بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا
لعبت الوكالة اليهودية فيما بعد ،أي في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين بعد أن اعترفت بها حكومة الانتداب، الدور البارز في الإشراف على الهجرة اليهودية وشراء الأراضي.
وقد وضع عام ١٩٢٠ أول قانون للهجرة، بموجبه أعطي المندوب السامي حق تحديد عدد المهاجرين. وكانت حكومة الانتداب قد قامت بتعيين الصهيوني "هربرت صموئيل" أول مندوب سام لفلسطين.
وشكل اليهود البولنديون العدد الأكبر من المهاجرين خلال السنوات العشر الأولى من عهد الانتداب. بينما انخفض عدد اليهود المهاجرين من روسيا بعد قيام الثورة البلشفية.
ويذكر أن عدد المستوطنات عشية قيام الدولة اليهودية عام ١٩٤٨ إلى ٢٩٠ مستوطنة قروية "موشاف" منتشرة في أنحاء فلسطين. وبعد قيام الدولة ازدادت موجات الهجرة التي ترافقت مع ازدياد الحاجة إلى مزيد من المستوطنات القروية.
وقد شهدت فلسطين موجة مخيفة من الاستيطان القروي بعد حرب ١٩٦٧ والتي خطط لها قبل هذا التاريخ باربع سنوات من قبل قادة حزب العمل، على راسهم "دافيد بن غوريون". فكان من ابرز أهداف حرب ٦٧ توسيع رقعة الدولة، وعلى خلاف ما ادعت دولة الاحتلال بان الهدف منها القيام بضربة استباقية لحفظ أمنها المهدد من قبل دول الطوق.
ومنذ الثمانينات من القرن العشرين شهد الاستيطان "الموشاف" تقلصا بسبب انتقال عدد كبير من المستوطنين إلى الإنتاج الصناعي الذي يعتمد على قاعدة الربح أكثر من مجرد تقديم الخدمات المدعومة.
وتعتبر المستوطنات التعاونية مثل الموشافات والكيبوتسات مظهرا بارزا من مظاهر العمل الصهيوني في فلسطين. وتعد القاعدة الأساسية التي وضعتها الحركة في برنامجها للاستيلاء على فلسطين.
وبهذا الشأن قال "هيرتزل" للمؤتمر الصهيوني الذي عقد عام ١٩٠١ أنه "يجب أن تصبح كل مستعمرة مستقلة ذاتيا كتعاونية للمنتجين الزراعيين وفقا لمبادئ القانون". فما كان من المؤتمر التاسع للمنظمة الصهيونية العالمية عام ١٩٠٩ إلا أن أصدر قرارا يدعو الحركة الصهيونية إلى إدراج المستعمرات التعاونية ضمن برنامجها.
وتأتي الأهمية الكبيرة لهذه المستوطنات لأسباب منها:-
١- أن تحقيق إقامة وطن قومي لليهود يتحتم امتلاك الأرض من أجل إقامة المستوطنات التي ستعمل بدورها على صنع ارتباط بين يهود الشتات والأرض حيث أنهم كانوا بالأصل مهنيين وحرفيين ومصرفيين وليس لديهم أي ارتباط بالأرض. ولا يمتلكوا أية خبرة زراعية في السابق. فعن طريق التعب والعمل في الأرض يلتحم اليهودي مع الأرض.
٢- إجبار المهاجر الذي جاء لا يمتلك مالا، الاستجابة للبرنامج الصهيوني في دعوته للانتماء إلى الكيبوتزيم أو الموشافيم.
وكان من أبرز وأهم الحركات الاستيطانية التي نشأت بعد حرب ١٩٦٧ حركة "غوش إيمونيوم". وهي حركة دينية قومية يهودية متطرفة، كما أنها تعتبر حركة سياسية.
وتركز عمل هذه الحركة بين عام ١٩٧٤_١٩٨٨. رسخت خلالها النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويعتبر الحاخام "تسفي كوك" الأب الروحي لهذه المنظمة، في حين يعد الحاخام " موشيه ليفنغر" زعيمها العملي.
وتعتبر "غوش إيمونيوم" كما باقي الحركات الصهيونية المنظمة، تنهل جميعها من نبع واحد وهو "الحقد والكراهية".
غير أن كل حركة لها فنونها الخاصة التي تترجم إلى ممارسات. لكنها متفقة على منهج الاستيطان لأنه وكما قال أحد قادة الصهاينة "يغرز السكين في قلب الفلسطينيين".
فكلهم يخططون لتفريغ الأرض من كل ما هو ليس يهودي، وفي سبيل ذلك يرون بأنه "يجب جعل الحياة قاسية على العرب بهدف دفعهم إلى الهجرة خارج فلسطين".
وحتى الحركات الصهيونية التي تدعو إلى "السلام" إنما وجدت لصنع نوع من التوازن لتزيين وجه "الديمقراطية" الزائفة التي تتبجح بها دولة الاحتلال.
للراغبين بقراءة الجزء الأول
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..