• لبنان
  • الاثنين, حزيران 30, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 9:37:27 م
inner-page-banner
إسلاميات

تعقيبات سريعة على تجاوزات مقتدى الصدر بحق بني أميّة

محمد عياش الكبيسي  

1 ـ لا يوجد نص في القرآن الكريم على لعن بني أميّة ولا غيرهم من بطون قريش ولا كل القبائل التي واجهها النبي صلى الله عليه وسلم أو تعامل معها سلبا أو إيجابا، والآية التي استشهد بها مقتدى نصت على من يؤذي الله ورسوله، وهذه الصفة قد تكون في واحد من بني أمية وقد تكون في ولحد من بني هاشم مثل أبي لهب الذي نص عليه القرآن، وقد تكون في العرب وفي غيرهم، فهي ليست نصا في قبيلة معينة. فهذا من مقتدى تلاعب مفضوح.

2 - إن الطعن في نسب بني أميّة هو طعن في بني هاشم، لأن بني أمية وبني هاشم جدهم واحد، فهم أولاد عم، وليس في قريش ولا كل العرب نسب أقرب لبني هاشم من بني أميّة.

(انظر الشجرة)

3 - إن الطعن في نسب بني أمية هو طعن في بني هاشم لكثرة المصاهرة بينهما، ويكفي أن تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد زوّج ثلاثا من بناته لبني أمية (زينب وأم كلثوم ورقية) وتزوج منهم أم حبيبة بنت أبي سفيان أخت سيدنا معاوية.

4 - إن من أعلام بني أمية السابقين إلى الإسلام والهجرة المباركة الخليفة الراشد عثمان بن عفان، وأم المؤمنين بنت أبي سفيان، فليس كل بني أمية من (مسلمة الفتح)، وهؤلاء أيضا قد امتن الله تعالى على رسوله بهم فقال: (إذا جاء نصر الله والفتح و رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا) فكانت أكبر نعمة اقترنت بالفتح دخول قريش كلها وغالب العرب في دين الله أفواجا، وبهؤلاء انطلقت الفتوحات الإسلامية العظيمة في العراق والشام ومصر وغيرها.

5 - لقد بشّر النبي محمد صلى الله عليه وسلم سيدنا الحسن بأنه سيصلح الله تعالى به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، وقد تحقق ذلك فبايع سيدنا الحسن سيدنا معاوية وكان سيدنا الحسين تبعا لأخيه الحسن، فكيف يبايع الحسن والحسين من نص القرآن على لعنهم؟ وهما عندكم من المعصومين، بمعنى أن قرارهما بالصلح والبيعة قرار إلهي.

6 - إن بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا الحسن دليل على أن الخلاف السياسي ونحوه بين المسلمين وارد وحتى بين الصحابة، ولا يكفر أحد بسبب ذلك، وهذا هو الذي نص عليه القرآن الكريم فقال: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) فأثبت القرآن لهما الإيمان، وأوجب الإصلاح، وهذا ما فعله سيدنا الحسن.

والحديث في هذا يطول، وما ذكرناه يكفي لمن أراد معرفة الحق، وحسبنا الله في كل من يبتغي الفتنة والتحريف في دين الله وتشويه هوية هذه الأمة وتاريخها المجيد، وإنه لمن غرائب الأمور أن يتطاول الغارقون في الفساد والتخلف والفاشلون في كل شيء على أولئك العظماء الفاتحين. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

ــــــــــــ

إقرأ ايضاً

متى ظهر النفاق في الإسلام

اهدنا الصراط المستقيم

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة