• لبنان
  • الأحد, تشرين الثاني 09, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 12:38:04 م
inner-page-banner
مقالات

بوابة صيدا 

في مشهد ساخر من برنامج كوميدي إسرائيلي، يلتقي صديقان في مطار تل أبيب، وكلٌّ منهما قرر الهجرة لأسباب أمنية. المفارقة أن أحدهما يغادر الولايات المتحدة إلى إسرائيل، بينما الآخر يغادر إسرائيل إلى أمريكا.

هذه المفارقة تجسّد شعور اليهود حول العالم في عام 2025: حلقة نار تحيط بهم، حتى الأماكن التي اعتُبرت آمنة باتت مشتعلة بالكراهية. في بريطانيا، يتجنب اليهود منذ سنوات بعض مناطق مدينة برمنغهام، حيث يُعتقد أن موجات الهجرة غير المنضبطة جلبت معها معاداة السامية من باكستان إلى الشوارع.

لكن مشهد حشد الناس داخل ملعب كرة سلة مغلق لحمايتهم وسط هتافات "الموت للجيش الإسرائيلي" كان صادمًا. ورغم أن لا شيء يُجبر المسلمين على كراهية اليهود أو الغرب، فإن موجة التعصب المتزايدة داخل بعض الأوساط الإسلامية لم تعد قابلة للتجاهل، بحسب الكاتب.

ويشير "جيك واليس سيمونز" كاتب المقال في صحيفة "تلغراف" إلى وجود أطباء مسلمين معادين للسامية داخل هيئة الصحة الوطنية البريطانية، دون أن تملك الحكومة أو الجهات الرقابية الجرأة لمعالجة الأمر.

في فرنسا، تكررت الحوادث، آخرها دهس سائق لمارة في جزيرة أوليرون وهو يصرخ "الله أكبر"، ما يفسر، وفق الكاتب، سبب هجرة آلاف اليهود الفرنسيين إلى إسرائيل، حيث باتت مدينة نتانيا تبيع خبز الباغيت الفرنسي. الجامعات والمدارس، كما يقول، لم تسلم من الظاهرة، إذ يُسمح للطلاب بارتداء زي إرهابيين ومضايقة اليهود دون محاسبة، فيما تُشجع بعض المدارس الابتدائية على إحضار أحذية ترمز إلى أطفال فلسطين "الذين ذُبحوا على يد اليهود مصّاصي الدماء"، بحسب تعبيره.

ويضيف أن الأمم المتحدة تحولت إلى امتداد لحملة التضامن مع فلسطين، بينما أصبحت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، وفق تحقيق لـ"تلغراف"، غارقة في "عداء يساري لإسرائيل"، وهو ما يتكرر في الإعلام والفنون، حيث يُطلب من اليهود التنصل من وطنهم أو الرحيل.

في الولايات المتحدة، شهد الأسبوع الماضي تصاعدًا في الخطاب المعادي لليهود داخل التيار اليميني، بعد مقابلة مثيرة للجدل بين "نيك فوينتس"، المعروف بإعجابه بهتلر، والمذيع "تاكر كارلسون"، الذي يروّج لنظرية "الاستبدال العظيم" التي يتهم اليهود بالتسبب في "إبادة البيض" عبر الهجرة.

وعندما دافع رئيس مؤسسة "هيريتج" المحافظة عن كارلسون، انقسم الجمهوريون بين الحرس القديم والمتطرفين من أنصار "ماغا"، في مشهد يُظهر أن حتى المحافظين الأمريكيين باتوا يناقشون ما إذا كانت معاداة السامية مقبولة.

ويختم الكاتب بالقول إن إسرائيل، رغم عزلتها، نجحت في تدمير "حلقة النار" التي زرعتها إيران حولها عبر ميليشيات مثل حزب الله، بينما الغرب لم يستيقظ بعد على حجم المشكلة. ولهذا، كما يقول، باتت والدته شبه وحيدة... والناس يرحلون، متمنين أن يكون خيارهم صائبًا.

(تلغراف)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة