• لبنان
  • السبت, نيسان 19, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 6:47:04 ص
inner-page-banner
مقالات

ما الذي نتوقع حدوثه بين إيران وأميركا؟

د. صريح صالح القاز  ـ بوابة صيدا

قد تسعى أميركا إلى استغلال بعض المستجدات التي تعرضت لها إيران، كالعثرات العسكرية في لبنان وسوريا، وبعض التجاوب الذي أبدته الحكومة العراقية مع إدارة ترامب، فضلًا عن وجود حكومة إيرانية ذات توجه إصلاحي، تُغلّب مصالح الداخل الإيراني وأمنه القومي على سواهما، ولا تمانع من خوض المفاوضات مع أميركا، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، ما دامت النتائج تخدم مصلحة إيران. وهو ما يختلف عن موقف التيار المحافظ، الذي يرفض الظهور بمظهر الضعف أمام أميركا، ولا يُخفي عداءه للتفاوض المباشر معها، لا سيما وهي من تنتهج سياسة عدائية تجاه إيران منذ عقود وهي أيضًا من اغتالت، أو كانت داعمة لاغتيال القادة: قاسم سليماني، وإسماعيل هنية، وحسن نصر الله، والعديد غيرهم من الخبراء العسكريين والسياسيين التابعين لإيران.

قد تستغل أميركا أيضًا خشية إيران من تداعيات العقوبات الاقتصادية (سياسة "الضغط الأقصى")، إلى جانب الموقف الأوروبي المتماهي معها، ونفوذ اللوبي الصهيوني داخل أميركا الذي يستميت في الدفع نحو مواجهة عسكرية  وتوريط واشنطن في حرب مع طهران.

لكن ما سبق لا يعني أن صناع القرار الاستراتيجي الأميركي داخل المؤسسات والأجهزة الاستخباراتية سينساقون بسهولة وراء توجهات ونزوات ترامب.

لماذا؟

لأن ثمة تحديات وتداعيات تجعل من قرار الحرب، وتحديدا الحرب الذي ستكون مفتوحة مع إيران، خيارًا بالغ الصعوبة، ومن أبرزها:

🔴 تعرض خطوط النقل الطاقوي في مضيق هرمز للخطر، مما قد يؤثر سلبًا على أسعار النفط في السوق العالمية.

🔴 امتلاك إيران لصواريخ بعيدة المدى، ما يجعل عشرات القواعد العسكرية الأميركية، وحوالي 50 ألف جندي أميركي في المنطقة، أهدافًا  للضربات الإيرانية.

🔴 إمكانية استهداف المصالح الأميركية في مناطق غير المنطقة العربية.

🔴 وجود ضغط خليجي كبير على واشنطن لتجنب أي صراع عسكري قد يعرّض أمن دول الخليج ومصالحها للخطر.

🔴 التخوّف من تعرّض إسرائيل لهجوم صاروخي واسع يطال مصالحها الحيوية وبُناها التحتية.

🔴 ضعف الموقف الدولي الداعم لأي عمل عسكري أميركي ضد إيران، خاصة من جانب الصين وروسيا.

في هذا السياق، يمكن القول:

إن المفاوضات الإيرانية-الأميركية الجارية في عمّان لا تجعلنا نستبعد أي سيناريو عسكري محتمل إلا بنسبة ضئيلة.

لماذا؟

لأن قبول كل طرف منهما لعملية التفاوض وذهابه إليها لا يعني ثبوت نية أحدهما أو كليهما الرافضة لخيار الحرب، بقدر ما هو حرص كل منهما على إبراز نفسه أمام الرأي العام الداخلي والعالمي كطرف يفضّل الحلول الدبلوماسية على الخيارات العسكرية، وذلك لكي لا يظهر  بمظهر المعرقل للخيارات الدبلوماسية، وليبرّئ ساحته حاضرًا ومستقبلًا من تبعات أي تصعيد عسكري محتمل قد ينتهي إليه الأمر، وللحفاظ على صورته الأخلاقية والسياسية أيضًا.

و لا نغفل أن إيران باتت تدرك أنه من الخطأ الثقة بأميركا، وأي كلمة تقولها، أو وعد تقطعه، أو اتفاق توقع عليه، وبخاصة حين يكون رئيسها ترامب، الذي سبق له أن انسحب من الاتفاق النووي معها في بداية ولايته الرئاسية الأولى، ويشتهر بنزعته النرجسية ومزاجه المتقلب وانتهازيته العالية.

لذلك ليس الأهم هو المفاوضات والانخراط فيها، بل ما يتمسك به ويطرحه كل طرف من شروط خلالها، وما هو أدنى وأقصى حد من الخسائر والمكاسب التي لا يقبل أي منهما بتجاوزهما.

كل ما سبق يجعلنا نبحث عن إجابات للتساؤلات الآتية:

🔴 هل تسعى أميركا فقط إلى منع إيران من امتلاك السلاح النووي، وتقبل بتخفيف تخصيب اليورانيوم والإبقاء عليه لأغراض سلمية، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على طهران؟

إن كان الأمر كذلك، فيمكننا أن نتوقع تلاشي خيار الحرب.

🔴 هل أميركا ستشترط على إيران تفكيك برنامجها النووي نهائيًا، واعتباره كأنه لم يكن، على غرار النماذج: الليبي والسوري والعراقي؟

إن كان الأمر كذلك، فدون شكك أن خيار الحرب سيظل قائمًا بقوة.

و في هذه الحالة، ستبقى الاحتمالات مفتوحة:

هل ستكون حربًا محدودة زمنيًا وعملياتيًا، أم أنها ستكون حربًا مفتوحة؟

هذا ما سيتحدد بناءً على المعطيات الميدانية ونتائج الضربات العسكرية الأولى من هذا الطرف أو ذاك.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة