محمد عياش الكبيسي ـ بوابة صيدا
باختصار؛ الأضحية شعيرة تعبّدية لا تكون إلا بإراقة الدم في وقت مخصوص وبشروط مخصوصة، ولا تكون بدفع القيمة لا النقدية ولا العينية ولا بشراء اللحم وتوزيعه، ولا بأي شيء آخر.
وهناك الآن جدل ناتج ربما عن فهم خاطئ لإقوال بعض أهل العلم، ومنها:
1-قال بعض أهل العلم بجواز دفع (قيمة الأضحية) إلى جهة أو شخص ما يقوم هو بشرائها وذبحها وتوزيعها نيابة عنك، إذا كان في ذلك البلد فقراء وجياع أحوج ممن هم في بلدك، لكن ليس معنى هذا أنه يوزعها نقودا أو ثيابا أو طعاما آخر. فهذا كله ليس أضحية، ولا يحزئ عن الأضحية.
2-ذكر بعض أهل العلم مسألة من نوى الأضحية، ثم حصل له حاجة أخرى مثل علاج مريض يلزمه علاجه، وهو لا يملك أن يقوم بالأضحية والعلاج معا، فالصحيح أن يدفع (قيمة الأضحية) للعلاج، لكن هذا من باب الترجيح، وليس معناه أنه صار بهذا العمل مضحيا، بل هو معذور عن الأضحية لهذا السبب، فمتى تمكن ضحّى.
أما إذا كان يملك ثمن الأضحية وثمن العلاج فهو مطالب بهما معا.
وعليه فإن فتاوى العلماء اليوم فيما يتعلق بغز ة، أو نحوها كالسودان، ينبغي أن تفهم في ضوء النقطتين المتقدمتين، يعني إما أن تدفع قيمة الأضحية بثمنها الذي هو في غز ة، لكي تذبح هناك وتوزع، فأنت جمعت بين الأجرين؛ الأضحية وإطعام الجياع.
أو أنك لا تستطيع أن تذبحها هناك، وتريد أن تنفقها على أهل غز ة نقودا، فأنت هنا قمت بعمل عظيم عند الله، لكنه لا يسقط عنك الأضحية، فإن كنت متمكنا فاجمع بين الأجرين، ادفع هناك، واذبح في بلدك، وإن لم تكن متمكنا فأنت معذور.
وهنا أنبّه إلى خطاب ما أنزل الله به من سلطان، يقال مثلا: لقمة في بطن جائع خير من بناء جامع، أو خير من تكرار الحج والعمرة، هذا كله غير صحيح، بل الصحيح أن يقال: كفّوا عن الإسراف والتبذير في الحفلات والمناسبات والولائم، والمنافسة في الموديلات والكماليات، فضلا عن تبديد الثروات في الشبهات والمحرمات، وقدّموا لأنفسكم في أعمال الخير، وأبواب الخير كثيرة، وفضل الله أوسع.
بقي علي هنا أن أشير إلى أن خلاف الفقهاء في دفع قيمة (زكاة الفطر) لا ينسحب على (الأضحية) لأن إراقة الدم عمل مقصود لذاته في النحر (فصل لربك وانحر) ووردت أحاديث في هذا أن خير أعمال يوم النحر إراقة الدم، ومصلحة الفقراء تأتي تبعا، أما صدقة الفطر فالظاهر أن المقصود إغناء الفقراء عن السؤال يوم العيد وإطعامهم مما تيسر، حتى لو كان من الطعام الذي لم يذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم كالرز والعدس والفاصوليا، وغيرها، فالمسألة قابلة للاجتهاد، وكل مجتهد فيها مأجور إن شاء الله، أما الأضحية فلم يحصل فيها مثل هذا الاجتهاد، لما تقدم والله أعلم
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..