• لبنان
  • الاثنين, آب 11, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 8:01:13 ص
inner-page-banner
إسلاميات

ومضة في حقيقة الطائفية ومخاطرها والمنهج الصحيح لمواجهتها.

د. محمد عياش الكبيسي

يلتبس عند كثير من الناس مفهوم الطائفية بمفاهيم أخرى لا علاقة لها بهذا المفهوم ولا بالمخاطر الكارثية التي ترتبط به.

إن الطائفية سلوك عدواني ضد المخالفين لك في دينك أو مذهبك يتمثل في العمل على إلغاء وجودهم وانتهاك حقوقهم واستباحة دمائهم وأعراضهم وأموالهم، ليس هذا فقط بل تصبح (العقدة الطائفية) هي المحرك لك في نظرتك إلى الأوطان والمؤسسات ومجالات الحياة المختلفة، وبهذا تكون (الطائفية) سببا مباشرا في التخلف وهدر الطاقات وتمزيق الدول والمجتمعات.

فهذه هي (الطائفية) التي ينبغي على البشر أن يتحدوا لمكافحتها، إنها وباء لا يقل خطرا عن وباء الطاعون والجدري والكوليرا.

لكنه ليس من الطائفية أبدا كل الأنشطة العلمية والثقافية المتعلقة بدراسة الأديان والفرق والمذاهب، وبيان معتقداتها في بحوث تخصصية مقارنة أو حوارات مفتوحة، فهذا كله مطلوب شرعا وعقلا وخلقا طالما أنه بقي في حدود النقد والحوار العلمي ولم يتجاوزه إلى السلوك العدواني.

إن منهج القران واضح أشد الوضوح في التفريق بين الصورتين.

ففي الصورة الأولى يحرّم الإسلام أي اعتداء أو ظلم مهما كان المخالف (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) ويقول (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)

أما في الصورة الثانية فكان القرآن واضحا جدا في نقد كل مظاهر الشرك والوثنية والتحريف في الديانات الأخرى فقال مثلا: ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله) ويقول (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم).

وإنك لتعجب بعد هذا البيان والتفصيل القرآني الواضح أن تقرأ لبعض الأقلام من يساوي بين (الجرائم الطائفية) وبين (النقد العلمي) فيدرج كل ذلك تحت مسمى (الطائفية).

إن هذا يتضمن فيما يتضمنه دعوة للجهل ومساواة الحق بالباطل والتوحيد بالشرك، كما يتضمن ظلما لا حدود له حينما يساوي بين (الناقد العلمي) وبين (القاتل الطائفي).

باختصار: إننا نرحب بالنقد العلمي والحوار العلمي مع كل أصحاب الديانات والفرق المختلفة حتى الملحدين، ونبيّن الحق الذي نعتقده، ونطلب من الآخرين أن يبيّنوا معتقداتهم كما هي من غير تقية ولا تدليس ولا تلبيس ليكون الناس على بينة فيما يختارون، وكل يتحمل مسؤوليته أمام الله تعالى.

وندعو في المقابل إلى احترام حقوق الآخرين وضمان العيش المشترك بسلام وطمأنينة وأمان.

كما ندعو إلى بناء دولة قوية متقدمة ومستقلة يتقدم فيها الأكفأ والأكثر إخلاصا لبلده، لا الأكثر تعصبا لحزبه وقبيلته وطائفته، دولة المؤسسات، لا دولة المليشيات، دولة العلم والحضارة لا دولة الجهل والخرافة، الدولة التي تتعامل مع جيرانها وكل دول العالم وفق مبدأ السيادة والمصالح المشتركة لا دولة الخنوع والتبعية لهذا الطرف أو ذاك.

 

ــــــــــــ

إقرأ ايضاً

أيهما أفضل المجاورة بمكة أو بمسجد النبي أو بالمسجد الأقصى.. أو بثغر من ثغور المسلمين؟

الرد على تلبيس عدنان إبراهيم

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة