• لبنان
  • الاثنين, كانون الأول 23, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 3:44:24 ص
inner-page-banner
من صفحات التاريخ

لورانس العرب الذي خدع العرب لسنوات طويلة

بوابة صيدا 

في 19 ايار / مايو 1935 / (16 صفر 1354هـ) وتوفي رجل المخابرات الإنجليزي "توماس إدوارد" أو "لورانس العرب" الذي خدع العرب لسنوات ويمجده العرب إلى اليوم، واقنعهم بضرورة خوض الحرب مع بريطانيا ضد الدولة العثمانية من اجل استقلالهم، وإقامة دولتهم العربية الموحدة.. 

ولد توماس أو لورانس العرب في 16 آب / أغسطس 1888، كانت أمه من اسكتلندا وأبوه من إنجلترا. انفصل والده عن زوجته الارستقراطية المتسلطة الليدي تشابمان بعد أن وقع في حب خادمته ساره (والدة توماس). وقد عاشا معاً دون زواج وانجبا خمسة أبناء، هم على الترتيب: بوب وتوماس (لورنس العرب) وويل وفرانك وأرنولد. وتوفي والده ادوارد سنة 1919.

ظهر اهتمام لورانس وولعه بدراسة علم الآثار والتاريخ. ولما لاحظ فيه والده ذلك اصطحبه معه في زيارته لباريس لمشاهدة الحفريات والآثار المذهلة.

التحق لورانس بجامعة اكسفورد سنة 1908 ووطد علاقته باساتذته المشهورين، في نهاية عام 1908 قام لورنس بعَمل اثار اعجاب كل من حوله فقد طلبت الكلية بحثا ميدانيا حول التاريخ العسكري. فسافر لورانس إلى فرنسا على متن دراجته الهوائية قاطعا مسافة 2400 ميلا لتحصيل هذا البحث. كان يتناول في الرحلة الحليب والثمار الطازجه ولا يهتم الا ببحثه.

اقترح لورانس على استاذه العالم الأثري المعروف هو غارت أن يقوم بزيارة لمنطقة الشرق لأنها مشهورة بحضاراتها وحفرياتها. قام لورانس بالاعداد لرحلته بتعلم اللغة العربية التي ستساعده على التواصل مع الاخرين. 

زار لورانس الشرق الأوسط ثلاث مرات، كانت أولى رحلاته في 18 حزيران / يونيو 1909، فزار بيروت وصيدا النبطية وطرابلس ووادي الأردن والبحر الميت، والاسكندرية والقاهرة..

في هذه الأثناء كان الألمان يسعون لبناء خط حديدي ضخم بين بغداد وبرلين. شعر توماس أو لورانس بضخامة هذا الخطر على المصالح البريطانية. فتوجه إلى القاهرة لمقابلة اللورد كتشنر وتوضيح الأمر له. فوجئ بأن اللورد على علم بالخبر وأخبره أنه راسل السلطات البريطانية كثيرا بهذا الشأن إلا أنه لم يلق الرد المناسب. وأخبره بأنه يتوقع قيام حرب في غضون عامين وهو ما حدث في الحرب العالمية الأولى.

قامت الحرب العالمية الأولى وأعلنت الدولة العثمانية الحرب على إنجلترا. في هذه الأثناء كانت الدولة العثمانية تعاني من كراهية بعض العرب لحكمها.. سعت إنجلترا للاستفادة من إمكانياتها في المنطقة لتحقيق نصر في الحرب.

فقام السير "جليبرت كلايتون" باستدعاء لورانس بعد أن ذاع صيته بين العرب كعالم آثار وأنه نصير القضايا العربية إلى مكتبه بمقر القيادة العليا للجيوش البريطانية في القاهرة. وأمر كلايتون بتعيين لورانس في قسم الخرائط، ونقله إلى قسم المخابرات السرية، وكان لورانس يحفظ المواقع التركية عن ظهر قلب مما ساعد الأنجليز كثيرا.

استغل لورانس علاقاته بالعرب لإيهامهم أنه يريد مساعدتهم لمواجهة الغطرسة التركية وقد ساعدته معرفته باللغة العربية لإضافة مصداقية له في هذا الشأن.

وكان الشريف حسين يفكر في قيام بثورة ضد العثمانيين، و تأسيس دولة عربية، فقام بتأليب العرب ضد العثمانيين، وذلك أثناء الحرب العالمية، فاستغل لورانس الموقف، وبدأ يعمل على جمع المعلومات الإستخباراتية عن الثورة العربية المحتملة، وسعى من خلال صداقاته بزعماء القبائل العربية بتشجيعهم على التمرد على العثمانيين، وأنهم إذا أرادوا حكم أنفسهم فليس لديهم خيار سوى التمرد على العثمانيين واعلان الحرب عليها.

فشلت الثورة العربية بداية، ولكن توماس أو لورانس استطاع إعادة تجميع القبائل، بقيادة الأمير فيصل، مردداً أن العرب أحق بحكم أنفسهم من الأتراك، وبدأ العمل مع الأمير فيصل كضابط اتصال ملحق بالقوات العربية وبدأ بتحديد قائمة بالمطالب العربية.

كانت فرنسا وبريطانيا قد قررتا استغلال الثورة العربية لتقسيم المنطقة، وحكمها، وكان لورانس يعمل بجد لإدخال العرب في مواجهة مع العثمانيين، ونقل إليهم رسالة بريطانية مفادها أنكم ستحصلون على استقلالكم كدولة عربية موحدة إذا حاربتم إلى جانبنا، واستطاع لورانس إقناع العرب بمصداقية الرسالة البريطانية، وطالبهم بمهاجمة ميناء العقبة والسيطرة عليه وستساعدهم بريطانيا في حربهم ضد العثمانيين، فاجأت القوات العربية القوات العثمانية المتواجدة في العقبة، فدارت معركة ضخمة بين العرب والعثمانيين سقط فيها آلاف القتلى من العرب والعثمانيين..

وعلى اثر هذه المعركة تم ترشيح لورانس لوسام الصليب الفيكتوري وترقيته لرتبة رائد.

وعند سقوط القدس بيد البريطانيين شارك توماس أو لورانس العرب في الاحتفالات مرتديًا الزي العسكري البريطاني ..!!

قال عنه ونستون تشرشل: "لن يظهر له مثيل مهما كانت الحاجة ماسه له".

يذكر بعض المؤرخين أن لورانس لم يكن يعلم بخديعة بريطانيا وفرنسا للعرب، واتفاقية سايكس ـ بيكو، وأنه كان مناصراً للقضية العربية، مع إقرارهم بأنهم ضابط مخابرات في الجيش البريطاني.

ويقول بعض المؤرخين ان لورانس العرب كان مثلياً ويستدلون بعلاقتة مع صبي بدوي يدعى سليم احمد كان قد رثاه في قصيدة. كما يعتقد البعض بأن إهداءه المبهم (إلى س. أ.) في صدر كتابه الشهير "أعمدة الحكمة السبعة" هو لسليم أحمد، رغم أنه ادعى لاحقاً بأنه وضع الإهداء على نحو عشوائي، وأن الحرفين (س. أ.) لا يحملان أية دلالة فعلية.

لقي توماس أو لورانس مصرعه نتيجة سقوطه من على دراجته النارية في 19 أيار / مايو 1935م.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة