• لبنان
  • الأربعاء, تشرين الثاني 12, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 4:20:15 م
inner-page-banner
من صفحات التاريخ

المجزرة التي بدأت بكذبة مقتل فتاة مسلمة

بوابة صيدا

في زمنٍ كان يُفترض أن تكون فيه الحقيقة أقوى من الخرافة، وقعت واحدة من أكثر المجازر طائفيةً في تاريخ إيران الحديث. في مدينة شيراز، يوم 30 تشرين الأول / أكتوبر 1910م (27 شوال 1328هـ) تحوّلت إشاعة إلى مأساة، حين اتُّهم اليهود بقتل فتاة مسلمة كتضحية بشرية بمناسبة عيد المظال اليهودي. لم تكن هناك أدلة، ولا تحقيقات عادلة، فقط غضب شعبي، وصمت رسمي مهّد الطريق للدماء.

في بداية تشرين الأول / أكتوبر عام 1910، أثناء تنظيف بئر (لتجميع الماء) بالقرب من الحي اليهودي في شيراز، عثر عمال التنظيف على كتاب قديم، وكانت بعض صفحاته لا تزال نظيفة، وتبين أنه جزء من القرآن الكريم.

في اليوم الأول من عيد المظل (اليهودي)، (13 تشرين الأول / أكتوبر) شوهدت إمرأة ترتدي حجاباً وهي ترمي صرة في بئر قريب من الحي اليهودي، وتبين أن الصرة عبارة عن نسخة من القرآن الكريم..

في اليوم الثاني لعيد الفصح (14 تشرين الأول / أكتوبر)، اختفت فتاة مسلمة واربعة أطفال في الحي اليهودي، فتجمع عدد من المسلمين أمام منزل الحاخام اليهودي مطالبين بالكشف عن مصير الفتاة والأطفال الأربعة، متهمين الحاخام واليهود بقتل الفتاة والأطفال للحصول على دمها، إلا أن الحاخام نفى ذلك.

ظهر يوم 30 تشرين الأول / أكتوبر تم العثور على جثة أحد الأطفال المختفين، بالقرب من مقبرة اليهود، فثار المسلمون مطالبين بالإنتقام لمقتل الطفل المسلم، ثم مالبثوا أن عثروا على جثة الفتاة.

هاجم مسلمو الحي والأحياء القريبة منه منازل اليهود وقاموا بتحطيمها، وضرب من فيها، مما اضطر اليهود إلى الهروب من منازلهم، والاختباء في منازل أصدقائهم من المسلمين خارج الحي، أو اللجوء إلى القنصلية البريطانية، وبعضهم احتمى داخل المساجد..

قتل في هذه الحادثة 12 شخصاً من اليهود، وجرح 50 آخرين، ونهب ممتلكات حوالي 6000 يهودي كانوا يقطنون المدينة.

لا بد من التوضيح

التهمة بأن اليهود "ذبحوا" فتاة مسلمة كقربان بشري، ليس هناك دليل مقبول يؤكد أنها تضحية بشرية بالمعنى الحرفي. معظم المصادر تقول أن التهمة كانت مزاعم أو إشاعات بأن الفتاة اختفت، وربط الأمر بأنها ذُبحت من قبل اليهود، لكن فيما بعد تبين أن الجثة التي وُجدت بالقرب من المقبرة كانت لطفل يهودي دفن قبل أيام وتم انتشال جثمانه، أي أن التهمة كانت باطلة.

وأيضاً، ما يُقال عن تضحية بشرية في عيد المظال اليهودي غير صحيح؛ فاليهودية تُحرّم التضحية البشرية بشدة. عيد المظلة (سوكوت) هو احتفال تاريخي لتذكر الفترة التي قضاها بنو إسرائيل في الخيام (المظلات) بعد الخروج من مصر، وهو لا يتضمن أي طقوس دموية أو تضحيات بشرية، وفقاً للمعتقدات اليهودية.

 

ــــــــــــ

إقرأ أيضاً

يجب أن نفهم حقائق التاريخ بدون مبالغة

الظاهر بيبرس أحد أعظم السلاطين في العصر الإسلامي و المؤسس الحقيقي لدولة المماليك في مصر والشام

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة