• لبنان
  • الأربعاء, أيار 28, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 10:01:38 ص
inner-page-banner
مقالات

مجزرة مدرسة فهمي الجرجاوي وطغيان ما بلغ مداه إلا تمهيدا لانكساره..

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا 

قصفت طائرات الاحتلال فجر 26 مايو 2025 مدرسة فهمي الجرجاوي، التي تؤوي مئات النازحين من أهل غزة وهم نيام مع أطفالهم.

احترقوا ربما وهم يحلمون برغيف خبز يسكت صوت أمعائهم وربما بيوم جديد خال من الموت والدمار والفقد. لكن الموت كان أسرع ولم يسعفهم ليركضوا نحو الأبواب حاملين أطفالهم، هاربين بهم من ألسنة النار التي خلفها القصف الهمجي.

أكثر من 30 شهيدا إلى لحظة كتابة المقال معظمهم من الأطفال، احترقوا بعد أن حول الاحتلال المدرسة إلى فرن جماعي في حي الدرج وسط غزة. وانقلبت جدران المدرسة من طوق نجاة إلى فخ للموت.

يبدو أنه زمن العلو الكبير الذي أخبر عنه ربنا تعالى في القرآن الكريم في سورة الإسراء "وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا".

وهذا العلو نشهده اليوم في تصريحات الساسة والقادة. فهذا "جدعون ليفي" يصرح قبل أيام فيقول "يؤمن معظم "الإسرائيليين" إن لم يكن جميعهم بأننا شعب الله المختار ومن حقنا أن نفعل ما نشاء". كما يظهر العلو في تصريح "سموتريتش" "سأفكر في الاستقالة من الحكومة إذا لم يتم تكثيف القتال بالقطاع". وما قاله مؤخرا "موشيه فيجلين" "نحن بحاجة لغزو غزة والتأكد إلا يبقى طفل غزي واحد". وغيرها مئات التصريحات التي تترجم على شكل علو بين جدران المدارس وتحت الخيم وفي رماد الأطفال ووجوه الآباء التي تبحث عن أشلاء الأحباب بين الركام وتحت الأنقاض.

غير أن هذا العلو لا بد له من نهاية. فحين يبلغ ذروته تبدأ نهايته، هذا ما ذكره الله تعالى في القرآن الكريم. فكل فرعون له ساعة ولكل ظلم نهاية ولكل نار رمادها، وغزة اليوم تكتب نهاية هذا العلو بدمها وأرواح أبنائها وألمها ودموع الأمهات فيها وصراخ أطفالها في معارك الجوع والعري والنزوح.

غزة اليوم تدافع عن العواصم العربية وشعوبها الصامتة، تتمسك بالحق وتواجه الظلم الذي تجاوز كل الحدود وفاض، تتصدى له بصدور عارية، مكلومة، محاصرة، جائعة.

أما الأنظمة العربية فدورها أكثر حقارة ونذالة من الصمت، فقد باتت شريكة حينما تمد يدها للعدو وتترك يد الطفل في غزة تحترق بنيران هذا العدو. تنام على وسائد الريش الناعمة المستوردة، بينما طائرات التطبيع الذي يحلمون به، تفرغ وحشيتها على مدارس غزة وخيمها وكل شيء فيها.

لقد مللنا من تلك العروش التي تنام "تل أبيب" بين أحضانها ثم تعرض خطط إعادة إعمار زائفة على الشاشات ومواقع الأخبار بعد كل مجزرة، وهي نفسها التي سمحت بحدوثها، ثم أغلقت معابرها وحدودها بحجة السيادة. مللنا من هذه الاسطوانات المشروخة التي لم تتوقف عن ثرثرتها منذ عقود. تلك الاسطوانات التي أضاعت وباعت فلسطين. فعن أي سيادة يتحدثون، وجثث الأطفال تحترق وتتفحم وتعرض على الكاميرات على مدار الساعة.

عن أي سيادة يتحدثون وحفلات التطبيع تقام على أشلاء الأطفال وأجسادهم المحترقة، تغذي حفلات الاحتراق صفقات الغاز والنفط.

الطغيان اليوم الذي بلغ مداه، لم يبلغ هذا المدى إلا تمهيدا لانكساره، والعلو حين يبلغ حد إحراق الأطفال، لا يبقى له سوى السقوط. وذات الغاز والنفط الذي ساهم في إحراقهم سيحرق الطغاة..يرونه بعيدا ونراه قريبا بإذن الله. 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة