• لبنان
  • الأربعاء, كانون الأول 10, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 6:42:37 م
inner-page-banner
المجتمع

في باحات الحرم المكي: دموع "حاجة" أعجمية تفضح هجرنا لكتاب الله

بوابة صيدا

بينما كان المصلون والطائفون يحيطون بالكعبة المشرفة، وفي زاوية مخصصة لنساء الحرم المكي، انبعثت قصة إيمانية مؤثرة هزت الوجدان. لم تكن بطلتها من أهل البلاد، بل "حاجة" أعجمية تحمل على محياها علامات الخجل العميق.

اقتربت هذه المرأة، وهي بالكاد تستجمع كلماتها العربية، من قارئة للقرآن، ليس لتطلب مساعدة مادية، بل لتنثر دموعاً حارة كشفت عن أمنيتها الوحيدة في الحياة: تلاوة كتاب الله.

قصتها، التي تروي خوفها من لقاء الخالق دون أن تقرأ كلماته، وضعت أصابع الاتهام على كل من هجر المصحف، متسائلة: ما بالنا وقد تيسرت لنا السبل، وهجرنا ما ضحت هي لأجل تحقيقه؟

قالت إحدى النساء: كنت في الحرم المكي.. في قسم النساء.. وإذا بامرأة تطرق على كتفي.. وتردد بلكنة أعجمية: يا حاجة !! يا حاجة.. المصحف الشريف..

التفتُ إليها.. فإذا امرأة متوسطة السن.. غلب على ظني أنها تركية ..

سلمت عليّ.. وقع في قلبي محبتها، سبحان الله الأرواح جند مجندة ..

كانت تريد أن تقول شيئاً.. تحاول استجماع كلماتها ..

أشارت إلى المصحف الذي كنت أحمله.. ثم قالت بعربية مكسرة:

أنت تقرأ في قرآن ..؟!

قلت: نعم ! ..

وإذا بالمرأة يحمر وجهها وتمتلئ عيناها بالدموع..

قد هالني منظرها.. بدأتَ بالبكاء !!

قلتُ لها: ما بكِ!؟

قالت بصوت مخنوق وهي تنظر بخجل: أنا ما أقرأ قرآن ..

قلتُ: لماذا؟

قالت: ما أعرف.. ومع انتهاء حرف الفاء.. انفجرت باكية..

ظللتُ أربت على كتفيها وأهديء من روعها، و قلت لها: أنت الآن في بيت الله.. اسأليه أن يعلمك.. وأن يعينك على قراءة القرآن ..

كفكفت دموعها، وفي مشهد لن أنساه ما حييت.. رفعت المرأة يديها تدعو الله قائلة: اللهم افتح قلبي.. اللهم افتح قلبي أقرأ قرآن.. اللهم افتح قلبي أقرأ قرآن ..

ثم التفتت إليَّ وقالت: أنا أموت وما قرأت قرآن ..

قلت لها: لا.. إن شاء الله سوف تقرأينه كاملاً وتختميه مرات ومرات ..

سألتها: هل تقرأين الفاتحة؟

فاستبشرت، وقالت: نعم..

ثم بدأت ترتل: الحمد لله رب العالمين.. الرحمن الرحيم.. حتى ختمتها، ثم جلست تعدد صغار السور التي تحفظها ..

وقالت لي: إذا أنا أموت ما قرأت قرآن.. أنا في نار !! أنا والله أسمع شريط.. بس لازم في قراءة.. هذا كلام الله.. كلام الله العظيم!

وبدأت المسكينة تدافع عبراتها وهي تتكلم عن عظمة الله.. وحق كتابه علينا ..

لم أتمالك نفسي من البكاء، امرأة أعجمية في بلاد علمانية تخشى أن تلقى الله ولم تقرأ كتابه.. منتهى أملها في الحياة أن تختم القرآن ..

تبكي.. وتحزن.. وتضيق عليها نفسها.. لأنها لا تستطيع تلاوة كتاب الله.. فما بالنا قد هجرناه؟ قد أوتيناه فنسيناه؟ ما بالنا والسبل ميسرة لحفظه وتلاوته وفهمه ؟

 

ـــــــــــ

إقرأ ايضاً

متى يجوز ضرب إمام المسجد؟

لصوص.. ولكن بشهادات.. وربطات عنق

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة