بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا
لقد اتضح من خلال موقف بنيامين نتنياهو من المفاوضات الأخيرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة أن لا حلول عبر أي مفاوضات مع هذا العدو.
وقد رأينا هذا فيما دار في الماضي من مفاوضات، حيث أن بنيامين نتنياهو سعى إلى ما يسمى تسوية سياسية يقدمها للفلسطينيين، مقابل حصول دولته على مصالحة. ما يعني اعتراف وتسامح من الطرف الفلسطيني مقابل تسوية للصراع وعدم تسامح واعتراف من طرفه أي نتنياهو.
ومن معالم هذه التسوية التي يريدها نتنياهو، الاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح. بالإضافة إلى ضم الكتل الاستيطانية وعدم العودة إلى خطوط الرابع من حزيران ٦٧ والأخطر القدس عاصمة لدولتهم وخاصة البلدة القديمة.
أما المصالحة من طرف الفلسطينيين فتشمل الاعتراف بدولة يهودية وأن الفلسطينيين هم من صنع مشكلة اللاجئين عندما رفضوا قرار التقسيم ٤٧. والاعتراف بما يسمى بالحقوق التاريخية والدينية لليهود في فلسطين.
ومن هنا نستنتج أن السلام الذي يحلم به المطبعون مع دولة الاحتلال والاستسلام للاستغلال الأميركي، مجرد وهم عشش في عقولهم. واحتفاظهم بالكراسي وظنهم بأن شعوبهم سيطول تكميميها هو رهان خاسر. وهذا الرهان لن يستمر طويلا، فاللعبة انكشفت منذ زمن والشعوب المكممة التي ترزح تحت ضربات السوط، تمردت، وسيأتي الوقت الذي ستكون هي من يرفع هذا السوط.
إقرأ لنفس الكاتبة
الحرب على غزة ـ على لسان قياداتهم
لكن ما الذي أيقظها وجعلها تتمرد وتفكر بتبديل الأدوار بالإمساك بالسوط؟
إنها عملية طوفان الأقصى يوم ٧ أكتوبر. العملية التي بدأت بتصحيح الأوضاع وترتيب الأوراق وتصويب الكلمات، فلا للتسوية والمصالحة وأهلا وسهلا بجهاد يعيد الأرض ويطهرها من نجس الأعداء.
طوفان الأقصى، انتفاضة عارمة ضد الظلم الأمريكي وذيله الصهيوني، انتفاضة ضد الحصار وسياسة الإفقار والتجويع ونهب الثروات والأهم حماية الأقصى مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدم.
الشعوب اليوم وبعد الطوفان جميعها تنتفض وستظل إلى يوم التحرير.
اليوم لا حلول سياسية غير الجهاد. ونحن اليوم وبعد ٧/أكتوبر في مواجهة لحظة تاريخية نحتاج فيها إلى مراجعة شاملة ومحاسبة للنفس وقراءة جديدة للتاريخ، ذلك لأننا على أبواب مرحلة جديدة من الكفاح واستكمالا لما بدأه الشهيد عز الدين القسام.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..