• لبنان
  • السبت, أيار 24, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 5:04:35 م
inner-page-banner
إسلاميات

كيف تستغفر الأمّة من ذنوبها؟

د. محمد عياش الكبيسي ـ بوابة صيدا

ألخّص مداخلتي في نخبة من أهل العلم والدعوة:

1- نحن مقبلون على أيام من أفضل أيام الله، وعلينا أن نستعد لها بالتوبة والاستغفار، وأهم شروط الاستغفار العلم بالذنب، لأن المسلم قد يكون غارقا في الذنب وهو لا يعلم أنه مذنب، فكيف سيستغفر؟ وخاصة نحن أهل المساجد حينما نذكر الذنوب لا نذكر سوى (الفواحش والخمور والسفور) ولا نذكر ذنوبنا نحن مثل: الغرور والتكبر والفتوى بالمزاج والتعصّب ..الخ

2- من الذنوب التي ينبغي التنبيه عليها؛ الذنوب التَركية، فهذا الذي ينام شبعان وجاره جائع وهو يعلم لا يستشعر أنه مذنب، بينما هذا ذنب كبير، ولو كانت الأمة تفقه الشرع حقا لما مات قسم منها من الجوع في غزة وغيرها، بينما يعاني قسمها الآخر من التخمة.

3- هناك ظاهرة غريبة أيضا وهي ظاهرة (الاعتذار بالذنب عن الذنب) مثلا تقول له؛ لماذا لم تصلّ الفرض يقول لأني كنت سكران، فقلت هذا واقع، فالأمة الآن سكرانة بجهلها وتفرّقها، وحينما نقول لهم: لماذا لا تقومون بنصرة إخوانكم والدفاع عن قضاياكم ؟ يقال لنا: نحن لا نستطيع لأننا ضعاف ومتفرقون والعدو متفوّق علينا حتى في الصناعة والزراعة والطب فضلا عن القوة والعسكر، لكن يا ناس هذه الأعذار بحد ذاتها ذنوب، ما الذي ينقصنا لكي نتعلم ولكي نتوحد ولكي ننتج ما نحتاجه؟ لماذا ينتشر عندنا الغش حتى في جامعاتنا؟ والمحسوبيات في مؤسساتنا؟ لماذا نشجع ثقافة الترفيه ولا نشجع ثقافة الإنتاج؟

استمعت لمسابقة مفتوحة وعليها جوائز في إحدى الجامعات العربية، وكان من الأسئلة؛ ماذا تعرف عن ريتشارد قلب الأسد؟ فكانت كل الأجوبة تدور حول شخصيات رياضية معاصرة؟ هؤلاء طلاب جامعيون يفترض بهم أن يقودوا حركة الوعي والنهضة في الأمة.

ذكرت أمثلة أخرى من تركستان الدولة المسلمة التي تبلغ مساحتها أكبر من مصر، وشعبها يتجاوز الثلاثين مليونا، ويتعرضون لمحق واضطهاد لا مثيل له، هؤلاء حتى خطباؤنا ودعاتنا لا يذكرونهم ولا يدعون لهم، لأن اهتماماتنا تصوغها نشرات الأخبار، ولا يصوغها الوعي الشرعي الواجب.

4- أليس الاحتكام لغير الله ذنبا وقد يصل إلى ما هو أكبر من الذنب؟ فسّروا لي إذاً كيف تسأل اثنين من الحضور معنا وربما يكونان من أهل العلم والدعوة، تسألهم عن (الحوثي) مثلا، فتجده عند الأول (وليا من أولياء الله) وعند الثاني (شيطانا من الشياطين)، وهذه العبارات نقرأها في تغريدات الفريقين، ويا ليت أن يكون سبب الخلاف هو نقص المعلومات عن عقيدة الحوثي مثلا وارتباطاته، لا، فهذا ليس مهما عندهم، بل؛ الطرف المستفيد من الحوثي الآن يزكيه ويجعله من (فسطاط الإيمان الذي لا نفاق فيه) كما صرّح أحدهم، بينما يراه الطرف المتضرر شيطانا وعدوا للإسلام والمسلمين.

هل الأمة تستشعر مثل هذه الذنوب؟ وإذا لم تستشعرها فكيف ستتوب منها؟

ولذلك نؤكد؛ أن العلم بحقيقة ذنوبنا شرط في صحة استغفارنا، وإلا فسيكون استغفارنا ذنبا يحتاج إلى استغفار كما ورد عن بعض الصالحين.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة