• لبنان
  • الأحد, كانون الثاني 05, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 12:27:34 م
inner-page-banner
من صفحات التاريخ

"مناحيم بيجن" من إرهابي قاتل.. إلا حمامة سلام مزعوم

بوابة صيدا 

وُلد مناحيم بيجن في 16 آب / اغسطس 1913 / (13 رمضان 1331هـ) في روسيا البيضاء ودرس فيها حتى أنهى المرحلة الثانوية، ثم سافر إلى بولندا في عام 1938 حيث التحق بجامعة وارسو لدراسة القانون.

في سن الثالثة عشر انضم بيغن إلى حركة "هشومير هتسعير"، وهي عبارة بالعبرية تعني "الحارس الشاب"، وبعدها بثلاث سنوات التحق بحركة "بيتار" التي أسسها زيئيف جابوتنسكي، والتي كثفت نشاطها في صفوف اليهود القاطنين بدول أوروبا الشرقية وأسست مراكز للتدريب العسكري في بعض هذه الدول ونظمت هجرة اليهود منها إلى فلسطين.

وما كاد يتم عامه الرابع والعشرين في عام 1937 حتى عينته هذه الحركة ممثلا لها في تشيكوسلوفاكيا، وتولى فيما بعد زعامتها في بولندا عام 1939.

في العام 1939، اجتاحت القوات الألمانية النازية بولندا في بداية الحرب العالمية الثانية فاضطر بيجن إلى النفاذ بجلده ومغادرة بولندا إلى الإتحاد السوفييتي. ولم يستقبل السوفييت بيغن بالأحضان، بل ألقوا القبض عليه وقامت السلطات السوفييتية بنفيه إلى صحراء سيبيريا في عام 1940. وبعد عام في سيبيريا، أطلقت السلطات السوفييتية سراحه حيث قام بالإنضمام إلى صفوف الجيش البولندي وعمل مترجما فيه لمدة عام واحد ومن بعدها قرر الهجرة إلى فلسطين في عام 1942.

نتيجة فكر بيجن الصهيوني، عمل على تأسيس منظمة صهيونية عسكرية أطلق عليها اسم "إرجون تسڤاي ليؤمي". واقترن اسم إرجون بعمليات الإرهاب الفظيعة في حق الشعب الفلسطيني وأسهمت الإرجون في ترحيل الفلسطينيين من ديارهم بفعل العمليات الإرهابية، ومن أشهر ما خلفته هذه المنظمة العسكرية الإرهابية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني مذبحة دير ياسين يوم 17 سبتمبر/أيلول 1948 التي راح ضحيتها أكثر من 360 فلسطينيا، كما ذكر ذلك بيغن نفسه في كتابه "التمرد.. قصة أرغون".

ولإيمان بيغن ان البريطانيين يعيقون تأسيس الدولة الصهيونية، فقد نال البريطانيون نصيبهم من الأذى عندما قامت الإرجون بنسف مقر قيادة القوات البريطانية في فندق الملك داود في عام 1948.

ولم تُستثنى هيئة الأمم المتحدة من إرهاب مناحيم بيجن عندما أقدمت الإرجون على إغتيال ممثلها، "الكونت برنادوت" عندما قدم الكونت إقتراحات لهيئة الأمم لحل الإشكالات بين اليهود والفلسطينيين، ولم ترق تلك الإقتراحات لليهود، فتعاونت الإرجون مع عصابة شتيرن والهاجاناه على الإجهاز على الكونت في 17 أيلول / سبتمبر 1948.

بعد الإعلان الرسمي لقيام دولة العدو الصهيوني، قامت الحكومة الصهيونية المؤقّتة بحل جميع التنظيمات العسكرية وكان تنظيم إرجون من بينها، فتوجّه مناحيم بيغن إلى العمل السياسي.

أسس بيجن حزب "حيروت Herut" (الحرية)، وأصبح عضواً في الكنيست عام 1949، وتزعم المعارضة فيه حتى عام 1967، حين انضم إلى حكومة الوحدة الوطنية، وشغل منصب وزير بدون حقيبة، وذلك حتى عام 1970، حين انسحب وحزبه من الوزارة، نتيجة قبول حكومة جولدا مائير لمشروع روجرز، للانسحاب من الأراضي المحتلة، عام 1967. وفي عام 1970، أنضم بيجن إلى ائتلاف الليكود. وزاول العمل السياسي حتّى ترأّس حزب الليكود في عام 1973.

في 17 أيار / مايو 1977، تمكّن مناحيم بيجن من ان يصبح سادس رئيس وزراء لدولة العدو.

وفي 21 حزيران / يونيو، شكل بيجن الحكومة. وقد عُرفَ عنه، كرئيس للوزراء، بأنه لا يقبل المساومات، خاصة فيما يتعلق بقضية الأراضي التي تحتلها دولة العدو، إلاّ أنَّه أجرى مباحثات سلام مع الرئيس المصري محمد أنور السادات، أدت بعد مشوار طويل، إلى توقيع اتفاقية كامب ديفيد، برعاية جيمي كارتر، الرئيس الأمريكي. والاتفاقية تضمنت خططاً لانسحاب العدو الصهيوني من شبه جزيرة سيناء المصرية، على مراحل، كما نصت الاتفاقية، كذلك، على منح الفلسطينيين حق الحكم الذاتي للضفة الغربية وقطاع غزة.

في عام 1981 أقلعت الطائرات الحربية الصهيونية متوجهة إلى العراق بهدف ضرب المفاعل النووي العراقي. وصرح بيغن عندها "انا لن نسمح بأي حال من الاحوال ان نمكّن اعداءنا من تطوير اسلحة الدمار الشامل لاستخدامها ضد الشعب الاسرائيلي".

في حزيران / يونيو 1982 أعطى الضوء الأخضر للجيش الصهيوني بغزو لبنان للقضاء على المقاومة الفلسطينية في لبنان. وقام جيش العدو الصهيوني بمجزرة بشعة في مخيمات الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا، هزت الضمير العالمي، وفضحت الممارسات اللاإنسانية للصهاينة ضد العرب. وكان لتلك المجزرة صدى عالمي، إذ دانتها جميع دول العالم.

وكان من تداعيات الغزو الصهيوني للبنان، أن استقال مناحم بيجن من منصبه عام 1983، واعتزل الحياة السياسية.

بعد موت زوجته "أليزا"، تدهورت حالة بيغن الصحية فقام الرجل على تقديم استقالتة من رئاسة الوزراء في آب / اغسطس 1983 وظّل يصارع المرض حتّى فارق الحياة في 9 آذار / مارس 1992 عن عمر يناهز الـ 78 عام.  

 

ـــــــــــــ

إقرأ ايضاً

 

حاييم وايزمان.. من اختراع الذخيرة القاتلة الى رئاسة الدولة العبرية

إدموند جيمس روتشيلد (أبو اليشوڤ.. أي أبو المستوطن الصهيوني)

 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة