في 7 ايار 2008 عناصر حزب الله وحركة أمل يجتاحون مدينة بيروت وبعض مناطق جبل لبنان، اعتراضاً على قرارات الحكومة اللبنانية، فيما عرف بـ " غزوة 7 أيار " مما ادى إلى سقوط عشرات القتلى وتخريب الكثير من المرافق الاقتصادية والخدماتية.
اقدم حزب الله وحركة أمل، على اجتياح مدينة بيروت وبعض مدن جبل لبنان رداً على قراري الحكومة اللبنانية، بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لحزب الله، وإقالة قائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير..
اصدر مجلس الوزراء اللبناني قراراً اعتبار "شبكة الاتصالات الهاتفية التي أقامها حزب الله غير شرعية وغير قانونية وتشكل اعتداء على سيادة الدولة والمال العام". وقررت إطلاق الملاحقات الجزائية ضد جميع الأفراد والهيئات والشركات والأحزاب والجهات التي تثبت مسؤوليتها في مد هذه الشبكة. مشيرة إلى وجود دور إيراني على هذا الصعيد. ورفضت مبررات حزب الله التي تقول إن إقامة هذه الشبكة يندرج في إطار حماية الحزب وربطها بسلاحه وبهدف التشويش على الأجهزة الإسرائيلية.
كما قررت الحكومة اللبنانية إقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير من منصبه، وإعادته إلى ملاك الجيش. وذلك بعد بحث قامت به الحكومة اللبنانية في الاتهامات التي وجهها النائب وليد جنبلاط على خلفية قيامه "بمراقبة مطار بيروت الدولي بواسطة كاميرات خاصة". ودعوته إلى إقالة رئيس جهاز أمن المطار كونه مقربا من حزب الله. وكان النائب جنبلاط قد دعا إلى طرد سفير إيران ومنع طيرانها من الهبوط في مطار بيروت، متهما حزب الله "بتلقي شحنات من الأسلحة عن طريق المطار" الواقع في الضاحية الجنوبية معقل الحزب.
قام حزب الله بإبلاغ المعنيين أن "أي محاولة للتعرض لهذه الشبكة سوف تواجه بمقاومة شرسة من الحزب الذي سيتعامل مع المتعرضين للشبكة على أنهم من عملاء إسرائيل". كما تحدث نائب أمين عام الحزب نعيم قاسم قائلا أن "الاتصالات لشبكة المقاومة توأم سلاح المقاومة، ومن يوجه سهامه للاتصالات يعنِ أنه يوجه سهامه للسلاح، ويريد أن يقول لا تقاتلوا إسرائيل".
كما اعتبر أمين عام الحزب حسن نصر الله تفكيك شبكة اتصالات حزب الله بمثابة "إعلان حرب" مما وصفها بـ"حكومة جنبلاط" على الحزب والمقاومة "لمصلحة أمريكا وإسرائيل".
واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري قرار إقالة العميد وفيق شقير بأنه خطوة "تعني ملامسة المحرمات، وليس فقط الخطوط الحمر"، كما أن بري أبلغ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة رسالة "شديدة اللهجة" باسمه وباسم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان يحذره فيها من عواقب المس بموقع العميد شقير في المديرية العامة لأمن المطار.
وفي السابع من ايار، اندفع عناصر من حزب الله وحركة أمل وحلفائهما نحو مدينة بيروت، وبعض مناطق جبل لبنان، لتنفيذ سلسلة اعتداءات على أهل بيروت وعلى المرافق الاقتصادية والخدماتية.
أُقفل مطار بيروت الدولي بعد نشر حزب الله لمسلّحيه على طريق المطار وقطع الطريق المؤدية إليه بالاطارات المشتعلة. كما استولت مجموعات مسلّحة على كل مراكز "تيار المستقبل" في العاصمة بيروت وقامت بإحراقها.
سقطت العاصمة اللبنانية بيروت تحت قبضة حزب الله خلال 4 ساعات، وكان هذا أكبر برهان على عدم وجود سلاح أو مسلّحين تابعين للحلف المناوئ له..
صباح 8 أيار أقدم عناصر من حزب الله على تطويق منزل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في تلة الخياط. عندها أعلن المفتي قباني أن "المسلمين السنّة في لبنان ضاقوا ذرعاً بالتجاوزات والانتهاكات، واللبنانيون جميعاً لم يعودوا قادرين على تحمّل المزيد من المغامرات السياسية"؛ مضيفاً: "كنا نعتقد أن "حزب الله" معني بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فإذا به يتحوّل الى قوّة مسلّحة لاحتلال بيروت".
بعد تجاوزات عناصر حز الله وحركة أمل وحلفائهما، وانحياز القوى الأمنية عن المشهد، اضطرت الحكومة للتراجع عن القرارين الصادرين عنها، بخصوص شبكة الاتصالات وإقالة العميد شقير..
أدت عملية اجتياح بيروت وبعض مناطق الجبل، ومدينة صيدا في 9 ايار إلى مقتل 71 مدنيا، ودمار في الكثير من ممتلكات المواطنين، كما تم إحراق وتخريب مقرات تيار المستقبل في بيروت وصيدا..
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..