• لبنان
  • الثلاثاء, أيار 13, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 3:47:51 ص
inner-page-banner
المجتمع

وجوب مضاجعة رجل غريب مرة في حياتها.. و هي مباءة للظلم ومثلاً سيئاً في الانحراف... المرأة قبل الإسلام..

بوابة صيدا

أهم ما يلفت نظر المراقب الأجنبي في حياة البابليين تلك العادة التي تعرفها من وصف لها في إحدى صفحات هيرودوت الذائعة الصيت: "ينبغي لكل امرأة بابلية أن تجلس في هيكل الزهرة مرة في حياتها، وأن تضاجع رجلاً غريباً. ومنهن كثيرات يرتفعن عن الاختلاط بسائر النساء، لكبريائهن الناشئ من ثرائهن، وهؤلاء يأتين في عربات مقفلة ويجلسن في الهيكل ومن حولهن عدد كبير من الحاشية والخدم.

أما الكثرة الغالبة منهن فيتبعن الطريقة الآتية: تجلس الكثيرات منهن في هيكل الزهرة وعلى رؤوسهن تيجان من الحبال، بين الغاديات والرائحات اللاتي لا ينقطع دخولهن وخروجهن. وتخترق جميع النساء ممرات مستقيمة متجهة في كل الجهات، ثم يمر فيها الغرباء ليختاروا من النساء ممن يرتضون. فإذا جلست امرأة هذه الجلسة كان عليها ألا تعود إلى منزلها حتى يلقي أحد الغرباء قطعة من الفضة في حجرها ويضاجعها في خارج المعبد. وعلى من يلقي القطعة الفضية أن يقول: أضرع إلى الإلهة ميلتا أن ترعاك؛ ذلك بأن الآشوريين يطلقون على الزهرة اسم ميلتا.

ومهما يكن من صغر القطعة الفضية فإن المرأة لا يجوز لها أن ترفضها، فهذا الرفض يحرمه القانون لما لها في نظرهم من قداسة. وتسير المرأة وراء أول رجل يلقيها إليها، وليس من حقها أن ترفضه أيا كان. فإذا ما ضاجعته وتحللت مما عليها من واجب للآلهة، عادت إلى منزلها. ومهما بذلت لها من المال بعدئذ لم يكن في وسعك أن تنالها. ومن كانت من النساء ذات جمال وتناسب في الأعضاء، لا تلبث أن تعود إلى دارها، أما المشوهات فيبقين في الهيكل زمناً طويلاً، وذلك لعجزهن عن الوفاء بما يفرضه القانون عليهن؛ ومنهن من ينتظرن ثلاث سنين أو أربعاً".

ترى ماذا كان منشأ هذه السنة العجيبة؟ فهل كانت بقية من بقايا الشيوعية الجنسية، أي رخصة يمنح بها عريس المستقبل "حق الليلة الأولى" للمجتمع الممثل في المواطن العارض غير المعروف؟ أو هل كان منشؤها خوف العريس من ارتكاب جريمة سفك الدماء التي تحرمها الشرائع؟ أو هل كانت استعداداً ضمنياً للزواج شبيهاً بالسُنَّة التي لا يزال يسير عليها بعض القبائل في استراليا إلى هذه الأيام؟ أو أنها لم تكن أكثر من قربان يقرب للآلهة- فتقدم لها باكورة الفاكهة؟ من يدري؟

ولم تكن هذه النساء عاهرات بطبيعة الحال. لكن عاهرات من أصناف مختلفة كن يسكن في أرباض الهيكل ويمارسن حرفتهن فيها، ومنهن من كن يجمعن من عملهن الأموال الطائلة. وكانت عاهرات الهياكل كثيرات في غرب آسية: نجدهن عند بني إسرائيل، وفي فريجيا، وفينيقية، وسوريا وغيرها من الأقطار. وكانت البنات في ليديا وقبرص يحصلن على بائنة زواجهن بهذه الطريقة نفسها.

وظلت "الدعارة المقدسة" عادة متبعة في بلاد بابل حتى ألغاها قسطنطين (حوالي عام 325 ق. م). وكان إلى جانبها عهر مدني منتشر في حانات الشراب التي تديرها النساء.

وكان يسمح للبابليين في العادة بقسط كبير من العلاقات الجنسية قبل الزواج، ولم يكن يظن على الرجال والنساء أن يتصلوا اتصالاً غير مرخص به "بزيجات تجريبية" تنتهي متى شاء أحد الطرفين أن ينهيها؛ ولكن المرأة في هذه الحالات كان من واجبها أن تلبس زيتونة ـ من حجر أو طين محروق ـ دلالة على أنها محظية. وتدل بعض الألواح على أن البابليين كانوا ينشئون القصائد الغزلية ويغنون الأغاني الغرامية؛ ولكن هذه القصائد والأغاني لم يبق منها إلا سطر هنا وسطر هناك، كانت تستهل به القصيدة أو الأغنية كقولهم: "إن حبيبي من نور" أو "إن قلبي مليء بالمرح والغناء". ولدينا خطاب يرجع تاريخه إلى عام 2100 ق. م، وتشبه نغمته رسائل نابليون الأولى إلى جوزفين: "إلى بيبيا … لعل شمش ومردك يهبانك صحة أبدية … لقد أرسلت (أستفسر) عن صحتك، فخبريني كيف حالك؛ لقد وصلت إلى بابل، ولكني لا أراك؛ إني في أشد الحزن".

(قصة الحضارة ـ ول ديورانت ـ 2 / 229 ـ 230)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة