بوابة صيدا
في 3 كانون الأول / ديسمبر 1101م / (9 صفر 495هـ) تولي الآمر بأحكام الله "المنصور بن أحمد المستعلي بالله" عرش الدولة الفاطمية، وهو الخليفة الفاطمي العاشر في سلسلة خلفاء الدولة الفاطمية، وفي عهده سقطت معظم بلاد الشلام بيد الصليبيين..
ولد المنصور بن أحمد المستعلي بالله (أبو علي منصور بن أحمد) في عام 1096م، تلقب عند توليته بلقب الآمر بأحكام الله فكان الخليفة الفاطمي العاشر والإمام العشرين للإسماعيلية المستعلية، وهو ابن المستعلي بالله (1094 – 1101)، الخليفة الفاطمي التاسع.
ولّي وهو صغير فلما كبر قَتل الأفضل أمير الجيوش (عام 1101م)، واصطفى أمواله، وكانت لا تُحصى، ويُضرب بها المثل، فاستوزر بعده المأمون محمد بن مختار البطائحي فظلم الرعية، وتمرد، فاستأصله الآمر بأحكام الله بعد أربع سنين، ثم صلبه، وقتل معه خمسة من إخوته .
يقول الذهبي: وفي أيامه تغلبت الفرنج، لعنهم الله، على القدس، وأنطاكية، وعكا، وطرابلس، وصور، وصيدا، وبيروت، وقيسارية، وعدة حضون سوى ذلك وكذا كل ملك نهمته في جمع الأموال يبخل عن استخدام الجيوش، ويفرط..
ثم قصد الملك بردويل (بغدوين) الصليبي ديار مصر، وأخذ الفرما - وهي قريبة من العريش - فأحرق جامعها ومساجدها، وقتل وأسر، ثم رجع فهلك (اي الملك الصليبي) في سبخة بردويل، فشقوه ورموا حشوته وصبروه، فحشوته تُرجم هناك إلى اليوم (إلى زمن الإمام الذهبي رحمه الله)، ودفنوه بقمامة.
كان الآمر بأحكام الله في هودجه يتنزه فيما بين القاهرة والجزيرة في ذي القعدة سنة 524هـ عندما هاجمته جماعة مسلحة بالسيوف. ويروي المقريزي أنها تابعة للنزارية الذين أرادوا الانتقام منه لما كان من شقاق ما بين أبيه المستعلي بالله وعمه نزار على عرش الفاطميين في مصر، فحُمل الآمر بأحكام الله إلى القصر إلا أنه توفي يوم الرابع عشر من ذي القعدة 524هـ / 7 تشرين الأول - أكتوبر 1130، فكانت مدة حكمه تسعا وعشرين سنة وتسعة أشهر.
قال ابن الأثير في كامله: وثب عليه ثلاثة، فضربوه بالسكاكين، فقتلوه، وحمل وبه رمق إلى داره، ونزل الآمر بأحكام الله إلى داره، وتوجع له، فلما مات نقل من أمواله ما لا يعلمه إلا الله. وبقي الخليفة الآمر في داره أربعين يوماً أو نحوها، والكتاب بين يديه، والدواب تحمل وتنقل ليلاً ونهاراً، ووجد له من الأعلاق النفسية، والأشياء المعدومة، وما لا يوجد لغيره، وحبس أولاده.
لم يكن الآمر بأحكام الله قد سَمَّى عند موته خليفة فوقع خلاف فيمن يخلفه بين من بايعوا ابنه الطيب أبو القاسم فعرفوا بالطَّيِّبِية، وآخرون بايعوا الحافظ لدين الله ابن عم أبيه المستعلي فعرفوا بالحافظية، فنجم من جراء ذلك انشقاق جديد في الإمامة.
(المصدر: بوابة صيدا ـ تاريخ الإسلام ـ الكامل في التاريخ)
ـــــــــــــ
إقرأ أيضا
وفاة الزعيم المصري سعد زغلول.. الذي استُقبِل بعد عودته من المنفى بخلع الحجاب ودوسه بالأقدام
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..