• لبنان
  • الاثنين, تشرين الثاني 03, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 7:36:36 م
inner-page-banner
مقالات

برلماني بريطاني: إذا أساءت إسرائيل إدارة حرب غزة.. فإن التداعيات ستصل إلى شوارع بريطانيا 

بوابة صيدا

كتب بول غودمان، عضو البرلمان البريطاني، في صحيفة "تلغراف البريطانية" أن الطريقة التي تدير بها إسرائيل حربها في غزة لا تؤثر فقط على أمنها الداخلي، بل تمتد تداعياتها إلى الداخل البريطاني، حيث تُغذي الصراع مشاعر الغضب والنشاط السياسي في أوساط الإسلاميين البريطانيين.

في بداية العام، وجّه غودمان رسالة إلى أحد زملائه البرلمانيين المؤيدين لإسرائيل، متسائلًا عما إذا كانت سياسات الحكومة الإسرائيلية في غزة تُهدد أمن الدولة اليهودية على المدى الطويل.

ووصف إسرائيل بأنها "إنجاز فريد" في الشرق الأوسط، كونها الدولة الوحيدة التي تُسجل كديمقراطية برلمانية لدى مؤسسة "فريدوم هاوس"، وتتمتع بقضاء مستقل، وحرية دينية، وإعلام نابض بالحياة. ورغم أنها محاطة بثلاثة حدود مغلقة، إلا أنها تُعد "جزيرة غربية وسط بحر من الاستبداد والفساد".

وأشار إلى أن المعارضة الداخلية القوية في إسرائيل لسلوك حكومتها في غزة تعكس حيوية الديمقراطية فيها، رغم أن الرد العسكري على هجوم حماس في 7 أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل نحو 2000 شخص، كان ضروريًا. لكن منتقدي نتنياهو يرون أن دوافعه شخصية، تتعلق ببقائه السياسي، بدعم من متطرفين يسعون لضم غزة، وبمحاولة تأجيل محاكمته بتهم فساد، وبمنع التحقيق في فشل الحكومة في منع هجوم أكتوبر.

حتى من يُحسنون الظن بنيّات نتنياهو، يشككون في هدفه المعلن: القضاء على حماس. فالفكر الرافض لوجود إسرائيل لا يُمكن القضاء عليه بالقنابل، كما يقول غودمان، مشيرًا إلى أن هذا الفكر يتطلب إبادة جماعية لليهود لإحلال دولة إسلامية مكانها.

ويستشهد غودمان برسالة من 600 مسؤول أمني إسرائيلي متقاعد، بينهم قادة سابقون في الجيش والموساد والشاباك، وجّهوها إلى ترامب في آب / أغسطس، قالوا فيها إن حماس "لم تُدمّر لكنها لم تعد تشكل تهديدًا استراتيجيًا".

كما أشار إلى معارضة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زمير، لخطة احتلال غزة، وإلى إقالة مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي بعد رفضه خطة نتنياهو لضرب قطر. وأظهرت استطلاعات الرأي أن نسبة كبيرة من الإسرائيليين تشارك هذه المخاوف، خاصة بشأن مصير الرهائن.

لكن خطة ترامب للسلام، وإطلاق سراح الرهائن، أعطت دفعة لنتنياهو، إذ شهدت إسرائيل تراجعًا في قوة حزب الله، وانهيار النظام السوري، وتراجع النفوذ الإيراني بعد ضرب المنشآت النووية. وكان من المفترض أن تُسلّح غزة بحكومة تكنوقراط، تمهيدًا لدولة فلسطينية في الضفة الغربية، وتوقيع السعودية على اتفاقيات أبراهام.

غير أن هذا السيناريو الذهبي يبدو بعيدًا اليوم. فحماس، تحت ضغط من تركيا ومصر وقطر، وافقت على إطلاق الرهائن مقابل الإفراج عن نحو 2000 معتقل فلسطيني، واستئناف تدفق المساعدات إلى غزة. لكن الجزء الثاني من الخطة – نزع السلاح، إعادة الإعمار، المصالحة، والاستقرار – لا يزال غامضًا، إذ لا توجد مؤشرات على استعداد حماس للتخلي عن سلاحها أو الاعتراف بإسرائيل أو الانخراط في السياسة الديمقراطية.

ويصف غودمان كيف استعادت حماس السيطرة على غزة بعد وقف إطلاق النار، حيث خرج آلاف المسلحين من الأنفاق، وأُجبرت الميليشيات المنافسة على نزع سلاحها، ونُفذت إعدامات علنية، وتمت مداهمة مستودعات الغذاء.

ويتساءل: هل ستقبل دول مثل إندونيسيا ومصر وأذربيجان إرسال قواتها إلى هذا المستنقع؟ وهل ستدفع تركيا حماس نحو التفكيك؟ وهل يملك ترامب التركيز والقدرة على تنفيذ خطته؟

ويخلص إلى أن إسرائيل أمام خيارين استراتيجيين: الأول هو الانسحاب من معظم غزة وتأمين الحدود ووقف الاستيطان في الضفة، والثاني هو احتلال غزة بالكامل ومواصلة الاستيطان.

الخيار الأول قد يُفسّر كانتصار لحماس ويُعيد الهجمات الصاروخية، بينما الخيار الثاني يُغرق إسرائيل في احتلال دائم يُضعف سمعتها ويُقلّص حلفاءها.

ويؤكد أن هذه الخيارات لا يمكن تخفيف حدّتها بالقوة العسكرية وحدها، خاصة أن إسرائيل تعتمد على دعم الولايات المتحدة. ويقول إن كثيرين في إسرائيل يرون أن الخيار الأول أقل سوءًا من الثاني.

وفي ختام مقاله، يرد غودمان على من يتساءلون عن دور بريطانيا في هذا الصراع، قائلًا إن الحرب في غزة تُغذي النشاط الإسلامي في بريطانيا، وما يحدث في رفح وخان يونس وجباليا له تأثير مباشر على مدن مثل برمنغهام ومانشستر.

(المصدر: التلغراف)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة