• لبنان
  • الأربعاء, تشرين الثاني 05, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 7:08:09 م
inner-page-banner
مقالات

فوز زهران ممداني في نيويورك: بداية أفول عهد ترمب

بقلم: كريستوفر باكتين ـ ذا ميرور

بعد حملة انتخابية صاخبة ارتكزت على أفكار تقدمية وتركيز لا يلين على قضايا المعيشة، أصبح زهران ممداني أول عمدة مسلم لمدينة نيويورك، والأصغر سنًا منذ أكثر من قرن في انتصار يُنظر إليه على أنه بداية انهيار سياسي للرئيس دونالد ترمب.

العناوين بدأت تُكتب بالفعل، وإن كان الرجل الجالس في المكتب البيضاوي يتظاهر بعدم قراءتها: الرياح تغيّرت.

فوز ممداني بمنصب العمدة رقم 111 للمدينة لا يُعد مجرد مفاجأة محلية، بل هو أول إشارة واضحة، لا يمكن تزييفها، على أن الرأي العام الأمريكي بدأ يرفض ولاية ترمب الثانية التي يصفها كثيرون بالكارثية.

واللافت أن هذا الرفض جاء من أماكن كان ترمب يتفاخر بأنها "ترتجف أمامه": نيويورك، نيوجيرسي، وفيرجينيا.

نيويورك لم تختر عمدة جديدًا فحسب، بل اختارت اتجاهًا جديدًا، جيلًا جديدًا، ولغة سياسية جديدة. ممداني، النائب البالغ من العمر 34 عامًا، خاض حملته باعتباره "أسوأ كابوس لترمب" ولم يكن ذلك مجرد خطاب انتخابي.

لقد بنى تحالفًا لم يفهمه ترمب يومًا، ولا يستطيع منافسته: شباب، مهاجرون من الطبقة العاملة، ومجتمعات السود واللاتينيين الذين يعرفون جيدًا معنى أن يُستخدموا كأدوات سياسية ثم يُتخلّى عنهم.

لم تكن هذه مجرد عملية انتقال سلسة للسلطة، بل كانت صفعة انتخابية. فقد أُعلن فوز ممداني بعد 35 دقيقة فقط من إغلاق صناديق الاقتراع.

أما أندرو كومو وحلفاؤه من جماعات الضغط، فقد جُرفوا كما تُجرف منشورات الحملات في عاصفة مطرية.

ممداني لم يفز فقط، بل أعاد رسم خريطة السلطة في نيويورك، وأصبح أول مسلم وأول جنوب آسيوي يتولى هذا المنصب. حدث تاريخي؟ نعم. رمزي؟ بالتأكيد. لكنه أيضًا انتصار استراتيجي عميق.

لقد أظهر للديمقراطيين كيف يمكنهم الفوز مجددًا في أكبر مدن البلاد: عبر مخاطبة سكانها، لا مموليها.

وعلى الضفة الأخرى من نهر هدسون، انتُخبت "ميكي شيريل" كأول حاكمة ديمقراطية في نيوجيرسي، وفي فيرجينيا، أصبحت "أبيغيل سبانبرغر" أول امرأة تتولى منصب الحاكم، كما انتُخبت "غزالة هاشمي" كنائبة للحاكم، لتصبح أول امرأة مسلمة تُنتخب على مستوى الولاية في تاريخ الولايات المتحدة.

هذه ليست هوامش، بل محطات مفصلية تصدح كفرقة موسيقية، أبواقها موجّهة نحو البيت الأبيض.

ترمب حاول كعادته التهرّب من النتائج: بالغضب، بالتهديدات، بلوم الموظفين، الكونغرس، الإغلاق الحكومي، "نخبة الإعلام"، وحتى غيابه الشخصي عن ورقة الاقتراع.

لكن الحقيقة اخترقت كل الأعذار. اسمه كان حاضرًا، ليس مطبوعًا، بل متجسدًا في السياسات، الفوضى، القسوة، القومية الفارغة، وازدرائه لكل من لا يشبهه. وهذه كانت القضايا التي رآها الناخبون، ورفضوها.

نيويورك، نيوجيرسي، وفيرجينيا أطلقت أولى طلقات التمرّد الانتخابي. وهذه الولايات، التي لا تتحرك عادةً بتناغم، تقول الآن شيئًا واحدًا بصوت عالٍ يكاد يُسمع في الجناح الغربي: لقد انتهى الأمر.

وترمب، ولأول مرة في هذه الولاية، يبدو كرجل يدرك أنه يُهزم.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة