• لبنان
  • الاثنين, كانون الأول 29, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 4:53:24 م
inner-page-banner
مقالات

روايتنا.. لحظة التاريخ المنتظرة لتشكيل جبهة عالمية ضد المشروع الصهيوني

عزت الرشق (عضو المكتب السياسي لحركة حماس)

احتلت العصابات الصهيونية فلسطين عام 1948، عنون المؤرخون هذه المرحلة بمصطلح النكبة، والصواب هو “احتلال فلسطين” وهو التوصيف ذو الدلالة الأوضح؛ حيث تظهر الجريمة والمجرم والضحية، والأهم أنها ترسّخ بين حروفها وجوب المقاومة لإنهاء الاحتلال.

لم يبق مسار سياسي إلا وجربه شعبنا بقواه المختلفة، ولم يبق في دول العالم بابٌ إلا وتجرّحت اليد الفلسطينية في طرقه دون جدوى. فلم يتحرر شعبنا ولم يحظ بالحياة الكريمة والحرية التي يستحقها، وظلّت مقدساتنا سليبة، وأسرانا في السجون، وأراضينا تُسرق من الجغرافيا الفلسطينية، وغزة محاصرة، وأطفال فلسطين بلا أمل في المستقبل.

“الوطن هو ألا يحدث ذلك كله”… يقول غسان كنفاني الذي اغتالته إسرائيل، واغتالت بعده مئات الشهداء الصحفيين، ظنًّا منها أنها ستغتال الرواية والحقيقة.

منذ احتلال فلسطين بدأت المقاومة الفلسطينية، تتأجج تارة وتخبو جذوتها تارة، لكنها لم تنطفئ أبدًا، فالمقاومة هي الجدوى المستمرة بإطلاق الكلام والزمان والمكان.

وفي السابع من أكتوبر أعلن المقاومون طوفانًا لم يحطّم حدود غلاف قطاع غزة فقط، إنما هشّم إلى الأبد كل الأساطير التي قامت عليها دولة الاحتلال. ومن هذه الزاوية علينا قراءة طوفان الأقصى تاريخيًّا وسياسيًّا وإعلاميًّا، بوصفه وثبة مفصلية في تاريخ صراعنا مع الاحتلال؛ فالكيان الصهيوني بعد هذا التاريخ لم يعد كما كان قبله، ولن يعود. فقد سقت المقاومة والشعب الفلسطيني بالدماء بذور فناء الاحتلال وجذور حرية فلسطين.

انكشفت “إسرائيل” أمام ذاتها وتعرّت أمام العالم، وتفككت سرديتها، وتهاوت أسسها، وانهارت رموزها، وتصدّعت نظرية أمنها النفسي والفردي والجمعي، وقهر مقاومونا جيشها، وأعادوه إلى أصله: عصابة لا إنسانية تمارس الإبادة ضد المدنيين العزّل… صارت إسرائيل منبوذة أمام العالم كله.

متوالية طوفان الأقصى غيّرت كل أركان الواقع الاستراتيجي الدولي الرتيب، وخلطت أمواجُه كلَّ المعطيات التقليدية، ولم يعد أمام العالم إلا أن يبدأ بإجراءات حماية نفسه من المحرقة الممتدة التي أشعلتها الصهيونية بجنون وحشي سيقضي عليها.

توحّد الشعب مع المقاومة، وأسقط التهجير، وكسب معركة الوعي العالمي؛ فلا نكبة بعد النكبة، بل هذه هي اللحظة التاريخية المنتظرة لتشكيل الجبهة العالمية ضد المشروع الصهيوني. ففلسطين اليوم لا تطلب شفقة العالم، بل تفرض عليه احترام حقها في الحرية.

إن أهمية هذه الرواية التي نقدّم نسختها الثانية بعد عامين من حرب الإبادة الصهيونية ضد شعبنا الفلسطيني لا تكمن فقط في أبعادها التوثيقية والتحقيقية، إنما في وضعِ العامين الماضيين ضمن السياقات التاريخية القريبة والبعيدة، وتناولِ الحاضر بأدق تفاصيله، واستشرافِها للمستقبل… ومن هنا فإن الاهتمام الذي نطلبه من وسائل الإعلام تجاه الرواية نابع من كونها وثيقة المرحلة الأشد خطورة ومفصلية في تاريخ ومآلات الصراع مع المشروع الصهيوني

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة