بوابة صيدا
رئيس أركان حرب سابق في الجيش الإسرائيلي وأحد أشد القادة العسكريين والسياسيين تطرفا، ذاع صيته بعد مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 أثناء اجتياح لبنان من قبل الجيش الإسرائيلي الذي كان على رأسه أرييل شارون وزيرا للدفاع فيما كان إيتان رئيسا للأركان.
المولد والنشأة
ولد رفائيل إيتان في مستوطنة عداتسيم التي أقيمت في منطقة العدسية بفلسطين المحتلة في 11 يناير/كانون الثاني 1929، وتزوج في سن مبكرة وأنجب ثلاثة أبناء.
تميزت شخصيته بالجدية والصرامة والثبات على بعض المبادئ التلمودية المتشددة التي لازمته طوال حياته. وقد اشتهر بمهاراته المتعددة، فهو -إلى جانب كونه طيارا- يجيد أعمال الزراعة والنجارة.
الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه الأولي والجامعي في عداتسيم حيث تخرج في قسم تاريخ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 1947، ثم أكمل دراسته بعد ذلك في جامعة حيفا فتخصص في مجال العلوم السياسية في الخمسينيات من القرن الماضي.
التوجه الفكري
تتمحور التوجهات السياسية والفكرية لإيتان حول مقولات اليمين الإسرائيلي المتشدد، فيرفض التنازل عن الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، ويرفض كذلك فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما يرفض فكرة عودة اللاجئين الفلسطينيين خوفا على الهوية اليهودية لإسرائيل، ويدعو إلى إقامة المستوطنات على محاور الحركة في الأراضي الفلسطينية لأسباب أمنية.
يرى أن حدود دولة إسرائيلية ينبغي أن تظل غير محددة حيث إنها في رأيه "حدود لا محدودة". وقد بالغ إيتان في تشدده تجاه الفلسطينيين والعرب لدرجة أنه دعا إلى الرد على كل حجر من حجارة المتظاهرين الفلسطينيين بإقامة عشر مستوطنات، وقال إن الفلسطينيين بعد إقامة هذه المستوطنات "سيمشون كالصراصير المخدرة".
ولا يعارض إيتان الدعوة إلى استخدام الأسلحة النووية التي بحوزة الجيش الإسرائيلي إذا دعت الضرورة إلى ذلك.
التجربة العسكرية
التحق إيتان بقوات البالماخ (إحدى الجماعات اليهودية المسلحة قبل إنشاء دولة إسرائيل) عام 1946، ثم انضم إلى الجيش الإسرائيلي عام 1948 وقضى فيه 36 عاما انتهت عام 1982 بتركه الخدمة وتوجهه إلى النشاط السياسي.
كان أول خدمته في الجيش الإسرائيلي عام 1948 ضمن لواء هريئيل، وقد أصيب في حياته العسكرية أكثر من مرة، الأولى في معركة القطمون عام 1948 والثانية عام 1955 في معركة طبريا، والثالثة في القنطرة أثناء حرب 1967، مما زاد من عدائه للعرب.
لعب دورا مهما في العدوان الثلاثي على مصر أثناء حرب 1956، حيث قاد كتيبة المظلات التي قتل أحد أفرادها (آرييه بيرو) الأسرى العرب في ممر متلا عام 1956 الذين بلغ عددهم آنذاك 49 أسيرا كان من بينهم 35 مصريا معظمهم من عمال الطرق.
كما قتلت كتيبته 56 جنديا ومدنيا مصريا آخرين كانوا على متن شاحنة في طريق رأس سدر، وفي هذه المنطقة أيضا أطلقوا نيرانهم على 168 جنديا مصريا أعلنوا استسلامهم بعد أن عجزت كتيبة إيتان عن التعامل معهم أثناء تحركاتها في سيناء.
شغل منصب قائد سلاح المظلات في أعقاب حرب 1967، وظل في هذا المنصب حتى انتهاء حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وقاد عملية مطار بيروت الشمالية وقاتل ضد القوات السورية.
بعدها تولى قيادة المنطقة الشمالية خلال الفترة من 1974 حتى 1977، ورئاسة شعبة العمليات في رئاسة الأركان العامة خلال عامي 1977 و1978، وكان من أشد مؤيدي إبعاد المقاتلين الفلسطينيين عن جنوب لبنان، كما كان وراء قرار مناحيم بيغن في القيام بأولى عمليات الاجتياح لجنوب لبنان عام 1978، ولذا اختارته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لتولي منصب رئاسة الأركان العامة التي ظل فيها ما بين عامي 1978 و1982.
تورط رفائيل إيتان في مجزرة صبرا وشاتيلا 16-18 سبتمبر/أيلول 1982 التي نفذتها قوات حزب الكتائب اللبنانية بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي -الذي كان رئيس أركانه- وقتل فيها من الفلسطينيين ما يبن سبعمائة وثمانمائة بحسب اعتراف الحكومة الإسرائيلية، وبضعة آلاف بحسب المصادر الفلسطينية.
وقد أقر إيتان بذلك في شهادته أمام لجنة مستقلة تسمى "كاهان" شكلتها الحكومة الإسرائيلية عام 1983 للتحقيق في أحداث مخيمي صبرا وشاتيلا، وأكدت اللجنة أن دخول قوات حزب الكتائب المتعاونة مع إسرائيل تم بالاتفاق مع وزير الدفاع آنذاك أرييل شارون ورئيس الأركان الجنرال رفائيل إيتان.
التجربة السياسية
خرج من الجيش عام 1982 ليمارس دوره في الحياة السياسية الإسرائيلية، وفاز في انتخابات الكنيست التي جرت عام 1984 بعد تنسيق حزبه "تسوميت" (أي: مفترق طرق) مع حركة "هاتحياه"، لكنه رأى عام 1983 الانفصال عن حركة هاتحياه بعد ازدياد هوة الخلافات بينه وبين الحركة إزاء بعض السياسات الداخلية.
وقد تشكل حزبه "تسوميت" في البداية من أعضاء المستوطنات الذين يؤمنون بفكرة "أرض إسرائيل الكبرى" ومن عسكريين سابقين خدموا تحت قيادة إيتان في الجيش، ودعا الحزب إلى برنامج سياسي استيطاني شديد التطرف.
وخاض الحزب انتخابات الكنيست عام 1988 وفازت قائمته بمقعدين، وانضم إلى الائتلاف الحكومي بزعامة إسحق شامير عام 1990 بعد انسحاب حزب العمل منه، وفي انتخابات 1992 فاجأ تسوميت الجميع بالفوز بثمانية مقاعد في الانتخابات.
الوفاة
أعلن في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 عن وفاته في حادث غرق طرح علامات استفهام كثيرة، حاولت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإجابة عنها في تقرير أفاد بأن إيتان مات منتحرا، حيث كان يعاني أزمة نفسية وصعوبات مالية.
(المصدر : الجزيرة)
_____
إقرأ أيضاً
بن غوريون.. مؤسس دولة إسرائيل.. وراعي الاستيطان.. وأول من وصف العرب بـ الإرهابيين
حاييم وايزمان.. من اختراع الذخيرة القاتلة الى رئاسة الدولة العبرية