• لبنان
  • الثلاثاء, تشرين الثاني 04, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 11:21:24 م
inner-page-banner
الأخبار

ديك تشيني: نهاية رجل صنع الحروب وغيّر وجه الشرق الأوسط

خاص بوابة صيدا

أعلنت عائلة ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق في عهد جورج دبليو بوش، وفاته اليوم 4 / 11 / 2025 عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد مسيرة سياسية وعسكرية واقتصادية جعلته من أكثر الشخصيات تأثيرًا وإثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.

ويُعد تشيني أحد أبرز رموز "المحافظين الجدد" في الحزب الجمهوري، وصاحب بصمة عميقة في رسم السياسات الأمريكية، خاصة في الشرق الأوسط، حيث ارتبط اسمه بالحرب على الإرهاب، غزو العراق، ودعم إسرائيل بلا حدود.

من البيت الأبيض إلى ساحة الحرب

بدأ تشيني مسيرته السياسية في سبعينيات القرن الماضي، حين أصبح أصغر من تولى منصب رئيس موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس جيرالد فورد (1975–1977). ثم انتُخب عضوًا في الكونغرس عن ولاية وايومنغ (1979–1989)، قبل أن يتولى وزارة الدفاع في عهد الرئيس جورج بوش الأب، ويشرف على حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت عام 1991.

بعد فترة قضاها في القطاع الخاص كمدير تنفيذي لشركة "هاليبرتون" النفطية (1995–2000)، عاد إلى الواجهة السياسية كنائب للرئيس جورج بوش الابن (2001–2009)، في فترة شهدت تحولات جذرية في السياسة الأمريكية عقب هجمات 11 سبتمبر.

مهندس الغزو وصوت الحرب

كان تشيني العقل المدبر وراء غزو أفغانستان عام 2001 و العراق عام 2003، رغم غياب أدلة مباشرة تربط نظام صدام حسين بالهجمات الإرهابية. وقد أثارت هذه الحرب انتقادات واسعة، خاصة في العالم العربي، حيث اعتُبر مسؤولًا عن سياسات أودت بحياة آلاف المدنيين، وأشعلت موجات من عدم الاستقرار.

كما لعب دورًا محوريًا في صياغة قوانين مثل "باتريوت آكت"، التي وسّعت صلاحيات الأجهزة الأمنية، وشرّعت أساليب استجواب قاسية بحق المعتقلين، ما أثار جدلاً واسعًا حول حقوق الإنسان.

إسرائيل أولًا… والشرق الأوسط في مرمى السياسة

عرف عن تشيني دعمه المطلق لإسرائيل، وارتباطه الوثيق بالتيار المحافظ الجديد الذي يرى أن أمن إسرائيل جزء لا يتجزأ من المصالح الأمريكية. وقد ساهم هذا التوجه في ربط أعداء إسرائيل — مثل العراق وسوريا — بأعداء الولايات المتحدة، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر.

وفي ملف إيران، كان من أبرز الأصوات الداعية إلى مواجهة عسكرية مباشرة، معتبرًا أن طهران تمثل التهديد الأكبر في المنطقة، وأن أذرعها — كحزب الله والحوثيين — يجب أن تُواجه بحزم. كما انتقد بشدة الاتفاق النووي الذي وقّعته إدارة أوباما، واعتبره "مكافأة لنظام متطرف".

إرث مثير للجدل

يرى أنصاره أنه كان "حارسًا للأمن القومي الأمريكي"، بينما يصفه منتقدوه بأنه "رمز للعدوانية السياسية" و"مهندس الفوضى في الشرق الأوسط". وقد ترك إرثًا سياسيًا وإنسانيًا لا يزال محل جدل، خاصة في العالم العربي، حيث تُحمّله قطاعات واسعة مسؤولية سياسات خلفت ندوبًا عميقة في الذاكرة الجماعية.

رحيل ديك تشيني يُغلق فصلًا من فصول السياسة الأمريكية التي امتدت لأكثر من أربعة عقود، لكنه يفتح الباب مجددًا للنقاش حول دور الولايات المتحدة في العالم، وحدود القوة، وأثمان التدخل.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة