• لبنان
  • الاثنين, أيلول 16, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 9:56:54 م
inner-page-banner
من صفحات التاريخ

مجرم حرب: إدموند جيمس روتشيلد (أبو اليشوڤ.. أي أبو المستوطن الصهيوني)

بوابة صيدا

إدموند جيمس روتشيلد، اقتصادي ورجل أعمال صهيوني، و هو أحد زعماء الفرع الفرنسي لعائلة روتشيلد اليهودية، وأحد الأبناء الخمسة لجيمس ماير دي روتشيلد، مؤسس فرع العائلة في فرنسا.

ولد في فرنسا في 19 آب / أغسطس 1845م، واهتم بالمسألة اليهودية منذ صغره.

نشأت هذه الأسرة في فرانكفورت في القرن السادس عشر، والاسم روتشيلد منقول من عبارة ألمانية تعني (الدرع الأحمر)، وتشير كلمة درع هنا إلى ذلك الدرع الذي كان واجهة منزل مؤسس العائلة إسحق أكانان.

حققت عائلة روتشيلد الثراء في القرن الثامن عشر بعد أن حقق ـ ماجير روتشيلد ـ ماير روتشليلد (1743 ـ 1812م) أرباحاً طائلة من اشتغاله بالعملة أثناء حروب الثورة الفرنسية.

ودرّب أبناءه الخمسة على أساليب الحرص في إدارة الأموال، فقد كان روتشيلد يدير استثمارات تدر أرباحاً معقولة وليست مفرطة، وقد تفرق أبناؤه الخمسة وأسسوا أعمالهم في خمسة بلاد أوربية مختلفة، وكونوا شبكة من المؤسسات المالية المرتبطة ببعضها البعض.

بدأ اهتمام إدموند جيمس روتشيلد بقضية يهود اليديشية، وبعملية توطين اليهود في فلسطين في الثمانينيات من القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي شهدت هجرة أعداد كبيرة من يهود شرق أوروبا إلى غربها وإلى الولايات المتحدة وغيرها.

وقد تحمس إدموند جيمس روتشيلد وغيره من أثرياء اليهود المندمجين في أوربا للمشروع الصهيوني نظراً لتخوفهم مما قد يخلقه تدفق هذه الأعداد الكبيرة من يهود شرق أوربا ذوي الثقافة اليديشية الشرق أوربية (المتخلفة في نظرهم)، فوصول مثل هذه الجماعات من يهود اليديشية كان يمثل تهديداً لمكانتهم الاجتماعية ومواقعهم الطبقية.

وقد استقبل إدموند جيمس روتشيلد مشروع هرتزل في أول الأمر بفتور لاعتقاده أن فلسطين لا يمكن أن تستوعب هجرة جماعية ضخمة، وأن إقامة دولة صهيونية قد يدعو كل المعادين للسامية للمطالبة بطرد اليهود من البلاد التي يعيشون فيها، وكان يرى أن المشروع الصهيوني برمته غير عملي، وكان يفضل أن تتم عملية الاستيطان في فلسطين بشكل هادئ وتدريجي.

إلا أنه كان مهتماً بأعمال الاستيطان التي كانت تتم في فلسطين على يد حركة أحباء صهيون، وقام بدعمها عن طريق المنح المالية، ومساهمته الكبيرة في المشاريع الاستيطانية اليهودية في فلسطين.

ففي عام 1882، وهي السنة نفسها التي احتلت بريطانيا فيها مصر، نظّم البارون إدموند جيمس روتشيلد أول هجرة جماعية يهودية إلى فلسطين. وفي الوقت نفسه، كانت أسرة روتشيلد، قد بدأت في جمع تبرعات ومساهمات طائلة لشراء أراضٍ في فلسطين، وكانت الواجهة الظاهرة لهذه العملية، مؤسسة للاستثمار في مجال الأراضي الزراعية في المشرق العربي. وخلال عشر سنوات، اكتمل إنشاء عشرين مستعمرة كبيرة، ومستعمرات أخرى صغيرة.

وصل إنفاق إدموند جيمس روتشيلد على المستوطنين خلال الفترة (1883 - 1899) حوالي 1.600.000 جنيه إسترليني، وقد تحمل كامل مصاريف المستعمرات اليهودية الأولى في فلسطين، وهي: ريشون ليتسيون، وزخرون يعقوب، وروش بيا، وعقرون. وقد اشترى روتشيلد أرضاً في فلسطين أواخر عام 1883م لإقامة مستوطنة زراعية نموذجية لحسابه الخاص أطلق عليها اسم والدته، كما ساهم في إقامة صناعات كثيرة لليهود في فلسطين، فقد أسس صناعة الزجاج والنبيذ و زيت الزيتون وعدد من المطاحن في حيفا وملاحات في عتليت، وساهم في تأسيس هيئة كهرباء فلسطين عام 1921.

ولم يقتصر نشاط إدموند جيمس روتشيلد على الجانب الاقتصادي فقط، بل ساهم في برامج التعليم اليهودي، ومنها مساهمته بالمعونة اللازمة لإنشاء أول جامعة عبرية في القدس، وفتح عدد من المدارس التلمودية. وبناء عشرات من المعابد اليهودية.

وقد وصل حجم رعاية إدموند جيمس روتشيلد ودعمه للمستوطنات إلى الحد الذي أكسبه لقب "أبو اليشوڤ" أي أبو المستوطن الصهيوني.

واستخدم نفوذه للحصول على موافقة فرنسا على وعد بلفور وعلى إدخال فلسطين تحت الانتداب البريطاني.

وقد أسس روتشيلد عام 1924 جمعية الاستيطان اليهودي في فلسطين.

وفي عام 1929 عين رئيساً فخرياُ للوكالة اليهودية التى كانت قد أنشئت قبل ذلك بسنوات قلائل.

ولولا مساعدات إدموند وأمثاله من أصحاب المليارات اليهود للحركة الصهيونية، لما قامت للحركة أو دولة إسرائيل قائمة.

توفي في 2 تشرين الثاني / نوفمبر 1934م.

وفي 6 نيسان / ابريل 1954 أعاد العدو الصهيوني دفنه في مستعمرة "زخرون يعقوب" الشهيرة بإنتاج الخمر، والتي ساعد في بنائها في فلسطين المحتلة.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة