باسكال صوما ـ نداء الوطن
بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، في 8 كانون الأول 2024، استطاع كثيرون من مناصريه وفلوله وعائلات ضباطه دخول لبنان بحسب المعلومات، ومعهم عناصر "حزب الله" وعائلاتهم الذين كانوا في سوريا، واضطروا إلى المغادرة مع سقوط النظام.
وبحسب مصادر "نداء الوطن" فقد ساند "حزب الله" هؤلاء في أكثر من منطقة ومدينة خاضعة لنفوذه. فمجمّع السيدة خولة في بعلبك حوّله "الحزب" إلى ملجأ لتلك العائلات المؤيدة للنظام السابق، وتحوّل المجمّع وما حوله، إلى ما يشبه مخيمًا للنازحين، وبعض منهم بحسب المصادر قد يكونون عائلات ضباط سوريين سابقين، استطاعوا دخول لبنان بمساعدة "حزب الله"، وبقوا تحت حمايته في المنطقة التابعة لنفوذه.
وبحسب المصادر، فاليوم بعد مرور نحو سنة تقريبًا، جزء من هؤلاء النازحين تم تسجيلهم لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة وفي جمعيات أخرى تعنى بتقديم المساعدات. ويتجاوز عددهم في محيط السيدة خولة وبعلبك فقط الـ 50 ألفًا، بحسب بعض النشطاء.
أما في الهرمل فالمشهد مشابه تقريبًا، إذ يرعى "حزب الله" بدعم إيراني، تجمعات لنازحين سوريين ولبنانيين، وبحسب المعلومات هناك تنسيق أمني لدخول هؤلاء من الهرمل (القريبة من المعابر غير الشرعية الحدودية) عبر حاجز حربتا وصولًا إلى بعلبك حيث تجمعات أخرى تتركز بمحيط السيدة خولة. وفي الهرمل، يتحدث نشطاء عن مجمّع أساسي يشرف عليه "حزب الله" ويضم عشرات الآلاف من العائلات اللبنانية والسورية، ويضم مساكن ودكاكين ومتاجر صغيرة. هؤلاء السوريون يتلقى بعضهم أيضًا مساعدات مالية وغذائية، وتم تسجيله في مفوضية اللاجئين.
معابر الشمال
في شمال لبنان وصلت عائلات كثيرة هربت من الأحداث الأمنية التي شهدتها سوريا بعد سقوط النظام، في الساحل السوري. وإذ لم تكن مناطق عكار الفقيرة أبرزها المسعودية، تل بيرة، حيصا وحكر الضاهري، قادرة على تحمّل موجات النزوح الكثيفة، وبغياب مراكز اللجوء المجهزة، فقد استقبل بعض أهالي القرى نازحين في محاولة لتخفيف أعبائهم، فيما نام الآلاف بالمساجد والساحات والمدارس لأشهر. علمًا أن معظم هؤلاء وصلوا إلى لبنان من المعابر غير الشرعية شمال لبنان، إن لأسباب أمنية أو لتفادي تكلفة استقلال سيارة أجرة. وبعد تحسّن ظروف هؤلاء ومعظمهم من الطائفة العلوية، استطاع عدد منهم الانتقال إلى بيوت عادية أو حتى إلى مناطق أخرى مجاورة مثل الكورة وزغرتا وسواهما.
وبحسب معلومات "نداء الوطن"، فقد انتقل عدد من العائلات بالسيارات، عبر جسر النهر الكبير الجنوبي، فيما استخدم آخرون دراجات نارية لأنها أقل كلفة، أما العدد الأكبر بحسب بعض النازحين، فقد ساروا على أقدامهم وعبروا النهر إلى الضفة اللبنانية.
تسعيرة العبور غير الشرعي
يروي أحد الذين خاضوا تجربة العبور غير الشرعي أن "الأمر يختلف من معبر إلى آخر لناحية الخطورة والتكلفة، وأحيانًا بحسب المذهب والطائفة. وتختلف التسعيرة بحسب المعبر، إذ هناك معابر ملغمة من النظام السوري السابق، وهذه تكون أرخص من سواها إنما أكثر خطورة". ويتابع "هناك شبكة معارف ممتدة بين لبنان وسوريا تسمح بالعبور وبقاء المعابر غير الشرعية، وتتراوح التكلفة بين 30 و100 دولار للشخص".
وبحسب أرقام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، كان عدد اللاجئين السوريين في لبنان مطلع عام 2025 نحو 1.4 مليون لاجئ، إلا أن هذا العدد انخفض إلى قرابة مليون لاجئ مع بداية العام الجديد.
وبحسب تقديرات المفوضية، هناك 112 ألف شخص نزحوا إلى لبنان بعد سقوط النظام، ويتم التعامل مع هذه الفئة كمجموعة منفصلة عن المليون المتبقين ضمن خطة الاستجابة في لبنان.
تتسع خريطة النزوح الجديدة في لبنان، ومعظمها بشكل غير شرعي وبطرق ملتوية وبرعاية من "حزب الله"، فيما يتخوف كثيرون من أن هذه التجمعات قد تكون مدخلاً لتوترات أمنية واجتماعية جديدة.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..