أ.د. علي محمد عودة
حقيقة تاريخية سقوط بغداد بيد المغول
لقد بالغ الكثير من الناس في خيانة ابن العلقمي، وكأن خيانته هي السبب الوحيد - ولا شيء غيره - في سقوط بغداد بيد المغول سنة 656 هجرية.
فبغداد كانت ستسقط حتماً سواء وُجِدَ الرافضي ابن العلقمي أو لم يوجد.
فليس بمقدور خليفة لا يملك الا بغداد ، ولا يملك الا جيشاً صغيراً الصمود امام جيش هولاكو الهائل الذي يزيد عن مئتي الف.
حتى ولو كان وزير الخليفة وزير سني وفي كفاءة أبرز وزراء المسلمين في القرون الأولى.
فليس بمقدوره انقاذ بغداد أو صد المغول في ذلك الظرف الذي كانت فيه بغداد.
كما أن انتصار المماليك بقيادة قطز على المغول في معركة عين جالوت سنة 658 هجرية لم يكن على ذلك الجيش الهائل الذي قاده هولاكو، وإنما كان الانتصار على فرقة صغيرة من ذلك الجيش ، ذلك أن هولاكو بعد ان اقتحم حلب وأخذ يتأهب بجيشه الضخم للسير جنوباً في طريقه إلى مصر والمغرب، جاءه الخبر من منغوليا بوفاة أخيه الخان الأكبر منقوقاآن - وهذه من عناية الله تعالى بالمسلمين - ، فقرر هولاكو العودة بجيشه إلى منغوليا للمشاركة في ترتيب البيت المغولي وانتخاب خان أكبر جديد من سلالة جنكيزخان، فتوسل إليه هيثوم ملك " مملكة أرمينية الصغرى " أن يُبْقي جزءاً من جيشه لمساعدة الارمن والفرنج ضد المسلمين، فأبقى هولاكو عشرة ألآف فارس من جيشه بقيادة قائده كتبغا، وعاد بأكثرية الجيش الى منغوليا، وهذه الفرقة بقيادة كتبغا، ومعها القليل من الارمن والفرنج هي التي سحقها المماليك في عين جالوت حيث كان الجيش المسلم يقارب أربعين ألف مقاتل ، أي نحو ثلاث أضعاف جيش كتبغا.
يجب ان نفهم حقائق التاريخ بدون مبالغة.
ــــــــــــ
إقرأ أيضاً
الظاهر بيبرس أحد أعظم السلاطين في العصر الإسلامي و المؤسس الحقيقي لدولة المماليك في مصر والشام
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..