• لبنان
  • الخميس, كانون الأول 18, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 2:25:26 م
inner-page-banner
مقالات

السيادة الوطنية في مواجهة الشروط الاسرائيلية...

حسان القطب ـ مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات ـ 

لبنان اليوم امام منعطف خطير ووجودي، مع ارتفاع نبرة التهديدات الاسرائيلية بشن حربٍ واسعة على لبنان، ونسمع ونقرأ عن مهلٍ ومواعيد محددة للالتزام بتطبيق القرارات الدولية والتفاهمات المعلن منها وغير المعلنة.. ومع غياب المعالجة الجدية، وتغليب مصلحة الوطن والمواطنين على مصلحة الحزب والتيار والطائفة، ومع عدم الالتفات الى المصلحة الوطنية لصالح الالتزام بمصالح القوى الاقليمية التي تستثمر في وجعنا وآلامنا ومعاناتنا، في الجنوب كما في البقاع وبيروت وسائر انحاء الوطن، تتصاعد كما تتزايد المطالب والشروط الاسرائيلية، على لبنان ودول المنطقة..

اسرائيل تستفيد من الاستراتيجية الاميركية التي تقوم على قاعدة ان تكون اسرائيل قوية، بل الاقوى في المنطقة، ومحيطها الاقليمي ضعيف، دون استثناء ولبنان احد هذه الدول..!!

إن فهمنا وادراكنا للمشروع الاسرائيلي في المنطقة يساعدنا على رسم صورة المواجهة المقبلة، وتحديد كيفية المواجهة، ولكن تحت سقف حماية الوطن، والشعب، وبالتالي بناء الاستقرار والنهوض من جديد.. والخروج من العزلة، والانخراط في رسم علاقات اقليمية ودولية وازنة لحماية لبنان وشعبه بكل مكوناته..

من هنا نسأل..

كيف يمكن لهذا الوطن ان يستمر، وينهض من كبوته، اذا لم يستفد من الاحتضان الدولي والعربي..؟؟

وكيف يمكن تجاوز الازمة الاقتصادية والمالية التي تسبب بها التفرد بالسلطة وقرار الحرب والسلم..؟؟

إن مشكلة فهم السيادة في لبنان.. عميقة جداً.. لان البعض لديه انفصام في فهم الانتماء والهوية، ويتنازعه في عمقه اللاواعي والباطني مشاعر متضاربة.. هل هو جزء من أمة، سواء كانت دينية او عرقية، يعمل حصراً لخدمتها، ورعاية مصالحها، وحماية دورها وتنفيذ استراتيجيتها في المنطقة..؟؟

أم هو مكون وطني، يتفاعل مع الامة، دون المس او الاضرار بالمصالح الوطنية.. التي يجب ان تكون اولوية دون اي تردد..

لذلك نرى ان تعريف السيادة والمطالبة بالحفاظ على السيادة، ليس ثابتاً في ادبيات البعض، فهو مصطلح يتم استخدامه في مناسبات او اوقات معينة خاصةً حين يشعر هذا الفريق أنه بحاجة لحماية وطنية..

إننا في لبنان نعيش وسط صراع بين مشاريع دينية، او بالاحرى مشروعين دينيين:

المشروع الاسرائيلي، الذي يحلم ببناء او بتحقيق دولة اسرائيل الكبرى تنفيذا لما ورد في التوراة، كما قال نتنياهو رئيس وزراء العدو.. وعلى حساب دول المنطقة وشعوبها..

والمشروع الديني الايراني، الذي ينتظر عودة المهدي المنتظر لحكم الارض وكافة الامم، ويلتزم حزب الله بتنفيذ دوره لتسريع وتحقيق هذه النبوءة بل هذا الوعد الديني.. ولذا يرفض حزب الله تسليم السلاح الا لصاحب العصر والزمان..(المهدي المنتظر).. عند عودته..

من هنا نرى ان كل اداء سياسي ومشروع سياسي يتبناه، احد هذين الفريقين، انما يخدم الرؤية كما الطموحات ان لم نقل الاطماع الدينية لاحدهما..

لان تبرير وتفسير المواقف السياسية في هذه الحالة يستند الى فكر سياسي، يقوم على سردية ان لم نقل ثوابت دينية.. وبالتالي تنتفي هنا المصلحة الوطنية ولذا يصبح مفهوم السيادة الوطنية تفصيلاً في خدمة المشروع الديني.. وليس العكس..

ولان المشروع الديني لا يعترف بالحدود، فإن اسرائيل ترسم حدودها الجديدة امنياً لان الديموغرافيا السكانية غير متوفرة لها لاستيطان الاراضي المحيطة بها.. ولو توفرت لها لرسمتها سكانياً واستيطانياً..!!

وحزب الله بناءً على الرؤية والقناعة والالتزام الديني، يرى ان له الحق في ان يقاتل في سوريا والعراق واليمن وفي كل مكان، وتذكيرا بما قاله امين عام حزب الله الراحل حسن نصرالله، (نكون حيث يجب ان نكون).. فلا حدود معترف بها بالنسبة له، كما ان من حقه وبناءً على هذه المقولة ان يملك ويمتلك ويستفرد بقرار الحرب والسلم في لبنان، طالما ان هذا القرار يخدم المشروع الديني الذي ينخرط فيه بل ويؤمن به..

وتأكيد لهذا فقد قال السفير الايراني في القاهرة، (بأن حزب الله يحمي نفسه والطائفة الشيعية في لبنان).. فقد غاب من مضمون هذا الكلام، مصطلح المقاومة، وحماية لبنان واللبنانيين، وردع العدوان وتحرير فلسطين.. بناءً على هذا التصريح فقد اكد السفير الايراني على المشروع الديني الايراني الذي يشكل حزب الله احد اركانه..

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة