بوابة صيدا
عبد الله يوسف عزام، داعية ومقاتل فلسطيني، من قادة المجاهدين العرب في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي، يوصف بأنه رائد الجهاد الأفغاني ومن أعلام جماعة الإخوان المسلمين.
ولد في السيلة الحارثية بفلسطين، في عام 1360هـ / 1941م وأنهى دراسته الابتدائية والثانوية في قريته، ثم واصل تعليمه بكلية خضوري الزراعية ونال منها الدبلوم بدرجة «امتياز»، ثم عمل في سلك التعليم، وواصل طلبه للعلم الشرعي حتى انتسب إلى كلية الشريعة في جامعة دمشق، ونال منها شهادة الليسانس في الشريعة بتقدير «جيد جدا» عام 1386هـ / 1966م.
انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين بعد أن تأثر بشفيق أسعد عبد الهادي وهو مدرس مسن كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين وأعطاه تعليمًا دينيًا وقدمه للعديد من قادة الإخوان المسلمين في فلسطين إدراكًا لعقله الحاد.
ثم أصبح أكثر اهتمامًا بالدراسات الإسلامية وأنشأ مجموعة دراسية في قريته. ثم قدمه شفيق أسعد إلى محمد عبد الرحمن خليفة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن. التقى خليفة بعزام خلال عدة زيارات قام بها إلى سيلة الحارثية. خلال هذا الجزء من حياته بدأ عزام في قراءة أعمال حسن البنا وسيد قطب وغيرهما من كتابات الإخوان المسلمين.
بعد سقوط الضفة الغربية عام 1967م بيد دولة الاحتلال الصهيوني التحق بـ "كتائب المجاهدين" التي شكلها الإخوان المسلمون وكانت قواعدها في الأردن حيث اشترك في بعض العمليات العسكرية ضد اليهود على أرض فلسطين ومنها معركة المشروع أو الحزام الأخضر وقد حصلت هذه المعركة في منطقة الغور الشمالي وكانت نتائجها شديدة على اليهود كما أشرف على عمليات عسكرية في معركة الخامس من حزيران عام 1967م.
بعد توقف الحهاد الفلسطينية بعد أيلول الأسود في عام 1970م بين الجيش الأردني والفصائل الفلسطينية، انتسب عبد الله عزام إلى الأزهر فحصل على شهادة الماجستير في أصول الفقه بتقدير «جيد جداً» وعاد إلى الأردن ليعمل مدرساً في كلية الشريعة بعمان، وبُعث من قبل الكلية إلى الأزهر للحصول على شهادة الدكتوراه في أصول الفقه حيث حصل عليها سنة 1393هـ /1973م.
في عام 1400هـ /1980م صدر قرار الحاكم العسكري الأردني بفصلهِ من عملهِ في الكلية، فانتقل إلى السعودية للتدريس في جامعة الملك عبد العزيز بجدة. ولقد أعير سنة 1401هـ / 1981م إلى الجامعة الإسلامية الدولية بإسلام آباد للتدريس حسب طلبه ليكون قريباً من الجهاد الأفغاني، وبعد انتهاء مدة الإعارة رفضت جامعة الملك عبد العزيز تجديد العقد، فقدم عزام استقالته.
بدأ الشيخ العمل الجهادي مع المجاهدين الأفغان عام 1402هـ / 1982م، وفي عام 1404هـ / 1984م أسس مكتب الخدمات في أفغانستان الذي استقطب معظم المجاهدين العرب القادمين إلى أفغانستان.. وكان له دور مهم في مسيرة الجهاد إذ كان حلقة اتصال بين المجاهدين الأفغان والمؤيدين لهم في البلدان العربية، كما أشرف على عمليات واسعة لتقديم الخدمات والمساعدات المختلفة من تعليمية وصحية وغيرها للأفغان وأهليهم، وأسس مجلة "رسالة الجهاد" لتكون منبراً إعلامياً شهرياً لنشر أخبار الجهاد وكذلك نشرة "لهيب المعركة" وهي أسبوعية تتناول آخر الأحداث المستجدة على الساحة الأفغانية.
خاض معارك كثيرة ضد الروس كان من أشدها وأشرسها معركة جاجي في شهر رمضان عام 1408هـ / 1987م وكان في معيته عدد من المجاهدين العرب، أمثال اسامة بن لادن، وأيمن الظواهري.. وتولى فيما بعد منصب أمير مكتب خدمات المجاهدين في أفغانستان.
أسهم عبد الله عزام في تدوين وقائع الجهاد الأفغاني من خلال مقالاته الافتتاحية في مجلة الجهاد ونشرة لهيب المعركة. وعمل على توحيد صفوف قادة المجاهدين والتوفيق بينهم منعاً للفرقة والاختلاف.
استمر عبد الله عزام في نشاطه حتى قُتِل مع ولديه محمد وإبراهيم في باكستان وهو متجه إلى مسجد "سبع الليل" الذي خصصته جمعية الهلال الأحمر الكويتي للمجاهدين العرب، إذ كانت الخطب في المساجد الأفغانية بلغة الأردو.
حضر عبد الله عزام لإلقاء خطبته يوم الجمعة بتاريخ 25 ربيع الآخر عام 1410هـ الموافق 24 تشرين الثاني / نوفمبر عام 1989م وانفجرت به سيارته التي لغمها له أعداؤه - الذين لم تثبت هويتهم إلى اليوم - ودفن يوم وفاته في باكستان وفتح باب العزاء له في قرية قم بالأردن حتى أن شيخ عشيرة العزام في الأردن "إبراهيم ناجي باشا العزام" تقبل التعازي به من الملك الأردني "الحسين بن طلال" حيث كان يومها القتال في أفغانستان غير مستنكر في النظام السياسي العربي.
(المصدر: بوابة صيدا ـ مواقع التواصل )
ــــــــــــــ
إقرأ أيضاً
أزمة الرهائن الأمريكان في إيران
الإطاحة بـ الحبيب بورقيبة: عادى الإسلام وحارب أحكامه وشرائعه.. و طالب بالاعتراف بقرار تقسيم فلسطين
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..