نادر البزري ـ بوابة صيدا
بالأمس، طالعنا خبر وفاة الشاب محمد كنعان، الذي كان يحتفل بنجاحه في شهادة البكالوريا الفنية، لكن رصاصة طائشة أنهت حياته في لحظة، وقلبت الفرح إلى حزن، والنجاح إلى عزاء. محمد لم يكن الضحية الأولى، وربما لن يكون الأخيرة، ما دامت هذه الظاهرة العبثية مستمرة في مجتمعنا اللبناني.
حادثة محمد أعادت إلى الأذهان مشاهد قديمة حديثة، حيث دفع كثيرون حياتهم ثمنًا لفرح الآخرين. نتذكر الطفل زين العابدين طه في طرابلس، والفتاة رنا خليل في بعلبك، وغيرهم من الأبرياء الذين قضوا لأن أحدهم قرر أن يعبر عن فرحه بالسلاح.
إطلاق النار في المناسبات، سواء في الأعراس أو عند صدور نتائج الامتحانات أو حتى في بعض المناسبات السياسية، بات تقليدًا قاتلًا. مشهد السلاح المرتفع إلى السماء لم يعد يثير إعجابًا، بل يثير الذعر والخوف، والسؤال البديهي: إلى متى؟
أين الدولة من كل ما يحدث؟
القانون واضح، والمناشدات كثيرة، لكنّ غياب التنفيذ الجدي والتساهل في المحاسبة جعل من هذه الظاهرة عُرفًا غير مكتوب. لا يكفي إصدار بيانات الإدانة، المطلوب اليوم تحرّك صارم، ومحاسبة فورية لكل من يطلق النار، مهما كانت المناسبة، ومهما كانت الحجة.
في الختام، نتوجه إلى الأهل والأصدقاء في جميع المناطق: لا تجعلوا من أفراحكم سببًا لحزن الآخرين. دعوا الفرح يمرّ بسلام، وابتعدوا عن السلاح، لأن لحظة واحدة قد تودي بحياة إنسان... وعندها، لا ينفع الندم.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..