بوابة صيدا
وُلد دافيد غرين (بن جوريون) في 16 تشرين الأول / أكتوبر 1886 في مدينة «بلونسك» البولندية والتي كانت آنذاك جزءا من الإمبراطورية الروسية باسم دافيد جرينز عمل والده كمحامي وكان رئيس حركة محبي صهيون. توفيت أمه حين كان عمره 11 عاماً.
آمن بن غوريون بما يسمى بالصهيونية العملية التي تسعى إلى إقامة الدولة الإسرائيلية وتدعيم أركانها بفرض الأمر الواقع.
وقد تأثر بأول كتاب يصدره ثيودور هرزل (الدولة اليهودية) وبخاصة شعار "إنك حين تريد فلن يصبح هذا الأمل حلما من الأحلام"، وبالمؤتمر الصهيوني الثالث الذي عقد في بازل بسويسرا ونوقش فيه تأسيس جامعة عبرية في القدس ومنظمة مالية يهودية كالبنك العالمي اليهودي بلندن، واختيار علم يمثل اللونين الأبيض والأزرق اللذين يمثلان في عرفهم بساط الرحمة لليهود، واختيار سلام وطني عبري، وقد عمل بن غوريون على المشاركة في تحويل هذه الأمنيات إلى حقيقة.
نشأ بن جوريون غيوراً على الصهيونية ومتحمساً لها. حين كان طالباً في جامعة وارسو انضم للحركة الماركسية الصهيونية عمال صهيون «بُوعالِي صهيون» عام 1904. واعتقل مرتين خلال الثورة الروسية عام 1905. هاجر إلى فلسطين عام 1906 حيث أصبح من قادة الحركة مع إسحاق زائيفي.
أقام بالتعاون مع أصدقائه رابطة «عزرا» بتشجيع والده، الرابطة التي أعدت أعضائها للدعوة إلى الهجرة إلى فلسطين ووضعت هدف إحياء اللغة العبرية نصب أعينها.
انتقل مع إسحق زائيفي عام 1912 إلى إسطنبول لدراسة القانون وحصل بعد عامين على درجة جامعية في القانون، اتهمه الأتراك أثناء تواجده في تركيا خلال الحرب العالمية الأولى، هو وصديقه يتسحاق بن تسيفي بالتأمر وطردوهم خارج البلاد، فسافر إلى نيويورك عام 1915 واستقر بها مدة، حيث التقى بُولا مُونْبِيز حيث تزوجا عام 1917 وأنجبا ثلاثة أطفال.
التحق بالجيش البريطاني عام 1918 حيث التحق بالكتيبة 38 من الفيلق اليهودي بعد وعد بلفور في تشرين الثاني / نوفمبر من عام 1917. انتقل هو وعائلته إلى فلسطين مرة أخرى بعد الحرب العالمية الأولى.
أصبح بن جوريون في بداية العشرينيات أحد أبرز زعماء الاستيطان. عُين عام 1920 في اتحاد النقابات العامة وأصبح سكرتيرها العام خلال خمسة عشر عاماً.
تم انتخابه عام 1935 من قبل حزب المباي ليصبح رئيساً لإدارة الوكالة اليهودية، التي كانت تعد الهيكل المركزي في إدارة الاستيطان اليهودي في البلاد.
أعلنت سلطات الاحتلال البريطاني عام 1939 عن سياسات الكتاب الأبيض التي قيدت هجرة اليهود إلى فلسطين وامتلاكهم للأراضي، فأعلن بن جوريون عن مقاومة البريطانيين وهي المقاومة التي تضمنت الهجرة اليهودية غير الشرعية سراً إلى فلسطين وغض نظر سلطات الاحتلال البريطاني عنها.
أيد بن جوريون مع اندلاع الحرب العالمية الثانية تطوع اليهود للجيش البريطاني لمحاربة الألمان، وأكد بن جوريون أن الاستيطان سيحارب بجانب البريطانيين ضد ألمانيا النازية، وأن معارضة الكتاب الأبيض ستستمر إذا لم تكن هناك حرب ضد الألمان.
لعب دوراً كبيراً في تأسيس حزب (أهودوت هآفوداح) الذي تغير اسمه عام 1930 إلى حزب العمل الإسرائيلي.
تصدر بن جوريون في أيلول / سبتمبر 1947 زعامة الموقعين على «رسالة الوضع الراهن» الذي تم إرساله إلى رؤساء رابطة إسرائيل. وأكد بن جوريون في هذه الرسالة على اعتبار يوم السبت يوم العطلة الرسمية للدولة التي ستقوم، ومنع مراسم الزواج المدنية، وأكد على الاستقلال الذاتى لتيارات التعليم الديني.
قاد المؤسسات الرسمية للاستيطان وللحركة الصهيونية في صراعها من أجل الموافقة على خطة تقسيم الأراضي من قبل الأمم المتحدة (توصية لجنة أونسكوف وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني / نوفمبر 1947 على تقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية).
قرأ بن جوريون في 14 أيار / مايو 1948 «وثيقة الاستقلال» في المراسم التي أقيمت في تل أبيب للإعلان عن قيام دولة إسرائيل، وكان أول من وقع عليها.
تولى منصب رئيس الوزراء ووزير الدفاع في الحكومة المؤقتة للدولة الجديدة، وقاد الجيش الإسرائيلي في حربه ضد الجيوش العربية في عام 1948.
يعد بن جوريون رائد التطوير النووي لإسرائيل حيث التقى أثناء حرب 1948 مع مهندس إسرائيلي، هاجر إلى فرنسا وأصبح من مؤسسي البرنامج النووي في فرنسا، وأخذ منه بعض المعلومات عن الموارد اللازمة لإقامة مفاعل نووي وتشغيله. قرر بن جوريون في 13 حزيران / يونيو 1952 تنفيذ خطته وأسس لجنة الطاقة الذرية، وفي عام 1958 تم البدء في إقامة مركز الأبحاث النووي «شورق»، وفي عام 1959 تم البدء في إقامة مجمع (قرية) للبحث النووي في النقب.
وقع مع ألمانيا الغربية عام 1952 اتفاقاً لتعويض اليهود المتضررين من العهد النازي (الهولوكوست).
تقاعد بن غوريون من السياسة في عام 1970، في 18 تشرين الثاني / نوفمبر 1973 بعد وقت قصير من حرب يوم الغفران، أصيب بنزيف في الدماغ، ونُقل إلى مركز شيبا الطبي في تل هشومير في رمات غان، بدأت حالته بالتدهور و توفي في 1 كانون الأول / ديسمبر 1973..
نشر المستشرق الإسرائيلي الشهير هليل كوهين، وثيقة تاريخية لمحضر أحد اجتماعات الوكالة اليهودية عام 1937، في نهاية الثورة الفلسطينية الكبرى التي اندلعت عام 1936، ورد فيها اعترافٌ على لسان دافيد بن غوريون بأن الفلسطينيين يدافعون عن أرضهم، مخالفًا الخطاب الصهيوني الرسمي العلني.
يقول بن غوريون: "نبذل قصارى جهودنا، طيلة الوقت من أجل تقزيم شخصية الإرهابيين العرب، ونطلق عليهم تسمية العصابات وإلى آخره، لكن بيننا وبين أنفسنا، بمقدورنا أن نتحلى بالصراحة والإقرار أن حرب الشعب العربي هي قتال دفاعًا عن ارضه"!!
(المصدر: بوابة صيدا ـ وكالات + مواقع التواصل)
______
إقرأ أيضاً
حاييم وايزمان.. من اختراع الذخيرة القاتلة الى رئاسة الدولة العبرية
إدموند جيمس روتشيلد (أبو اليشوڤ.. أي أبو المستوطن الصهيوني)