د. صريح صالح القاز ـ بوابة صيدا
كيف فضحت عملة 1927 أكاذيب الصهاينة، سيّما أكذوبة "أرض بلا شعب"؟
أولًا: ثلاث لغات... واسم واحد
على وجه العملة نُقش اسم فلسطين بثلاث لغات:
🇵🇸 بالعربية: فلسطين
🇬🇧 بالإنجليزية: PALESTINE
🇮 بالعبرية: פלשתינה (א״י)
هذا التعدد اللغوي يعكس اللغات الرسمية المعتمدة في فلسطين تحت الانتداب، ويؤكد أن الاسم الوحيد المُعترف به للدولة كان: فلسطين.
ثانيًا: عبارة "أرض إسرائيل" بين قوسين في النص العبري كُتب:
פלשתינה (א״י)
أي: "فلسطين (أرض إسرائيل)"
وظهور "א״י" (إيرتس يسرائيل – أرض إسرائيل) بين قوسين يحمل دلالة سياسية حساسة:
1. ليست تسمية رسمية: وضع العبارة بين قوسين يعني أنها تفسير إضافي، وليست جزءًا من الاسم المعتمد. فالاسم الرسمي هو "فلسطين" فقط.
2. نتيجة ضغط صهيوني: الصهاينة طالبوا وضغطوا بإدراج اسم "إيرتس يسرائيل"، فسمح به البريطانيون على مضض داخل قوسين فقط، كحل وسط دون اعتراف رسمي.
3. اعتراف بفلسطين ورفض لإسرائيل: العملة تعترف بـ"فلسطين" ككيان سياسي وجغرافي قائم، بينما يظهر "إسرائيل" كحلم مدسوس في الهامش، لم يكن له وجود قانوني أو فعلي بعد.
ثالثًا: قيمة العملة كوثيقة
هذه العملة تمثل أكثر من مجرد أداة تبادل مالي:
- إنها وثيقة رسمية من سلطة الانتداب البريطاني تؤكد أن فلسطين كانت دولة معرّفة عالميًا قبل 1948، وهو العام الذي قامت فيه إسرائيل.
- تُكذّب مزاعم "أرض بلا شعب"، وتفضح التلاعب اللفظي المبكر لتثبيت مشروع الاحتلال.
يمكن القول أن: هذه العملة تسقط أكذوبة "إسرائيل كانت دائمًا هنا"، وتُثبت أن:
- فلسطين هي الاسم الرسمي المُعترف به قبل الاحتلال.
- "أرض إسرائيل" كانت مجرد هامش محشور بين قوسين، لا أكثر.
- محاولات طمس الهوية الفلسطينية بدأت مبكرًا، لكنها لم تُفلح في محو هذا الاسم من التاريخ والنقود.
- وجود فلسطين بما عليها من سكان عرب منذ تاريخ هذه العملة وما قبلها من قرون، يؤكد، بما لا يدع مجالًا للشك أو للتحايل، أن هذه الأرض عربية، وسكانها العرب هم الأصل، وأن ما تُسمّى إسرائيل والصهاينة هما الاستثناء الطارئ على المنطقة كمحتلين.
- لو كانت عملة 1927 هي عملة "إسرائيل"، لما استُبدلت بغيرها بعد عام 1948.
وهذه حقيقة تؤكد أن العملة لم تكن تمثّل كيانًا يهوديًا أو صهيونيًا، فلو كانت "إسرائيل" قائمة أو معترفًا بها قبل عام 1948، لما اضطرت، وسارعت بعد إعلان دولتها المزعومة، إلى استبدال هذه العملة كليًا، بل كانت ستحتفظ بها أو تطوّرها، سواء في الشكل أو الاسم أو الرمز.
إن استبدالها بعملة "إسرائيلية" جديدة يُعدّ دليلًا على الاندفاع الإسرائيلي نحو إحداث قطيعة تامة بين الكيان الطارئ (إسرائيل) والكيان الأصل (فلسطين) وهو ما يُمثّل واحدة من أبرز خطوات مشروع الاستعمار الإحلالي الصهيوني، الساعي لطمس كل ما يمتّ لهوية فلسطين بصلة مثل تغيير اسماء المدن ووو.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..