بوابة صيدا ـ عملية فردان أو (عملية ربيع الشباب حسب التوصيف الصهيوني) قامت بها قوات من العدو الصهيوني في ليلة 10 نيسان / أبريل 1973 ضد أهداف وشخصيات فلسطينية في قلب بيروت.
حيث تمكن العدو الصهيوني من اغتيال ثلاثة قادة فلسطينيين من حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وهم: كمال عدوان، كمال ناصر، و أبو يوسف النجار، كما قاموا بتفجير مقر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
قُتِل اثنان من المهاجمين الإسرائيليين. ونتج عن العملية استقالة رئيس الحكومة اللبنانية صائب سلام، وتدهور علاقات منظمة التحرير الفلسطينية بالسلطة اللبنانية.
صحيفة يديعوت أحرنوت ذكرت تفاصيل العملية بعد 41 عاماً (12 نيسان / أبريل 2014) فذكرت ان سفن سلاح البحرية نقلت الجنود الصهاينة إلى ميناء بيروت، ومن هناك وصلوا إلى الشاطئ بواسطة قوارب كوماندوس. ولدى وصولهم إلى الشاطئ بملابس مدنية كانت في انتظارهم سيارات محلية يقودها عملاء «الموساد»، وقاموا بإيصالهم إلى الأهداف المختلفة لتنفيذها.
وألقيت مهمة الاغتيال على عاتق سييريت متكال، وفي طليعة منفذيها إيهود باراك وعمرام ليفين، اللذان تنكرا بثياب نسائية ووصل الجنود الصهاينة ليل التاسع والعاشر من نيسان / أبريل 1973 إلى منازل القياديين الفلسطينيين الثلاثة. وأكدت الصحيفة ان نحو 40 فلسطينياً استشهدوا في العملية، فيما أصيب أربعة من الجنود الإسرائيليين.
وفي تفاصيل العملية، أوضحت الصحيفة أن باراك تنكر بزي امرأة سوداء، في حين تنكر نائبه موكي بتسار بزي امرأة شقراء. وقاد باراك الجنود إلى داخل المبنى السكني ووصلوا إليه عند الساعة الواحدة وسبع دقائق بعد منتصف الليل. وفي الوقت نفسه قامت قوة صهيونية أخرى بالتوجه إلى المقر الرئيس للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، والواقع في مبنى مؤلف من 7 طوابق في شارع مركزي يعج بالمارة حيث دارت اشتباكات عنيفة وقام الجنود الصهاينة بزرع عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات داخل المبنى، ما أدى إلى انهيار أجزاء منه.
وعن استشهاد أبو يوسف النجار، كتبت «يديعوت احرنوت» أن الشهيد كان في فراشه عندما جرى تفجير مدخل منزله. ودخلت الوحدات الإسرائيلية إلى الشقة، وكان بداخلها زوجته وخمسة من أطفاله. وتوجه نجله البكر يوسف، وكان في السادسة عشرة من العمر ووقف أمام الجنود الإسرائيليين الذين سألوه عن والده باللغة العربية. وعندها ذهل وأسرع باتجاه غرفة والده الذي كان قد استيقظ أيضاً على صوت الانفجار. في هذه الأثناء طلب الشهيد من زوجته أن تناوله المسدس. وحاولت أن تحميه ولكن الجنود الإسرائيليين أطلقوا عليه النار بعد أن صرخ بوجههم «جبناء«.
وأشارت إلى أن المجموعات الصهيونية عملت في عدة مواقع في بيروت، وعادت إلى البلاد في ساعات الصباح، وكان في استقبال أعضائها رئيس أركان الجيش الصهيوني آنذاك دافيد إلعازار وكبار الضباط في الجيش. وكانت رئيسة الوزراء الصهيونية وقتها غولدا مائير تتلقى التقارير على التوالي حول سير العملية.
وفي تفاصيل العملية كما جاء في كتاب “ياعيل – مقاتلة الموساد في بيروت”، تتحدث فيه “ياعيل”، وهو اسم مستعار، عن دورها في تصفية القياديين الفلسطينيين الثلاثة بحجة أنهم المخططون للعملية ضد أولمبياد ميونيخ.
وقالت “ياعيل” في مقابلة أجرتها صحيفة “يديعوت احرونوت” الاسرائيلية معها بهدف الترويج للكتاب: إنها كانت تسكن في شقة، في شارع الوليد في بيروت، وهذه الشقة تقع في الطابق السادس، ويملكها لبناني... وكانت شقتا ابو يوسف النجار وكمال عدوان في الطابق السادس لمبنى مقابل، وشقة كمال ناصر في الطابق الثالث في مبنى مجاور، مؤكدة أنها كانت ترى الثلاثة ومَن برفقتهم داخل شققهم من دون أن تحتاج إلى منظار.
وأضافت “ياعيل” أنها في مساء 9 نيسان 1973 التقت “أفيتار”، وهو أحد أفراد وحدة “قيساريا” أي ذراع الموساد الذي ينفذ عمليات اغتيال وتَعقُّب أشخاص مرشحين للاغتيال. وكان اللقاء بينهما في مطعم في بيروت. وأبلغت “ياعيل” “أفيتار” خلال تناولهما العشاء، أن عدوان ونصار والنجار هم في البيت اليوم.
بعد ذلك طلب “أفيتار” من “ياعيل” أن تعود إلى شقتها مباشرة والبقاء في القسم الخلفي، بعيداً من النوافذ. وقالت إنها لم تكن تعرف أن جملتها “هم في البيت اليوم، ثلاثتهم” ستشكل إشارة انطلاق عملية الاغتيال. وفجأة، خلال ساعات الليل، سمعت “ياعيل” ضجيجاً ثم أعقب ذلك إطلاق نار كثيف، وعندما أطلت من نافذة شقتها شاهدت ثلاث سيارات كبيرة، ثم أصبح إطلاق النار كثيفاً أكثر، وكذلك الصراخ. وعندما توقف إطلاق النار سمعت أحداً يقول باللغة العبرية “تعال إلى هنا”، فعلمت أنه تم تنفيذ عملية ضد الثلاثة وربطت بين الأحداث وبين المعلومات التي نقلتها من قلب بيروت إلى مقر الموساد في تل أبيب.
وأشارت “ياعيل” إلى أنها لم تكن تعرف شيئاً عن العملية العسكرية لاغتيال الفلسطينيين الثلاثة، وأن المسؤول عنها، قائد وحدة “قيساريا”، مايك هراري، طلب منها أن تراقب الثلاثة وكل ما يحدث في شققهم. كذلك فإن منفذي العملية والكوماندوز البحري وسرية الكوماندوز التابعة للواء المظليين وأفراد وحدة “قيساريا” لم يكونوا يعرفون “ياعيل”.