عبد الباسط ترجمان ـ بوابة صيدا
لم يعد مشهد الكلاب في الشوارع مجرد تفصيل هامشي في الحياة اليومية، بل تحوّل إلى ظاهرة مقلقة تهدد سلامة المواطنين، وتثير جدلًا واسعًا بين مؤيدين لحقوق الحيوان ومطالبين بضبط الفوضى المتزايدة.
في أحياء المدن والبلدات، تتجوّل الكلاب الشاردة بحرية، بعضها يُظهر سلوكًا عدوانيًا، وبعضها الآخر يبدو مريضًا أو مسعورًا، ما يُشكّل خطرًا مباشرًا على الأطفال الذين ينتظرون حافلات المدرسة، وعلى كبار السن الذين يسيرون في الطرقات، وعلى المارة الأبرياء.
ورغم وجود ملاجئ مخصصة للكلاب، إلا أن غياب التنسيق بين البلديات والجمعيات المعنية يجعل هذه المرافق عاجزة عن احتواء الظاهرة، وسط تزايد الشكاوى من السكان.
في المقابل، لا تقل خطورة الكلاب المملوكة عن تلك الشاردة، إذ باتت ظاهرة اصطحاب الكلاب في الشوارع دون كمامات أو قيود مناسبة مصدر قلق متزايد.
بعض أصحاب الكلاب لا يُراعون المساحات العامة، ويتركون حيواناتهم تتصرف بحرية، ما يُعرّض المارة للخوف أو حتى لهجمات مفاجئة.
من يتحمّل المسؤولية؟
الخبراء يُجمعون على أن المسؤولية مشتركة، لكنهم يُحمّلون الجهات الرسمية الجزء الأكبر، منها:
- البلديات: بسبب غياب خطط واضحة لجمع الكلاب الشاردة وتنظيم تربية الكلاب المنزلية.
- الجمعيات المعنية برعاية الحيوان: تركّز على الجانب العاطفي، لكنها تُهمل التنظيم والوقاية.
- المواطنون: مطالبون بالوعي، فامتلاك كلب لا يعني التخلّي عن مسؤولية ضبطه، وعدم إيذاء الآخرين.
حلول مطروحة
في ظل تفاقم الظاهرة، يطرح ناشطون ومختصون مجموعة من المقترحات:
1. إطلاق حملة وطنية لجمع الكلاب الشاردة، بالتعاون بين البلديات والملاجئ، مع توفير رعاية بيطرية وتطعيمات.
2. فرض قوانين صارمة على أصحاب الكلاب، تشمل إلزامهم باستخدام الكمامات والقيود، ومنع اصطحاب الكلاب في الأماكن العامة المكتظة.
3. تنظيم حملات توعية مجتمعية عبر المدارس والإعلام حول كيفية التعامل مع الكلاب، والتمييز بين السلوك الطبيعي والخطر.
4. تفعيل دور الشرطة البلدية في مراقبة الشوارع وتلقي شكاوى المواطنين حول الكلاب العدوانية.
5. إنشاء قاعدة بيانات وطنية للكلاب المملوكة، تشمل معلومات عن التطعيم، السلالة، والسلوك، لضمان المتابعة والمساءلة.
في المحصلة، الكلاب ليست المشكلة، بل غياب التنظيم والوعي هو ما يُحوّلها من رفقاء إلى مصدر خطر، فالشارع ليس حديقة خاصة، والمارة ليسوا مضطرين للتعايش مع الخوف من هجوم مفاجئ.
وبين حقوق الحيوان وحقوق الإنسان، يجب أن يكون هناك توازن عقلاني، لا فوضى عاطفية.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..