• لبنان
  • الخميس, تموز 31, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 3:20:36 ص
inner-page-banner
الأخبار

مرشح ترامب لمنصب السفير الأميركي في لبنان: نزع سلاح "حزب الله" ليس خيارًا بل ضرورة

أمل شموني ـ نداء الوطن

في جلسة استماع عُقدت أمس أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي للتعيين، قدّم ميشال عيسى، مرشح الرئيس ترامب لمنصب السفير فوق العادة والمفوض لدى لبنان، لمحةً شخصيةً وسياسيةً عن التحديات والفرص التي تواجه لبنان اليوم. وأكد في خطابه التزامه بالمصالح الأميركية، داعيًا في الوقت نفسه إلى إصلاحاتٍ جوهرية في بلدٍ يعرفه جيدًا.

وقال عيسى متأملًا في جذوره كمواطنٍ ولد في لبنان: "أُدركُ عن كثب تعقيدات المجتمع اللبناني". وأكد معرفته العميقة بالتركيبة الطائفية المعقدة والتي يعتقد أنها تُسهم في توجيه الجهود الرامية إلى تعزيز الوحدة ودعم المؤسسات الديمقراطية في لبنان. وصرح عيسى أنه "إذا تم تأكيد تعييني، فسيكون شرفًا لي أن أعود إلى موطني لخدمة الولايات المتحدة، الدولة التي منحتني كل الفرص".

رسم عيسى صورة قاتمة للوضع الراهن في لبنان، الذي يعاني من الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية، والتأثير العنيف لـ "حزب الله" وداعميه الإيرانيين. وأكد أن الحرب الأخيرة بين إسرائيل و"حزب الله" فتحت "نافذة مهمة للتقدم"، عقب اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في تشرين الثاني الماضي.

مع ذلك، أقر عيسى بخطر إهدار الفرص إذا استمر النفوذ الإيراني دون رادع. وأشار إلى أن "تصعيد إيران يُذكرنا بحساسية هذه الفرصة". وأكد ضرورة سيطرة الحكومة اللبنانية على كامل لبنان وإنهاء نفوذ "حزب الله"، قائلاً "إن نزع سلاح حزب الله بالكامل ليس خيارًا؛ بل هو أمر ضروري ويجب على الولايات المتحدة أيضًا أن تستمر في قيادة الجهود الرامية إلى اغتنام الفرصة التاريخية الحقيقية لترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان وتحقيق تطبيع العلاقات بين لبنان وإسرائيل".

وكان التزام عيسى بالجيش اللبناني أيضًا محورًا أساسيًا في خطابه. وأكد دور الجيش اللبناني كشريك أساسي في استعادة سيادة لبنان، موضحًا أنه "بفضل الدعم الأميركي، تتخذ الحكومة اللبنانية الآن خطوات ملموسة لفرض وقف الأعمال العدائية وتفكيك البنية التحتية لـ "حزب الله في الجنوب"، داعياً إلى تعاون أمني عاجل ومستدام بين الولايات المتحدة ولبنان.

علاوة على ذلك، شدد عيسى على ضرورة إجراء إصلاحات اقتصادية لإعادة بناء الاقتصاد اللبناني المُنهك. وأشار إلى أن "إعادة بناء لبنان يجب أن تترافق مع إصلاحات جادة تضمن التوزيع الشفاف للمساعدات والاستثمارات". ويؤكد عيسى عزمه على العمل بشكل وثيق مع الشركاء الدوليين لتعزيز المساءلة المالية ودعم التعافي طويل الأمد. وأكد انه "يجب تمكين الدولة اللبنانية الشرعية والمؤسسات المدنية من إعادة البناء بمسؤولية". ومن خلال تعزيز الجيش اللبناني، يعتقد عيسى أن لبنان قادر على وضع نفسه على طريق الاستقرار والنزاهة، بعيداً عن التلاعب الخارجي.

في شهادة شخصية على تفانيه، كشف عيسى أنه تخلى عن جنسيته اللبنانية لتجنب أي تضارب محتمل في المصالح.

أسئلة وأجوبة

خلال جلسة الاستماع وجه عدد من أعضاء مجلس الشيوخ أسئلة لعيسى تتعلق بالجيش اللبناني و"حزب الله" وإيران.

وأكد عيسى أن الجيش اللبناني "مؤسسة بالغة الأهمية للحفاظ على السلام. ورغم عدم وجود تمويل جديد في ميزانية الرئيس (ترامب)، آمل أن يتحد الجمهوريون والديمقراطيون، كما نفعل عادةً، لدعم الجيش اللبناني". ووصف هذه المؤسسة بأنها "ربما تكون آخر مؤسسة موثوقة متبقية في لبنان"، وأضاف: "أعتبرهم على الأرجح المنقذ الوحيد لما تبقى من لبنان كما نعرفه".

وفي معرض حديثه عن التحديات التي يفرضها "حزب الله"، سلّط الضوء على الجهود المستمرة التي يبذلها الجيش اللبناني، قائلاً "لقد عملوا بجدّ وقاموا بعمل رائع في جنوب لبنان، في محاولة لإخراج "حزب الله" من المنطقة الحدودية". وشدد على أهمية المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، مؤكدًا أن دوره في ترسيخ الاستقرار في لبنان بالغ الأهمية.

وأثار السيناتور داينز مخاوف بشأن هيمنة "حزب الله" العسكرية في جنوب لبنان، مشيراً إلى عمليات "الحزب" المستمرة خارج سيطرة الحكومة. وأقرّ عيسى بالتحديات التي تواجهها الحكومة اللبنانية الجديدة الساعية إلى تفكيك المؤسسة (حزب الله) وأشار إلى أن "استعادة السيطرة من ميليشيا عملت بشكل مستقل لفترة طويلة تُمثّل تحديًا كبيرًا". وأعرب عن تفاؤله بالمناخ الجيوسياسي الحالي، قائلاً "مع التطورات الأخيرة في المنطقة - وخاصة التوترات بين إسرائيل و"حزب الله" والوضع في سوريا - تضاءلت بشكل ملحوظ خطوط الدعم التي كان يحظى بها "حزب الله" من إيران وحلفائها". وأشار إلى أنه "مع إدراك "حزب الله" أنه لم يعد "سوبر باور" التي كان عليها سابقًا، ومع الدعم الكبير من الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين، يمكننا تمكين الحكومة اللبنانية من إعادة تأكيد سلطتها، وفي نهاية المطاف، تحقيق بعض الرخاء في لبنان".

بدوره، سأل السيناتور ريكيتس عن جهود "حزب الله" لمواصلة خلق المشاكل في جنوب لبنان، مشيرًا إلى دعوات السفير توم باراك الأخيرة إلى نزع سلاح "حزب الله" من دون أن يتلقى سوى القليل من التطمينات. ردًا على ذلك، أكد عيسى أهمية نزع السلاح، وقال "إنه من أهم الأمور في تاريخ لبنان مؤخرًا... أعتقد أنهم أدركوا حقًا أنهم خسروا الحرب. لكنني دائمًا ما أتخيل الأمر هكذا - مثل الدب الكبير الجريح، الذي ينزف، لكنه لا يزال يمتلك القدرة على العض وإيذاء الناس". وتحدث بالتفصيل عن استراتيجية "حزب الله"، مشيرًا إلى أن "حزب الله" يحاول كسب الوقت لسببين: الانتخابات المقبلة، وولاءهم لإيران. وقال "وإيران لا تكترث بما يحدث للشعب اللبناني". كما أعرب عن أمله في الحكومة اللبنانية، قائلاً: "أسمع في الأخبار أنهم سيجتمعون قريبًا على الأرجح ويتخذون قرارًا بشأن توقيت نزع السلاح"، وشدد "حزب الله يجب أن يرحل. حزب الله بحاجة إلى نزع سلاحه لجلب نوع من الأمل إلى لبنان".

ولفت عيسى الانتباه إلى تفاوت القوة بين "حزب الله" والجيش اللبناني، وقال "على مدى 20-30 عامًا، كان حزب الله في المنطقة مسيطرًا على كل شيء... إنهم يتمتعون بدعم إيران عسكريًا وماليًا وتدريبيًا. بينما الجيش اللبناني لم يكن يملك حتى المال لدفع الرواتب لعناصره". وأعرب عن تفاؤله بأنه إذا ما اغتنمت الفرص، فإن "الجيش اللبناني مستعد لفعل كل ما يلزم لتولي زمام الأمور ويصبح القوة العسكرية الوحيدة للدولة".

وعلق السيناتور فان هولين على الدور الحاسم للجيش اللبناني، مسلطًا الضوء على قرب انتهاء ولاية قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل). وأشار عيسى إلى أن دور اليونيفيل "كان دورًا بالغ الأهمية".

تجدر الإشارة إلى أنه بعد جلسة الاستماع الأولى، عادةً ما تتبع عملية تثبيت مجلس الشيوخ للمرشحين السفراء بعدة خطوات أبرزها مراجعة اللجنة للشهادات والمواد المقدمة خلال جلسة الاستماع. وقد تنظر اللجنة أيضًا في معلومات إضافية، مثل التحقق من الخلفية وغيرها من الوثائق ذات الصلة بمؤهلات المرشح وسلوكه السابق وبعد ذلك تُجري اللجنة تصويتًا إما لتوصية أو عدم توصية المرشح لمجلس الشيوخ بكامل هيئته. إذا وافقت اللجنة على المرشح، تُحيل الترشيح إلى مجلس الشيوخ للتصويت عليه. ومن المرجح أن تتم هذه الخطوة في شهر أيلول بعد عودة المجلس من عطلته الصيفية.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة