• لبنان
  • الجمعة, آب 08, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 7:40:29 م
inner-page-banner
من صفحات التاريخ

فرار 30 معتقلًا من معتقل أنصار الذي أقامه جيش الاحتلال إبان احتلاله لجنوب لبنان

افتتح معتقل أنصار في 14 تموز / يوليو 1982 (23 رمضان 1402هـ) في أعقاب الاجتياح الصهيوني للبنان، وتم زج الألوف من اللبنانيين والفلسطينيين فيه. وقد أجبرت المقاومة اللبنانية قوات العدو الصهيوني على الانسحاب من بيروت والجبل وصيدا والزهراني وصور والبقاع الغربي، واكتمل الأمر بإقفال معتقل أنصار في 4 نيسان / أبريل 1985م (14 رجب 1405هـ).

أقامت قوات الاحتلال هذا المعتقل بعد شهر تقريبا من احتلالها جنوب لبنان الذي بدأ في 6 حزيران / يونيو 1982 (14 شعبان 1402هـ) وافتتحته في 14 تموز / يوليو من عام 1982م (23 رمضان 1402هـ) على أرض كانت منظمة التحرير الفلسطينية قد أنشأت عليها مطارا أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، واستعمل هذا المطار لفترة وجيزة من قبل الفلسطينيين. ثم جاء العدو الصهيوني واستعمله مطارا لوجستيا أثناء الاجتياح وحوله إلى معسكر اقام فيه المعتقل الشهير في تلك الفترة.

في 8 آب / أغسطس عام 1983 (29 شوال 1403هـ) قاد المعتقل عاطف الدنف والملقب بـ ثائر والمنتمي للحزب السوري القومي الاجتماعي عملية الفرار الكبير من المعتقل على رأس مجموعة تضم 30 معتقلًا، ونجحوا بالفرار على الرغم من الحراسة المشددة وملاحقة ملالات وطائرات العدو الصهيوني لهم بعد اكتشاف فرارهم.

كانت خطة الفرار التي خطط لها وقادها عاطف الدنف تقوم على حفر نفق ترابي يمتد من إحدى الخيام داخل المعتقل إلى خارجه. وقد قام عشرون معتقلا بالتناوب على حفر النفق الذي امتد طوله إلى 27 مترا وعمقه مترين ونصف المتر وسمي لاحقا "نفق الحرية". ومن الصعوبات التي واجهت المعتقلين أثناء حفر النفق هو انقطاع الاوكسجين ووجود حجارة وصخور صلبة .

بعد تلك العملية عمد العدو الصهيوني إلى نقل المعتقلين إلى ما اطلق عليه تسمية " وادي جهنم" وأعاد تأهيل المعتقل بحيث قسمه إلى معسكرات منفصلة عن بعضها تفصل بينها الأسلاك الشائكة وجعل الأرض من الاسفلت التي تبلغ سماكته أكثر من 20 سم، يضاف اليهم نفس المقدار في ارض كل خيمة.

لقد أصبحت سماكة الاسفلت في ارض الخيمة 40 سم في حدها الادنى وهو الذي يمنع أي تفكير في حفر نفق كما حصل في المرة السابقة.

عندما اكتمل تجهيز المعتقل عمل الصهاينة على إعادة المعتقلين من المكان المؤقت الذي وضعوا فيه " وادي جهنم" إلى المعسكر الجديد. لكن مجموعة منهم من أربعة شباب لبنانيين كانوا قد حفروا في المكان الجديد ملجأ داخل الأرض واختبأوا فيه على أمل أن يخرجوا منه بعد أن تكتمل عملية إعادة المعتقلين إلى المعسكرات الجديدة.

ولكن ما لم يكن بالحسبان لديهم هو إقدام العدو الصهيوني على إحضار جرافات نوع كاتربلر قياس D9 و D10 حيث عملت على حفر خنادق في الأرض، وكان ان انهارت الحفرة التي اختبأ فيها الشباب الاربعة. فانضموا إلى قافلة الشهداء. كان منهم الشهيد عباس بليطة والشهيد إبراهيم خضرا.

في 23 تشرين الثاني / نوفمبر 1983م (19 صفر 1404هـ) جرت عملية تبادل للاسرى والمعتقلين بين منظمة التحرير الفلسطينية والعدو الصهيوني، افرج بموجبها الفلسطينيون عن مجموعة من الجنود الاسرى الذين أسرتهم منظمة التحرير أثناء الاجتياح.

وفي المقابل أطلق الصهاينة سراح المعتقلين في انصار والذين كان عددهم في ذلك الوقت حوالي 4700 معتقل.. وبهذا يكون قد افرغ معتقل أنصار 1 من جميع المعتقلين، ليعود العدو الصهيوني ليملأه مرة أخرى بما سمي معتقل أنصار 2.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة