مدينة ابي الفداء، حتى فكروا بتغيير اسمها.
وفيما يلي أبرز المجازر التي أقدموا عليها في حماة.
1 ـ المجزرة الأولى:
تعرضت مدينة النواعير لأول مجزرة جماعية في نيسان 1980 عندما حوصرت من كل الجهات، وقُطعت عن العالم الخارجي. وقُطعت عنها المياه والكهرباء. وفُتشت بيتاً بيتاً وقتل المجرمون عدداً من أعيان المدينة وشخصياتها، كما اعتقل المئات.
2 ـ المجزرة الثانية:
في 24 / 4 / 1981 طُوقت المدينة بالدبابات وبقوات كبيرة من الوحدات الخاصة مدعومة بمجموعات كبيرة من سرايا الدفاع وأعملوا بالمواطنين قتلاً وتعذيباً. فاستشهد من أبناء حماة 335 مواطناً ألقيت جثثهم في الشوارع والساحات العامة، ولم يسمح بدفنهم إلا بعد عدة أيام.
(المصدر: كتاب حماة مأساة العصر)
______
إقرأ أيضاً
حاييم وايزمان.. من اختراع الذخيرة القاتلة الى رئاسة الدولة العبرية