• لبنان
  • الخميس, آب 14, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 9:27:10 ص
inner-page-banner
من صفحات التاريخ

مذبحة تل الزعتر.. أكثر من 3000 شهيد

بوابة صيدا

في 13 آب / أغسطس 1976م (17 شعبان 1396هـ) وقعت مذبحة مخيم تل الزعتر شمال شرق بيروت التي ارتكبتها مليشيا الكتائب اللبنانية وحلفائها بدعم من الجيش السوري، خلال الحرب الأهلية اللبنانية وسقوط أكثر من 3000 شهيد. حيث كان يضم المخيم ومحيطه 20 ألف فلسطيني و15 الف لبناني.

تأسس مخيم تل الزعتر عام 1949 بعد عام على النكبة، ويقع في القسم الشرقي لمدينة بيروت أي المنطقة التي كانت تسيطر عليها الأطراف المسيحية إبان الحرب الأهلية، ومساحته كيلومتر مربع واحد.

سبقت الأحداث الدامية في تل الزعتر العديد من المناوشات الدامية بين القوات اللبنانية والقوات الفلسطينية التي كانت عادة تبدأ بحدث استثنائي يتم بعده التصعيد بين الجانبين وحصد أرواح عشرات القتلى..

إعلام الكتائب اللبنانية

في 6 كانون الأول / ديسمبر 1975، (3 ذو الحجة 1395هـ) عُثر على أربعة جثامين لأعضاء من حزب الكتائب فعمدت إلى وضع نقاط تفتيش في منطقة مرفأ بيروت وقتلت المئات من الفلسطينيين واللبنانيين المسلمين بناء على بطاقات الهوية والتي كانت آنذاك تدون مذهب حاملها فيما عُرف لاحقًا بالسبت الأسود، وقد أدت عمليات القتل لاندلاع الاشتباكات على نطاق واسع بين الكتائب وحلفائها وبين القوات الفلسطينية وحلفائها اللبنانيين؛ فانقسمت بيروت إلى منطقتين عرفتا بالمنطقة الشرقية وأغلبها مسيحيين، والمنطقة الغربية التي كانت مختلطة مع أكثرية إسلامية.

و كانت بيروت الشرقية محاطة بمخيمات الفلسطينيين المحصنة مثل: منطقة الكرنتينا ومخيم تل الزعتر.

في 18 كانون الثاني / يناير 1976م (17 محرم 1396هـ) قامت مليشيا الكتائب باقتحام منطقة الكرنتينا ذات الأغلبية المسلمة والواقعة تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية والتي كان يسكنها أكراد وسوريون وفلسطينيون وارتكبت مجزرة بحق السكان، حيث قتل 1500 شخصاً من سكان المنطقة.

في نفس الشهر (كانون الثاني / يناير 1976) فرضت مليشيا الكتائب الحصار على مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين وفي 22 حزيران / يونيو 1976م (24 جمادى الآخرة 1396هـ) شنت هجومًا واسع النطاق على تل الزعتر وعلى مخيم جسر الباشا الفلسطيني وحي النبعة اللبناني المجاورين له، وبدأت القذائف والصواريخ تمطر هناك بلا انقطاع من الفجر إلى المغيب وعلى مدى اثنين وخمسين يومًا متتالية ويقدر عدد القذائف التي سقطت على تل الزعتر بحوالي 55000 قذيفة، وبعد تمكن مليشيا الكتائب من اقتحام مخيم جسر الباشا وحي النبعة في 29 تموز / يوليو 1976م (2 شعبان 1396هـ) واقترافهم جرائم إبادة هناك، تمكنت قوة الردع العربية من إبرام اتفاق بين الكتائب والمقاتلين الفلسطينيين في داخل المخيم في 6 آب / أغسطس 1976م (10 شعبان 1396هـ) يقضي بخروج المدنيين والمقاتلين من المخيم دون أن يستسلموا، وتتكفل بهم قوة الردع العربية والصليب الأحمر اللذان سيزودانهم بوسائل النقل اللازمة.

في 7 آب / أغسطس 1976م (11 شعبان 1396هـ)  غدرت الكتائب بالفلسطينيين وذلك عندما فتحت النار على المغادرين حاصدين بضع مئات من الأشخاص، بينما انقض آخرون على داخل المخيم وراحوا يطلقون النار على كل من يصادفون، وفي الوقت نفسه راح سواهم يوقفون الناقلات التي تراكم فيها الناجون على الحواجز المنصوبة على الطرقات وينتزعون من داخلها حديثي السن الذين يشتبهون في كونهم فدائيين ثم يقتلونهم بوحشية أو يقتادونهم إلى جهات مجهولة.

في أواخر حزيران عام 1976 بدأ حصار مخيم تل الزعتر الفلسطيني من الجيش السوري وحزب الكتائب بزعامة بيار الجميل، وميليشيا النمور التابعة لحزب الوطنيين الأحرار بزعامة كميل شمعون، وميليشيا جيش تحرير زغرتا بزعامة طوني فرنجيه، وميليشيا حراس الأرز.

إبادة جماعية تمت في حق سكان المخيم ومحيطه الذي يقطنه (20) ألف فلسطيني و (15) الف لبناني مسلم لجؤوا إليه بعد أن تم قطع الماء والكهرباء والطعام عن المخيم قبل المذبحة ولمدة زادت عن (52) يومًا، تعرض خلالها الأهالي لقصف عنيف (55000 قذيفة)، ومنع الصليب الأحمر من دخوله، مما أدى إلى القضاء على المقاتلين المتحصنين بالمخيم وأهاليهم بالكامل حيث طالب الأهالي الناجون من المذبحة فتوى تبيحُ أكلَ جثثِ الشهداء كي لا يموتوا جوعاً!

بدأت المجزرة في 13 آب / أغسطس 1976م (17 شعبان 1396هـ) و سقط مخيم تل الزعتر في 14 آب/ أغسطس 1976م (18 شعبان 1396هـ) بعد أن كان قلعةً حصينة أنهكها الحصار، فدخلته الكتائب اللبنانية، تحت غطاء حليفها الجيش السوري. وارتكبت فيه أفظع الجرائم من هتكٍ للأعراض، وبقرٍ لبطون الحوامل، وذبحٍ للأطفال والنساء والشيوخ وكذلك ارتكبوا المجازر والجرائم، من اغتصابٍ وهدم البيوت وإبادة الأطفال وسلب الأموال، في مخيمي “جسر الباشا” و“الكارنتينا” الذيَن سقطا بيد الكتائب قبل تل الزعتر.

انتهت المجازر في 14 آب / أغسطس 1976م (18 شعبان 1396هـ) بعد أن خلفت ما يزيد عن 3000 شهيد فلسطيني ولبناني وسقط مخيم تل الزعتر.

يذكر عدة مؤرخين من بينهم اليهودي إسرائيل شاحاك وآخرين بأنه خلال الحصار حظيت مليشيا الكتائب بدعم كامل من إسرائيل وأمريكا.

يروي بعض من عاصر تلك الحقبة كالمؤرخ الراحل ناجي علوش وآخرين من الناجين من المذبحة أن قوات منظمة التحرير استنكفت عن إنقاذ مخيم تل الزعتر وأن ياسر عرفات ترك المخيم يواجه مصيره ولم يرسل قوات للمخيم اعتمادًا على حسابات سياسية كان يأمل من خلالها بالتصالح مع القوات اللبنانية طمعًا بأن يصل لفتح قنوات مع جهات أوروبية من خلالهم.

وفي مذكراته قال الصحفي الإنجليزي روبيرت فيسك أن ياسر عرفات كان قد رفض دعوات للاستسلام وطالب سكان المخيم بالشهادة لكنه لم يدعمهم دعمًا حقيقيًا، ويقول فيسك أن عرفات كان همه تحقيق مكسب سياسي ولهذا السبب وبعد انتهاء المجزرة رمته النسوة بالحجارة خلال زيارته للناجين من المذبحة في تل الزعتر.

 

ـــــــــــــ

إقرأ ايضاً

تفجير مقر القوات الفرنسية والقوات الأمريكية في لبنان

اغتيال أمين عام حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون وزوجته وطفليهما في منزلهم

 

 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة