بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا
"وغوش إيمونيوم" حركة من ضمن تلك الحركات. غير أنها اتخذت ما سمي بالدين اليهودي ستارا لها لتذكي شعور يهود الشتات لتنفيذ مخططاتها باستيطان كل أرض فلسطين لأنها من وجهة نظرهم ملكا "للشعب المختار"، باعتمادها على اقتباسات من توراتهم فاستغلت ذلك الباعث لحمل اليهود على الإيمان بما يسمى بالوعد الإلهي "شعب إسرائيل" لتحقيق مصالحها السياسية.
وعند اعتلاء"الليكود" سدة الحكم عام ١٩٧٧ رأت به حركة "إيمونيوم" فرصة سانحة من أجل تمرير خططها الاستيطانية. لأن "الليكود" يتبنى فكرة تحقيق الأهداف الصهيونية بتعزيز الهجرة، وأن أي تنازل عن الضفة الغربية يعد انتهاكا صارخا بحق الشعب اليهودي، فكان من ثمرة هذا أن اضفى صفة الشرعية على مستوطنات غير رسمية أقامتها الحركة.
وقد انتهجت "إيمونيوم" معاملتها للفلسطينيين من "الهالاخاه" التي تتوقف على قوة اليهود لطرد الفلسطينيين من البلاد وعارضت فكرة الحكم الذاتي الفلسطيني باي شكل على أراضي ١٩٦٧.
وانتهى نشاط "إيمونيوم" بعد أن غطت أراضي فلسطين واستباحتها بالمستوطنات ووضعت قاعدة أيديولوجية استيطانية للقادم من الأيام. وانتهت المرحلة الأولى.
ولأن الاستيطان هو أحد أركان الحركة الصهيونية فهو لم يتوقف بانتهاء "غوش إيمونيوم" فبدأت المرحلة الثانية التي شملت السيطرة على جبال الضفة الغربية. والتي خلالها استعرض "آرئيل شارون" أمام حكومة "مناحيم بيغن" ١٩٧٧-١٩٨١ أهداف إقامة المستوطنات في الضفة الغربية، ومنه:-
-إنشاء عازل يفصل بين الفلسطينيين في منطقة المثلث داخل الخط الأخضر وبين فلسطينيي الضفة الغربية تحسبا من نشوء كتلة عربية تهدد السكان اليهود في منطقة السهل الساحلي.
-السيطرة بواسطة المستوطنات على المناطق الواقعة في الضفة الغربية والمطلة على التجمعات السكانية اليهودية في السهل الساحلي لمنحها عمقا وتعزيز الممر إلى القدس.
-السيطرة بواسطة المستوطنات على غور الأردن وصد أي هجوم من هناك.
-ضمان بقاء القدس عاصمة لدولة الاحتلال بواسطة إقامة حزام يحيط بالأحياء العربية.
أما المرحلة الثالثة من الاستيطان فهي مرحلة التطبيع والتي بدأت مع صعود "إيهود أولمرت" سدة الحكم عام ٢٠٠٦. وفي فترة حكمه تسارع بناء الكتل الاستيطانية لحل مشكلات اجتماعية كان أبرزها توفير سكن للحريديم.
أما المرحلة الرابعة فامتدت حتى عام ٢٠١٧ وتضمنت خطة لإقامة ١٣٠ مستوطنة جديدة في المناطق التي احتلتها دولة الاحتلال عام ٦٧, عبارة عن مجموعات استيطانية صغيرة تتحول لاحقا إلى مستوطنات بهدف منع أي انسحاب مستقبلي منها.
وسمي هذا النوع من الاستيطان "بؤر استيطانية غير شرعية" للتقليل من أهمية وحجم هذا النوع من الاستيطان.
وكان الهدف من إقامة هذه البؤر إيجاد تواصل جغرافي بين المستوطنات المتباعدة أو بين الكتل الاستيطانية واستكمال السيطرة على القمم والمرتفعات الاستراتيجية في الضفة الغربية.
أما المرحلة الخامسة فكانت من ٢٠١٧ وحتى ٢٠٢٣ وقد شهدت هذه المرحلة ارتفاعا ملحوظا في عدد الوحدات الاستيطانية. حيث تسبب الاستيطان المتواصل في تقليص مساحة فلسطين التاريخية بحيث لم يبقى للفلسطينيين سوى نحو ١٥% فقط من نحو ٢٧ ألف كم مربع.
وقد ازدادت وتيرة الاستيطان بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر للعام ٢٠٢٣ وخاصة بعد سعي دولة الاحتلال من خلال ارتكاب المجازر وعمليات الإبادة الجماعية وتدمير البنى التحتية في قطاع غزة إلى تهجير سكان القطاع وزرع كتل استيطانية داخله في الأحياء التي ادعت أن جيشها سيطر عليها.....
للراغبين بقراءة الجزء الأول
عقود من الاستيطان في فلسطين (١)
للراغبين بقراءة الجزء الثاني
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..