بوابة صيدا
في 28 تشرين الثاني / نوفمبر 1520م / البحار البرتغالي فرناندو ماجلان يصل إلى المحيط الهادئ قادمًا من المحيط الأطلسي عبر مضيق يفصل بين أمريكا الجنوبية والقطب الجنوبي، وسمي بعد ذلك بمضيق ماجلان، ليلتف بعد ذلك إلى الفلبين لقتال المسلمين واحتلال ارضهم..
ولد ماجلان حوالي سنة 1480م في سابروزا في مقاطعة تراس أو مانتيس البرتغالية. وبعد وفاة والديه وهو في سن العاشرة انضم إلى حاشية الملكة إليانور في البلاط الملكي البرتغالي بسبب ارث العائلة.
ساهم ماجلان في عدة معارك ضد خصوم البرتغال، قبل أن يغادر إلى إسبانيا، ويشارك في معارك عديدة، أهمها حرب احتلال غرناطة وطرد المسلمين منها، ومساهمته في إنشاء محاكم التفتيش، فضلاً عن المجازر التي ارتكبها بحق المسلمين واليهود في الأندلس..
لم يكتفِ ماجلان بطرد المسلمين من الأندلس، بل جهز حملة لغزو بلاد المسلمين في شرق آسيا..
عرف العرب والمسلمون منذ القدم جزر الفلبين وأطلقوا عليها اسم "جزر المهراج" وانتشر فيها الإسلام على يد التجار العرب والدعاة القادمين من الصين وسومطرة وكان ذلك في عام 1380م، وقبل مجيء الأسبان كان الإسلام قد وصل إلى حدود "مانيلا".
في عام 1521م وصل الأسبان بقيادة "فرديناند ماجلان" للفلبين وأقام علاقة مع حاكم جزيرة "سيبو" وتم عقد اتفاق يقضي بأن يوليه على الجزر المجاورة له تحت التاج الأسباني مقابل أن يساعده على تنصير الشعب الفلبيني.
انتقل الأسبان إلى جزيرة صغيرة بالقرب منها على بعد كيلومترات تدعى جزيرة "ماكتان" عليها سلطان مسلم يدعى "لابو لابو" علِم الأسبان بإسلام حاكم الجزيرة فطاردوا نساءها وسطوا على طعام أهلها فقاومهم الأهالي فأضرم الأسبان في أكواخ السكان النار وفروا هاربين.
رفض "لابو لابو" الخضوع لـ "ماجلان" وحرض سكان الجزر المجاورة عليه، ورأى "ماجلان" الفرصة مناسبة لإظهار قوته وأسلحته الحديثة فذهب مع بعض جنوده لتأديبه.
طلب "ماجلان" من "لابو لابو" التسليم قائلًا: (إنني باسم المسيح أطلب إليك التسليم ونحن العرق الأبيض أصحاب الحضارة أولى منكم بحكم هذه البلاد)، فأجابه "لابو لابو": (إن الدين لله وإن الإله الذي نعبده هو إله جميع البشر على اختلاف ألوانهم).
أعلن سكان الجزيرة تصميمهم على الوقوف في وجه الغزاة.. وتجمعوا تحت قيادة زعيمهم الشاب "لابو لابو" واستعدوا للمواجهة المرتقبة...
والتقى الشاب المسلم مع ماجلان وجها لوجه، بدأت المواجهة بحذر شديد.. وفجأة انقض "ماجلان" بسيفه - وهو يحمى صدره بدرعه الثقيل - على الشاب المسلم عاري الصدر "لابو لابو"، ووجه إليه ضربة صاعقة، وانحرف الشاب بسرعة وتفادى الضربة بينما الرمح في يده يتجه في حركة خاطفة إلى عنق "ماجلان".. لم تكن الإصابة قاتلة، ولكن انبثاق الدم كان كافيًا لتصطك ساقا القائد المغمورتان في الماء وهو يتراجع إلى الخلف وينقض بالترس الحديد على رأس الزعيم الشاب.. وللمرة الثانية يتفادى "لابو لابو" ضربة "ماجلان"..
في نفس اللحظة ينقض بكل قوة بسيفه القصير فيشق رأس "ماجلان".. الذي سقط مضرجا بدمائه.. بينما ارتفعت صيحات الصيادين.. لابو لابو.. وكان سقوط القائد الحملة "ماجلان" كفيلًا بهز كيان من بقى حياً من رجاله.. فأسرعوا يتراجعون عائدين إلى سفن الأسطول الذي لم يكن أمامه إلا إن يبتعد هاربًا تاركًا خلفه جثة قائده "ماجلان".. ولا يزال قبره شاهدًا على ذلك هناك حتى الآن.
قال الأستاذ جهاد الترباني في كتابه القيم (العظماء المائة)
ماجلان هذا الذي يُصَوَّر في كتبنا ومناهجنا على أنه بطلٌ جغرافيٌّ عظيم.. فهو في حقيقة الأمر مجرمٌ قتل الآلاف من الأبرياء، فقد شارك هذا المجرم في قتل المسلمين واليهود الذين كانوا في الأندلس.. بل لاحقهم إلى المغرب بعد أن لجأوا إليها هرباً من محاكم التفتيش المرعبة!
يكفيك فقط أن تعرف أن هذا المجرم شارك مع ألفونسو دي ألبوكرك في مهمته القذرة التي كانت تهدف إلى سرقة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن تحالف البرتغاليون مع الفرس الصفويين.
وبعد هربه من البرتغال أصبح أداة في يد ملك إسبانيا - كارلوس الخامس - فاقترح عليه "ماجلان" أن يغزو ديار المسلمين في شرق آسيا، ولكن من جهة الغرب وليس الشرق، وذلك لتفادي البحرية العثمانية التي كانت تتصدى لهؤلاء السّفَلة.
وبعد أن أبحر بالسفن من جهة الغرب ووصل إلى جزر الفلبين.. قام هناك بعمليات سرقة وقتل واغتصاب وحرق لبيوت الآمنين هناك.. ليعلن الملوك هناك استسلامهم لقوة هذا السفاح المدمر..
ولكنّ ملكاً هناك لم يستسلم.. الملك الذي كان يحكم جزيرة ماكتان.. وقد كان ذلك الملك ينتمي لأمّة عظيمة اسمها أمّة الإسلام، هذا الملك كان يدعى لابو لابو الذي اعتنق قومُه الإسلامَ بالسـِّلم لا بالسيف.. يأتي إليه ماجلان بجيشه ليخرجهم عن دينهم لا بالسيف فقط بل بالحرق والتعذيب !!
وعندما رفض لابو لابو كل شروط ماجلان.. كان لا بد من معركة فاصلة في 27 من شهر نيسان / أبريل عام 1521م.. إنها معركة خالدة من معارك الإسلام.. إنها معركة ماكتان التاريخية..
وفي زحمة القتال، تقدم القائد البطل لابو لابو ليطيح برأس الجبان ماجلان.. ليفرّ بعدها جيشه الضخم تاركاً خلفه جثة قائده الهالك فيرديناند ماجلان.
ولا يزال قبر ماجلان إلى يومنا هذا في جزيرة ماكتان الفليبينية !
(المصدر: بوابة صيدا ـ العظماء المائة / للترباني ـ مواقع التواصل)
ـــــــــــــ
إقرأ ايضاً